الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن أولاً وأخيراً...؟

مصطفى حقي

2010 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


المواطنة هي الأساس وكل صفة أخرى مضافة على الوطن هي ليست أصلاً ، وكل
مضاف، وغير أصيل عرضة للزوال ، وعبر احترامي للقوميات، والأديان، وحرية
المعتقد والانتماء الخاص ، أشارك في الكثير مما جاء في مقال الكاتب نضال
نعيسة عربي سوري أم سوري عربي المنشور في الحوار ، وأضيف ان سورية
بعد الاستقلال كانت باسم الجمهورية السورية ... ولم تكن العربية تسبق
السورية .. وبرأيي كانت التسمية الأولى أعم وأشمل وأعدل من التسمية
اللاحقة مع احترامي للانتماءات الخاصة بكل شخص مهما كان هذا الانتماء ..
والذي يهمني ، ويهم كل متنور أن تكون تسمية الدولة محققة لمبدأ المساواة
بين كافة المواطنين في الحقوق والواجبات ، وألا تكون تلك التسمية سبباً
في التفرقة بين مواطني البلد الواحد .. وعلى سبيل المثال ، فإن تسمية
جمهورية مصر بالعربية ، قد أثار الكثير من شعب مصر والأقباط خاصة من أن
مصر في الأساس فرعونية احتلها الغزو العربي الإسلامي، مزيلاً هويتها
الأصيلة ، ومع ذلك ألُصِقَ بها اسم قومية الغزاة .. وكان إبقاء التسمية
بجمهورية مصر مجردة من أية قومية أقرب إلى العدالة وتحقيق المواطنة
للجميع وعلى قدم المساواة في الوطنية الحقيقية لأرض الوطن الأم .. أما
الجمهورية الليبية فحدّث ولا حرج .. عربية ديمقراطية اشتراكية ، وعظمى
...إلخ .. بينما حافظت تونس، والجزائر ،والمغرب وكذلك السودان بدون صفة
العروبة ، وفي القسم الأسيوي حافظت العراق ولبنان، والأردن ،والكويت
،وعمان واليمن على أسمائها بدون صفة العربية .. ان بناء الدول، والأمم
بنمط حداثي يجب أن يبنى على المواطنة للوطن أولاً، وأخيراً مع عدم إنكار
الانتماءات الدينية والقومية ضمن إطار حرية الإنسان في معتقده وأصله
وأفكاره الخاصة به .. وان صفة العربية التي لحقت بأسماء الدول المذكورة
كانت نتيجة فورة قومية شرقية بعد أن انتهت عند الغرب وتجاوزتها إلى
العلمانية ، واتحدت سوريا ومصر بوحدة عربية لم تستمر أكثر من عامين لتؤكد
أن شعار القومية العربية كان شعاراً سياسياً أكثر من كونه مجرد شعار
ونظرية عاطفية مجردة تفتقر إلى العقلانية والذي أجده مترجماً في نهاية
المقال المذكور للسيد نعيسة إذ يقول : وبرغم ذلك كله ما زال البعض
يطربنا بالمواويل القومية الحزينة صباح مساء، لكن والسؤال الأهم، والأكثر
براءة وربما "بلاهة"، متى سننتهي من ازدواجية الولاء بين سوريا والعربان،
ومتى سننتهي من مشاكل هؤلاء العرب ونزاعاتهم وانشقاقاتهم وبلاويهم
ومصائبهم السوداء والغبراء على حد سواء التي يبدو أنها لا تنتهي، ومتى
نفكر أكثر ، وأكثر ، ونتفرغ كلياً، وفعلياً، للنهوض أجمل والأروع،
والأبقى، والأحلى ألا ،وهي سوريا الخالدة على مر التاريخ والزمان، ولا
مانع إذا توفر لدينا بعض الوقت لاحقاً، أن نهبه لأخوة الدم والانتماء في
العروبة في جيبوتي وموريتانيا وصوماليا وأم درمان؟ سوريا أولاً، وأخيراً
، يا سادة يا كرام.(انتهى) وكذلك الإنسان المواطن المرتبط بالوطن بأسلافه
وأخلافه هوالإنسان السوري الواحد إيماناً بدولته في ظل وحدة إنسانية خارج
الأطر الدينية، والطائفية ،والقومية، السوريون لسوريا ، وسوريا للجميع
وبذات الحقوق، والواجبات في وحدة انتمائية إنسانية علمانية ديمقراطية
حقيقية،وأعود ،وأكرر ما دونته في مقالي بعنوان
( لاأقليات في الدولة العلمانية ..) المنشور في الحوار بتاريخ
2672008 : في قاموس العلمانية المواطن هو مواطن يملك ذات المزايا التي
يملكها، ويتمتع بها أي مواطن آخر ، لأن الهوية الشخصية للمواطن العلماني
تخلو من خانة الدين، أو القومية .. فالمواطن الفرد لن يشعر، أو يحس يوماً
،أو في أي موقف أنه متميز عن مواطنً آخر إلا في حيز العطاء الفكري
ثقافياً، أو العطاء التقني علمياً واقتصادياً في ميدان منافسة حرة بدون
أي تمييز، أو انحياز ، فالمواطنة أولاً وأخيراً وان كلمة أقليات قومية
،أو دينية هي منسوخة من قاموس الدولة العلمانية .. فما نسمعه من صراعات
لونية، وعرقية ودينية كما في دول إفريقية ومنها السودان ومشكلة دارفور
التي تدولت وأدت إلى وشك إصدار مذكرة توقيف من محكمة الجنايات الدولية
بحق رئيس السودان البشير، والمغرب، وثوارالبوليساريو، والجزائر،
والأمازيغ الذين ينفون عروبتهم ومشكلة الأقباط في مصر، والذي يتجاوز
عددهم العشرين مليوناً ،
والطائفية المذهبية المقيتة في العراق وقضية ( البيدون) مجردي الجنسية في
دول الخليج كل هذه المشاكل ترجع إلى انخفاض، وتدنٍ في ثقافات تلك الشعوب،
وانحدارها إلى درجة الأمية في مواكبة العصر، وطريقة تقييم الإنسان،
وارتقاء العالم المتحضر في تقييمه للكائن البشري ، وترسيخ السياسة لخدمة
ذلك الإنسان، وليس اعتباره أداة ،وأرضية يصعد عليه أولي الأمر ليحكموا
ويظلموا، وبأمر من الله .. في أنظمة شمولية استبدادية تقيد المواطن في
وطنه، وتمس حقوق الإنسان في إنسانيته، وترسخ تجمع أقليات مهضومة الحق
والحقوق في عالم لم يعد يستوعب مثل تلك الأنظمة التي لم تزل مقيدة بعجلة
التخلف والجهل ...؟( انتهى ) ،وبعد ما تقدم لابديل لدولة المواطنة
المواكبة للعصرنة ،والتقدم ودولة المواطنة أولاً...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موافق
نارت اسماعيل ( 2010 / 1 / 20 - 21:40 )
مقال رائع وأنا أؤيد الكاتب بأن المواطنة هي الأساس وأن كل مواطن مساوي للآخر مهما كان دينه أومذهبه أو أصله، يكفي أن يحمل الإنسان جنسية بلده لكي تصبح له قيمة واعتبار وأولوية عن أي إنسان من بلد آخر
يجب أن نعيد الاعتبار لكلمة الوطن والمواطنة على حساب كلمات أخرى مثل قومية، عروبة، إسلام
تحياتي


2 - تعقيب
مصطفى حقي ( 2010 / 1 / 21 - 19:04 )
شكراً سيد نارت اسماعيل
الدين لله والقومية للقوميين ولكن الوطن للجميع وعلى قدم المساواة متى نخرج من قوقم الأديان والقوميات في لم شمل إنساني للمواطن في وطن الحرية والحب واحترام الآخر


3 - استاذنا العزيز مصطفى حقي
سالم النجار ( 2010 / 1 / 21 - 21:33 )
طاب مساؤك
اتفق معك الى ابعد الحدود حول مفهوم المواطنة, والاضرار التي لحقت بنا جراء التقسيمات العرقية والطائفية وعدم المساواة بين ابناء البلد الواحد والسبب الدكتاتوريه
فلايوجد مواطنة دون ديمقراطية ولا يمكن فصلها عنها اصلاً وهي الكفيل لضمان حقوق المواطن وواجباته اتجاه الدولة ,أما دولنا العربية فمن اين لها الديمقراطية حتى تعترف بالمواطنة؟


4 - تعقيب
مصطفى حقي ( 2010 / 1 / 22 - 18:32 )
أسعدت مساءً سيد سالم النجار
دولنا العربية تفصل أزياء الديمقراطية كل مقاسها وتعرضه في صالات عرض السياسة مع العلم أن مقاس الديمقراطية وبالأخص العلمانية منها لاتقبل التحوير واللف والدوران وكما قلت أين هي تلك الديقراطية التي ينشدها المواطن العصري لينطلق بها في آفاق الإبداع والتقدموالرقي الإنساني


5 - الانتماءات والمواطنة
مواطن درجة ثانية ( 2012 / 8 / 8 - 08:47 )


خافوا الله .... يا قوم لوط ... خافوا الله !

اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا