الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يخذلك صديق او مُحب !!

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2010 / 1 / 21
حقوق الانسان


تزخر حياتنا بالبديهيات التي نتخذ منها مقاييسَ لتقويم ( تقييم ) الآخرين الذين تربطنا بهم علاقات عميقة او اعتيادية ، ولاشك في أن بديهية ( الإنسان موقف ) واحدة من تلك البديهيات ، نجد انعكاساتها واضحة على مرايا حياتنا اليومية لتصب في حقيقة إن معادن الناس تظهر جلياً في الشدائد حينما يحتاج بعضهم الى البعض الآخر ، فيتضح المعدن النفيس ، والمعدن الصدئ او مابينهما .
لنتأمل البديهية جيداً ، ونسأل :
ماذا لو خذلنا مَن تربطنا به علاقة مودة وصداقة او محبة ونحن نؤمن بمعدنه النقي ؟
ترى ، أنغادره وتغادره ذاكرتنا ، لأنّ موقفه خذلنا أم نحتفظ بودنا نحوه ، لأن علاقتنا به أقوى من العتاب وحسابات المواقف ، لأننا نعرف معدنه النفيس حق المعرفة ؟
إنها أسئلة نضعها أمام القارئ ، وهي تقودنا الى السؤال : هل حصل وأن خذلك شخص قريب لك كأن يكون صديقاً او مُحباً ، إذ امتنع عن مدِّ يديه اليك ، وأنت بأمس الحاجة اليه .. الى يديه .. الى كتفه ، لتتكئ عليه ، فشطبت اسمه من ذاكرة الوفاء والمواقف النبيلة والأصيلة متخذاً عهداً على نفسك أن لاتلجأ اليه مرة ثانية إذا ما احتجت يوماً الى مساعدة ما ؟
ربما تكون على حق ، وأنت تشطب اسمه ولكن ليس قبل أن تسأله : لماذا خذلتني ياصديق ؟
وليس قبل أن تعاتبه ، فقد تكون به حاجة ماسة الى عتابك لاتقل عن حاجتك الى كفيه ِ يوم خذلك .
قد تقول إن الصديق وقت الضيق والشدة .. وتدق على وتر ( الإنسان موقف ) ، وبالتأكيد إنّ هذا الأمر متفق عليه ولكن ، ربما ظروف صديقك غيرطبيعية ، وإن ثمة عوارضَ لم يستطع تجاوزها ليصل اليك بيديه .. ربما كان هو بحاجة الى يديك يوماً ، وخذلته من غير أن تشعر .. فكر جيداً .. واسأل نفسك ألم تخذله أنت يوماً ، وسامحك ولم يشطب اسمك من ذاكرة الوفاء خاصته ؟!
إذا كان جوابك نعم ، فلماذا لاتعامله بالمثل ؟ وإذا كان جوابك لا ، فإنّ ذلك لايمنحك الحق في مصادرة حقه المشروع في الدفاع عن نفسه او حتى شرح الظروف التي دفعته الى خذلك ، فإن اقتنعت بأسبابه سامحه ، وإن لم تقتنع فاشطب اسمه من ذاكرة الود .
إنّ منح الآخرين فرصة ثانية ليثبتوا جدارتهم في علاقاتهم الاجتماعية والشخصية ، يفترض بها أن تكون بديهية مضافة لبديهية : ( الإنسان موقف ) ، ففكروا قبل أن تشطبوا على أسماء أصدقائكم ومحبيكم وأناسكم ممَن قد لاتتوقفون عندهم ولو بعتاب عابر ، فلربما لايسامحونكم ، لأنكم لم تثقوا بهم ولم تعرفوهم حق المعرفة ، فيعاتبوكم على ذلك عتاباً قد يُظهر لكم أنهم يحبونكم أكثر مما أحببتموهم ، لأنّ العتاب دليل المودة والتقدير إلاّ إذا كانت العلاقة بين اثنين متينة الى الدرجة التي تنتفي الحاجة فيها الى العتاب ويغفر أحدهما للآخر خطأه بل ولايعدّه خطأ ، لأنه يحبه ويثق بمعدنه بلا أي شكوك وأحكام سطحية ومساطر لاتصلح لنستخدمها في حساب المواقف بالسنتمترات ، أما إذا كنتم لاترون إلاّ أنفسكم ومحاسنكم او كنتم تنظرون الى الحياة من جانب واحد وليس من جميع الجوانب ، فاقرأوا على صمتكم السلام ولاتعاتبوا .. ودعوا العتاب الجميل ـ الجميل حتى في قسوته ـ لمَن يجيد العزف على أوتار المودة الصادقة الخالصة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تدمر مقر الأونروا في جباليا شمالي قطاع غزة


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح ا




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - استشهاد طفلين بسبب المجاعة في غزة


.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين




.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت