الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسكوت عنه في تغير المناخ

عصام عبدالله

2010 / 1 / 20
العولمة وتطورات العالم المعاصر



أسمح لي عزيزي القارئ أن أنقل لك بعضا من النقاش العالمي حول أهم التحديات في العقد الأول من الألفية الثالثة وهو " تغير المناخ " . حيث تدور العديد من المداخلات العلمية المثمرة علي موقع الفيس بوك http://www.facebook.com/ConversationsClimate، وعبر البريد الإلكتروني بين اثنين من الخبراء المختصين في مجال تغير المناخ ، الأول هو جرنوت واجنر ، عالم اقتصاد في برنامج المناخ والهواء في صندوق الدفاع البيئي وعمل محررا في صحيفة الفايننشال تايمز في لندن. والثاني هو ستيفن هايوارد ، أستاذ في معهد أميركان إنتربرايز لأبحاث السياسة العامة في واشنطن ، وسبق له وأن ألف كتبا عن السير الذاتية لكل من ونستون تشرشل والرئيسين جيمي كارتر ورونالد ريجان.

أهم ما في هذه المداخلات ، حتي الآن ، جاء علي لسان هايوارد ، يقول : إن البلدان النامية لن تخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لأنها تحتاج إلى الطاقة الرخيصة لتغذية النمو الاقتصادي فيها وإن البلدان الغنية لا تستطيع مساعدتها على تحمل هذه النفقات. ففي الاتفاقات الدولية السابقة، كانت الدول الغنية قادرة على تبوء موقع القيادة في إيجاد السبل الكفيلة بالحد من الملوثات ومساعدة البلدان النامية. أما الآن، فإن تكاليف تطوير مصادر بديلة للطاقة حتى يتسنى بلوغ أهداف دولية محددة للانبعاثات مرتفعة جدا. وحتى لو أنهت البلدان الغنية اعتمادها على الوقود الأحفوري، فإن خفض الانبعاثات فيها لن يعادل زيادة الانبعاثات من البلدان النامية. ومن المفارقات، أنه إذا توقفت الدول الغنية عن استخدام الوقود الأحفوري، فإنه سوف يصبح أرخص بالنسبة للدول النامية لاستخدامه.

لقد وصفت الطاقة بحق بالمورد الرئيسي لأنها تعتبر أساسية لكل شيء آخر في الاقتصاد. ثمة علاقة وثيقة على الصعيد العالمي بين استهلاك الطاقة ورفاهية الإنسان، والمفتاح هنا هو توفر الطاقة الرخيصة. إذ إنه لا توجد أمثلة تدل على أن أمة من الأمم الثرية تحقق لها الثراء بفضل استعمال طاقة باهظة الثمن. وليست هناك دولة واحدة ثرية تتوقع حاليا أنها ستعتمد مصادر طاقة منخفضة الكربون خلال السنوات العشرين المقبلة على نطاق كاف بحيث يمكن لذلك أن يعادل الطلب المتزايد على الطاقة في الدول النامية خلال الفترة نفسها. وإذا كانت الدول الغنية غير مستعدة أو غير قادرة على اعتماد طاقة منخفضة الكربون على نطاق كاف، فكيف نفترض أن تقوم الدول النامية بذلك؟

وهذا يقودنا – حسب هايوارد - إلى مفارقتين ( سيئتين ) بالنسبة للسياسة المناخية العالمية. المفارقة الأولى هي أن الدول الغنية لا يمكنها وحدها تحقيق الأهداف التي يقول الآن أهل الحل والعقد من علماء المناخ إنها باتت مطلوبة لتجنب حدوث تغير مناخي خطير. وحتى لو تمكنت الولايات المتحدة وغيرها من البلدان الصناعية بطريقة ما من تحقيق خفض انبعاثات الغازات، مع تحملها تكاليف باهظة، بواقع 80 في المئة وهي النسبة المطلوبة حاليا لاستقرار تركزات ثاني أكسيد الكربون عند 450 جزءا من المليون بحلول عام 2050، فإن ذلك بالكاد سيوفر أية منافع مناخية. وقد خلصت الوكالة الدولية للطاقة أن "بلدان منظمة التعاون والتنمية وحدها لا تستطيع وضع العالم على الطريق المفضي إلى مسار الـ450 جزءا من المليون، حتى لو تسنى لها خفض الانبعاثات لديها إلى الصفر." وبعبارة أخرى، حتى لو اختفت الدول الثلاثون الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية من على كوكب الأرض، فإن ارتفاع انبعاثات الغازات من البلدان النامية سوف يوصلنا إلى مستويات أعلى بكثير من هدف الـ 450 جزءا من المليون.

أما إذا تمكنت الدول الغنية بطريقة ما من أن توقف اعتمادها بسرعة على الوقود الأحفوري، فإن المفارقة هي أن ذلك سيجعل الوقود الأحفوري أكثر جاذبية بالنسبة للدول النامية. ويوجد حوالي 80 في المئة من الوقود الهيدروكربوني في العالم في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية. وإذا قررت الدول الغنية التخلي عن استخدام الوقود الأحفوري، فإنه سيصبح أقل تكلفة بالنسبة للبلدان النامية الأمر الذي سيشجعها على استخدامه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس