الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لهؤلاء الرجال الثلاثة

غازي الجبوري

2010 / 1 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في الشدائد والمواقف الصعبة يختبر الرجال وتمتحن إراداتهم وتكشف معادنهم وتعرف نواياهم الحقيقية ، وفي هذا المقام سجل ثلاثة رجال خلال الأسابيع الماضية مواقف من هذا القبيل يجب الإشارة إليها وتسليط الضوء عليها بقوة تكريما لهم وتثمينا لمواقفهم المتميزة ولتحفيز الآخرين على الاقتداء بهم والحذو حذوهم .
الرجل الأول ، هو سعد الحريري رئيس وزراء لبنان الجديد الذي جعل من زيارة سوريا باكورة لنشاط حكومته وهي الدولة التي يتهمها الكثيرون في لبنان والعالم بوقوف قيادتها وراء مقتل والده ولازالت التحقيقات جارية ورغم ذلك فانه داس على جرحه ودفن حزنه وألمه وزار الرئيس بشار الأسد لإرساء علاقات أخوية بين الحكومتين والشعبين على أسس قوية لما فيه مصلحة البلدين.إن هذا الموقف لايعد موقفا عاديا بل يعد من المواقف الشجاعة التي لايقدم عليه إلا العظماء ، فقد قدم مصلحة بلده وشعبه على كل المصالح والاعتبارات الأخرى معبرا عن روح تسامح غير مسبوقة يحسد عليها لدرجة استحق بها جائزة نوبل للسلام دون غيره بدلا من اوباما الذي تزهق بلاده ملايين الأرواح البريئة يوميا سواء باستخدام القوى السياسية والعسكرية والاقتصادية المباشرة أو غير المباشرة فيما يعاني ملايين آخرون من تبعات الاستخدام المفرط و اللاانساني الغاشم لتلك القوى.
أما الرجل الثاني فهو رئيس وزراء تركيا اردوغان، فقد سجل هذا الرجل مواقف مشهودة ضد أقوى وارهب وأغشم قوة في العالم ألا وهي قوة الصهاينة المهيمنة عليه وناشرة للرعب والإرهاب الحقيقي بين شعوبه ودوله ، وهو الوحيد الذي استطاع أن يفضحهم بأسلوب دبلوماسي متحضر وكان لمواقفه انعكاسات ايجابية لصالح الحق والعدل والقضايا العربية والإسلامية العادلة أكثر بكثير من الانعكاسات التي تحققها أية معركة عسكرية رابحة معهم من قبل أية قوة مكافئة . إن هذا الموقف يعيد إلى الأذهان معنى الجهاد الحقيقي الذي وصفه الرسول محمد صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم "أعظم الجهاد قول كلمة حق في حضرة سلطان جائر"فقد استطاع أن يجبر الصهاينة على تقديم اعتذار خطي عن اسائتهم المقصودة ضد السفير التركي في فلسطين .وبصرف النظر عن مختلف التحليلات والتقييمات المختلفة الايجابية والسلبية لمواقف اردوغان إلا أن الحق يجب أن يقال وهو أن هذا الرجل يستحق أن يقود الدول الإسلامية قيادة حكيمة ومشرفة ، فبرغم علاقات بلاده الدبلوماسية مع الصهاينة إلا أن مواقفه المعلنة أفضل بكثير من مواقف الدول التي تدعي الإسلام ومعاداة أعدائهم وهي في الحقيقة تنفذ مخططاتهم وأجندتهم سرا وعلانية.
ويأتي نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني ثالثهم ليسجل موقفا مماثلا في إعلانه العزم على إنهاء الطائفية السياسية في لبنان التي دمرتها هذه السياسة وأخرتها عقودا كثيرة . إن الطائفية السياسية من أكثر الأمراض السياسية خطرا على الشعوب لأنها تمزقها وتفتتها وتنخرها كما تنخر الأمراض الخبيثة العظام وتعيدها مئات السنين إلى الوراء وكان المفروض أن يتصدى اللبنانيون لهذا الغول منذ زمن طويل لكن يبدو أن ذلك لايروق للكثيرين وخاصة من هم وراء الحدود. إن خوف بعض الطوائف على مصالحهم خوف غير مبرر بل كلام حق يراد به باطل لان مثل الوطن كمثل شركة مساهمة لكل مواطن سهم فيها لايزيد ولا ينقص بسبب الانتماء إلى هذه الطائفة أو تلك وبالتالي فان المنافع التي تتحقق توزع على الجميع على قدم المساواة دون تمييز على أساس الدين أو القومية أو اللون أو الجنس إلا بمقدار مايقدم كل واحد من خدمة للبلاد.
ولهذا كله فإننا يجب أن نحيي هؤلاء الرجال ونقف معهم ونساندهم وندعو الآخرين للإقتداء بهم والحذو حذوهم لما فيه خير جميع الشعوب في المنطقة والعالم ، فألف تحية وإكرام وتقدير وبانتظار المزيد من المواقف المشرفة منهم ومن غيرهم لأنها مواقف يعتز بها كل خير وشريف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية حارة
محمود الشمري ( 2010 / 1 / 21 - 00:02 )
تحية لهؤلاء الأبطال ولكاتب الموضوع

اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا