الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النخبة المغربية أمام المرآة

أحمد الخمسي

2010 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية




في جملة من جمل الحكمة التي نطق بها عبد الله العروي في كتابيه الأخيرين، "السنة والإصلاح" و"من ديوان السياسة"، ما ذكره عن السياسة بين الكلام والممارسة بالمقارنة بيننا وبين الغرب. حيث تمارس هناك أكثر مما يتحدث عنها. بينما، عندنا، يتحدث عنها الناس كثيرا ولا يمارسونها إلا قليلا. بالتأكيد أن النقص المرتبط بالشأن العام وبالدولة لم يأت نتيجة "دعوة فينا" من عبد الرحمن المجذوب؟ فسيكون ذلك من باب الخرافة في تفسير السياسة. لكن التساؤل بوابة العقلانية.
هل يفهم من كلام العروي أن المقومات الحد الأدنى موضوعيا غير متوفرة للممارسة السياسية الحديثة، مثلا بقاء الناس معطلين كأكياس بطاطا، في حظائر الأمية الثقافية والفقر الاقتصادي والتهميش السياسي، بسبب المكيافيلية المفرطة للنخب ذات الأهداف الطبقية الأنانية الضيقة في حدود العواصم التاريخية وقبائل الحوز المحيطة بها؟
هل يفهم من كلام العروي أن الطبقة السياسية لا تمارس السياسة مكتملة العناصر بين البحث العلمي والمصالح الاقتصادية والتوازنات الاجتماعية ليتبلور لديها القرار السياسي ناجعا ودقيقا وبهامش ضيق من احتمالات الخطأ؟ مما يضيع على العملية السياسية كلها تقوية الاستقرار السياسي، وتنمية الإنتاج والثروة الاقتصادية وتوسيع قاعدة الثقافة والقيم العصرية الحديثة في المجتمع؟
هل يفهم من كلام العروي أن جبهات تمفصل الاحتكاك بين الدولة والمجتمع، يفضي إلى استمرار تضخم الدولة وضعف المجتمع، مما يجعل السياسة قائمة على اختلالات جوهرية في الأهداف والوسائل تنحو بالسياسيين كلهم وبعملياتهم الانتخابية والتشريعية والتنفيذية إلى مسلسل من السياسوية المنحرفة عن إنتاج الثقة بين المجتمع والدولة، نحو فائض من احتلال مراكز السلطة والقرار والنفوذ والمال؟
هل يفهم من كلام العروي أن الطبقة السياسية نفسها لا تتوفر على الرصيد الكافي من المعرفة العلمية الكفيلة بحشد السلوك لممارسة الأفكار عبر المشاريع نفسها، بدل الخوف من الفشل والبقاء على هامش الممارسة، بل بدل خوض السياسة نفسها والتعلم من خضمها؟ أم يفهم من كلامه فقر الطبقة السياسية نفسها تاريخيا، كونها بقيت "درويشة" لا تملك رصيدا تاريخيا من الحروب ومن التثقيف ومن الألاعيب السياسية على الصعيد الداخلي والاقليمي والدولي، لدرجة تنحدر في أعلى فئة مهيمنة منها نحو مستوى مستوى الطبقة الوسطى لا أكثر، تنشغل بالمشاريع الجزئية المحلية وبالإثراء الشخصي لا أكثر؟
من جملة الكلام الكثير ما يتردد حول الحداثة. وما يتردد حول الديمقراطية. وما يتردد عن الارتباط بينهما دون أن نلمس يوما بما تزيد أو تنقص الواحدة عن الأخرى. نعم مع إثارة هذه الأسئلة والنواقص، سيتحفز كل واحد منا للتفكير في المربعات والتمفصلات والارتباطات. ليسهل منهج التفكير من البسيط إلى المركب. ومن الواحد إلى المتعدد. ومن الرئيسي إلى الثانوي. ومن الأساسي إلى العارض.
ويمكن التمعن في مجالات القول ومجالات الممارسة، حيث مبدأ الحداثة أو الديمقراطية وحيث "منتهى" كل واحدة منهما. لنجد فضاء الكلام الطويل العريض العميق الواسع بلا حدود ولا مرحلية. إذ يستمر الفراغ التكتيكي. وتبقى البرامج زبدا فائرا باستمرار. بينما تتقلص الممارسة في مربعات ضيقة محصورة. تتعثر بسرعة من فرط الذاتية والمزاجية والهيمنة السهلة والخلود في المواقع وشبقية "المشتاق إلى ذاق". وكل أنواع التناقض بين "الزايد والناقص" من المسؤول عن هذا التفاوت؟ هل ما زالت الأمور على عواهنها؟
II










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس