الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعود -كبار المسؤولين-

جاسم الحلفي

2010 / 1 / 21
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


أكثر الأصوات وأعلاها حول عدم تحقيق الأمن وضعف تقديم الخدمات للمواطنين، تأتي من "كبار المسؤولين" في الحكومة أساسا. والطريف في الأمر ان الوقت الذي ينفقه "كبار المسؤولين" أمام وسائل الإعلام هو أكثر من الوقت الذي ينفذون به مهامهم الأساسية. فأين ما تفتح محطة للتلفزيون تشاهد احد "كبار المسؤولين" أمامك، فالمساحة الأوسع في الإعلام متوفرة لهم دوما. فهناك فضائيات وصحف تملكها أحزابهم، والإعلام الحكومي مفتوح لهم في كل الأوقات.

ارثي لحال "كبار المسؤولين"، الذين لم يتمكنوا من عرض (انجازاتهم) التي حقوقها لنا على مستوى توفير الأمن، وتحسين الخدمات، من كهرباء، وماء صالح للشرب، وتحسين مفردات البطاقة التموينية وإيصالها بوقتها لذوي الدخل المحدود، وحل أزمة السكن، ومكافحة البطالة وتعيين أصحاب العقود المؤقتة، وتحقيق انفراج سياسي، وبناء علاقات حسن جوار متوازنة مع الدول المحيطة وفق المصالح المشتركة وليس على حساب حقوق العراق ومصالحه، وتشريع القوانين التي علقها مجلس النواب، خاصة المتعلقة منها بحياة ومعيشة المواطن وحقوقه في الضمان الاجتماعي.

ان فرصة "كبار المسؤولين" في تنفيذ وعودهم كانت كبيرة نظرا إلى الإمكانيات التي توفرت لهم. لكن المؤسف أنهم لم يحققوا ما يسر المواطن كي يفخروا ويتباهوا به. وحين لم يجدوا في حملاتهم الانتخابية ما يعرضونه على انه منجز، استعاروا خطاب المعارضة، عسى ان يمرروا هذه المرة، أيضا، خديعة أخرى على الناخب البسيط.

يبدو ان جميع التحوطات التي وضعها "كبار المسؤولين"، بما فيها قانون الانتخابات الذي صمموه على مقاساتهم، فضلا عن اندماجات قوائمهم وانقساماتها، لا تبدد قلق أي منهم على تسنم المناصب التي يطمحون لاستلامها. فالسخط الشعبي من تردي الأوضاع، وعدم الرضا عن الأداء يتزايد، كما ان ثقل المشاكل وانعكاساتها على حياة الناس يتنامى. علما أن الوضع الأمني شهد اختراقات نوعية. هذا إضافة الى ضعف الخدمات، وسوء الأحوال المعيشية، والتوتر السياسي، وتدخلات الدول الإقليمية، وآفة الفساد، وهذا كله، وغيره الكثير، اتعب المواطنين وأعياهم، وجعل ثقتهم بـ" كبار المسؤولين" تتراجع ولن يعيدها الكلام المعسول والخطابات الرنانة والوعود البراقة.

ان العاطلين الذين تشبثوا بكل شيء، وسلكوا كل السبل من اجل الحصول على عمل ثابت ولم يتوفر لهم، كيف يمكن لهم ان يثقوا بوعود من يقايض الصوت مقابل فرصة عمل ؟!

ان الذي عاش في ظروف حياتية قاسية وعانى حرارة الصيف وبرد الشتاء، ولم يلتفت الى معاناته احد من "كبار المسؤولين"، كيف له ان يثق بمن التفت اليه توا وسلمه بطانية او مدفأة مقابل التصويت لقائمة احد "كبار المسؤولين"؟

ان من منح صوته ولم يشاهد مرشحه قد حضر، ولو جلسة واحدة في البرلمان، كي يناقش مشروعا ويتبنى مطلبا، أو لم يره الا متذمرا عبر لقاءات تلفزيونية ومن عاصمة بلد مجاور، كيف يمكن ان يمنحه صوته مرة أخرى؟

على "كبار المسؤولين" توفير جهدهم، فلم تعد خطابتهم وتصريحاتهم تنطلي على المواطن الذي اكتوى بمرارة المعاناة وذاق الأمرين، فالمواطن الذي اختارهم بالأمس اختبر وعودهم التي لم تتحقق، فـ"المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين"!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا لم توجه الدعوة لروسيا لحضور احتفالات الذكرى الـ 80 لإن


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب على جنوب لبنان • فرانس 24 / FRANCE 2




.. رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد يجري مباحثات مع وزير ا


.. المستشار| ما سبب دعم أيرلندا الشعب الفلسطيني؟




.. الحكومة الإسرائيلية تعقد جلسة خاصة في ذكرى ما تعتبره ذكرى تو