الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صك إدانة لقناة الجزيرة؟!

مفيد مسوح

2004 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نشرت صحيفة (الشرق الأوسط) في عددها الصادر بتاريخ 27 يونيو 2004 خبرأً من مراسلها في الكويت يتحدث بالتفصيل عن كشف المواطن السعودي (سعيدان سعيدان) لعملية اختطافه من قبل عناصر في عصابات مسلحة تعمل في أوكار عراقية بمساعدة مراسلي قناة الجزيرة التي قامت بتسجيل فيلم فيديو يصور المختطف المذكور وآخرين كرهينة تذعن قوات التحالف مقابل الإفراج عنه لمطالبهم أو يذبح أمام الكاميرا، وبثته القناة في الخامس من حزيران.
ويذكر المراسل تفاصيل عملية الاختطاف وما تلاها وصولاً إلى عملية الهروب واللجوء إلى المحامي الذي يتولى مهمة إقامة دعاوي تضرر باسم الشخص المذكور ضد قناة الجزيرة وجهات أخرى.
لا أحد يتمنى أن تثبت المحاكم تورط مراسلي قناة الجزيرة في عمليات اختطاف أو تفجير أو تخريب، فلإدانة من هذا النوع تبعات سيئة ستنال من نزاهة الإعلام العربي والصحافة والعاملين في حقولها الذين من المفترض أن أخلاق مهنتهم تشترط عليهم الحفاظ، على الأقل، على الحيادية والموضوعية وعدم التدخل وإلا فإن العكس يحرك أصابع الاتهام باتجاههم.
ولكن أحداً لا يستغرب سلوكاً من هذا القبيل من القناة التي أصبح شغلها الشاغل إثبات القدرة الفائقة على الوصول إلى حيث يعجز الآخرون وامتلاك ناصية السبق الصحفي والتأثير الإعلامي لصالح رؤى، حدد محورها أحد كتاب (إيلاف) بالأمس بالعداء للولايات المتحدة الأمريكية فقط وتجاهل قضايا ومهمات الصحافة والإعلام، وأظنه محق وأضيف إلى ذلك بأن منابر الجزيرة تحولت إلى السلوكية العدائية ليس للإدارة الأمريكية وسياستها الاستعمارية وإنما للأمريكيين ولشعوب الغرب ولكل من لا يتماشى مع خطابهم التحريضي المتبجح بالتمسك بقضايا الأمة وثوابتها ومسائلها المصيرية والمروِّج على الدوام لنظرية المؤامرة المستمرة والتي تستدعي تكريس الحقد والكراهية دفاعاً عن النفس وأيضاً الاستهتار بأية محاولة سلمية لاعنفية لحل مسائل التعايش بين الشعوب.
فالعداء السافر، الذي تجهر به القناة وبرامجها ومقدمو هذه البرامج والمعلقون ومعظم المستضافين، لأية أفكار متنورة ديموقراطية علمانية يترافق دوماً مع تسليط الضوء على ما تدَّعي به هذه الطروحات بأنه إثباتٌ لزيف ديموقراطية الغرب وفشل علمانية البلدان الأوروبية وانهيار المجتمع (النصراني) وكذلك التركيز على بث التحقيقات المصورة التي (تؤكد) على الوضع السيء الذي يعاني منه المسلمون العرب والمسلمون من أصول أخرى، وخاصة النساء، من التمييز والتنكيل وسلب الحقوق والاضطهاد !! لقد أصبحت البرامج والتحقيقات والتعليقات من هذا النوع هي الطابع المميز للقناة وأضحى من المستحيل أن يتوقعَ المشاهد مادةً أو حواراً يدعو إلى الهدوء والتروي واستخدام العقل ونبذ العنف وتقبل آراء الآخرين .. قال لي أحد المستشرقين مؤخراً: "كنت في أواخر التسعينيات أرى في الجزيرة فرصة لتطبيع العلاقة بين المتحاورين يصلون معها إلى الأفضل انطلاقاً من مبدأ وروح تقبل الآخر أما الآن فإنني أعتبر القناة أحادية المنطلق والتوجه وقد أصبحت منبراً لتكريس التناحر وليس الحوار الإيجابي) .. إن القناة تسيء الآن للعرب ولا تفيدهم في شيء" ..
كنت شخصياً أحد الذين شجعوا هذا المستشرق الشاب المتعاطف مع قضايا شعوب الشرق الأوسط على اعتماد الجزيرة كقناة (الرأي والرأي الآخر!!).
لقد أثبتت أحداث السنوات الماضية نمو الجوانب الشكلية في إعلام (الجزيرة) على حساب الجوانب الجوهرية وخاصة شرط الموضوعية والابتعاد عن التحزب والولاء، وما حصدته هذه القناة وتتلقاه من انتقادات شديدة وآراء ممهورة بعلامات استفهام كبيرة كافٍ لكي تتلمس إدارتها الأمر وتعيد النظر في سياستها الإعلامية قبل أن تتحول الانتقادات إلى (إدانة صريحة) فلقد اقترب الكيل من الطفح.
ولو اقتصر الأمر على الدعم المعنوي لأشكال الإرهاب الذي تقوم به عصابات التخريب في الساحة العراقية انطلاقاً من الادعاء بتبني أفكار وطنية مناهضة للاحتلال أو أطروحات دينية متطرفة دفاعاً عن الشخصية العربية، لكان احتمال الإدانة محدوداً .. أما إذا أثبتت حالات مثل حدث اليوم بالأدلة والبراهين تورط أجهزة الجزيرة بإقامة الصلات المشبوهة وبنقل معلومات وحتى بتسهيل عمليات اختطاف أو سواها فإن هذا يعني أن المذكورين قد فعلوا ما لا تحمد عقباه وأن صكاً (آخر) بإدانة هذه القناة قادم إليهم لا محالة!

(رابط الخبر في الشرق الأوسط)
http://www.aawsat.com/view/news/2004,06,27,241663.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: البدأ بترحيل مهاجرين أفارقة الى بلدانهم، فما القصة؟ |


.. هجوم إلكتروني على وزارة الدفاع البريطانية.. والصين في قفص ا




.. -سابك- تستضيف منتدى بواو الآسيوي لأول مرة في الرياض


.. السياحة ثروات كامنة وفرص هائلة #بزنس_مع_لبنى PLZ share




.. المعركة الأخيرة.. أين يذهب سكان رفح؟ | #على_الخريطة