الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد خذلتنا جميعاً ياطالباني

سليم سوزه

2010 / 1 / 22
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لا استطيع اخفاء صدمتي الشديدة وانا استمع لكلام السيد رئيس جمهورية العراق الاستاذ جلال الطالباني وهو يزف لنا اليوم خبر مباركته وتأييده لاشتراك حزب البعث العربي الاشتراكي تنظيم العراق في الانتخابات القادمة، ولا اعرف سر تحوله المفاجئ نحو احتواء البعثيين واعطائهم صك غفران جديد على حساب جراحات العراقيين على مختلف طوائفهم.

عموماً هذه ليست المرة الاولى التي يفجر فيها السيد الرئيس قنبلة عنقودية وسط جمعنا المذبوح فقبل ثماني سنوات وتحديداً في عام 2002 اي قبيل سقوط الطاغية بأشهر صرح الطالباني بانه ضد اسقاط النظام عن طريق الحرب وانه يسعى مع حلفائه السياسيين بالاطاحة به عبر وسائل اخرى نابعة من الداخل دون الاعتماد على الغرب والولايات المتحدة الامريكية.

حينها كنت انا ساهراً لاسمع آخر ما تجود به البي بي سي وراديو مونت كارلو مطرباً لاخبارها وتقاريرها عن السفن الحربية وحاملات الطائرات القادمة الى خليجنا العربي ببركة الله وعنفوانه لتزيل اعتى طاغوت عرفته البشرية .. فبعد تصريح الطالباني ذاك عرفت ان القضية فيها (ان) ولعنت تلك ال(ان) التي اجلّت سقوط الطاغية 13 عاماً، حيث كان المقرّر اسقاطه منذ عام 1990 واتخلص انا من ادمان السهر لسماع الاخبار بعد تلك الفترة.

بيني وبينكم اخذت ذلك التصريح على نحو من المزاح يصدر من سياسي عراقي محنك يعرف ان القضية قد اغلقت وان ملف اسقاط صدام باتت مسألة شهور وايام فقط .. فلابأس من بعض التصريحات الليمونية الخفيفة للتاريخ ولاعطاء الوجه الثاني للمعارضة بانها ليست مسؤولة عما يجري في البلد بعد ان تقوم الحرب كجزء من تبرئة الذمة امام الله والشعب لردة فعل قد تبدو عنيفة من شعب فقد التركيز في انتقاداته وغضبه وشتائمه.

بل حتى ان بعض قيادات الاحزاب العراقية المعارضة آنذاك لم تخفِ دهشتها من هذا التصريح حيث مازلت اذكر لقاء راديو البي بي سي مع الشهيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وقتها وهو يذكر بانه مندهش من هذا التصريح الذي لم يسمعه من قبل من الطالباني وقال سنرسل وفداً الى كردستان العراق ونرى حقيقة تلك التصريحات.

لا اعرف ما كان السبب وراء تلك التصريحات لكنها على الاغلب تصريحات خفيفة وتجميلية بعد ان اُعدّت العدة لاسقاط الطاغية كما قلت اعلاه.

اليوم وانا اسمع من مونت كارلو البزاز (قناة الشرقية) وصوت مذيعها الذي على مايبدو كان قاب قوسين او ادنى من الرقص فرحاً لتصريحات الطالباني، حيث كان يشهق ويزفر بطريقة غرائزية غريبة نوعا ما وهو يقول بان البعث العراقي تنظيم العراق مرحب به حسب قول رئيس الجمهورية الاستاذ جلال الطالباني، وان الطالباني يقول ان صالح المطلك ليس صدامياً بل بعثياً وليس هذا فحسب، بل ان معظم البعثيين المشاركين اليوم في العملية السياسية هم بعثيون جيدون ليسوا صداميين.

لم يخفِ الطالباني معارضته لقانون المساءلة والعدالة ولهيئتها التي بقيت لوحدها على مايبدو في الساحة، حيث تخلى عنها الاصدقاء قبل الاخرين بمجرد (زجرة) بسيطة من جوزيف بايدن الحريص على استقرار العراق ووحدته، وهو الذي كانت تتهمه اطرافاً سياسة بانه عراب تقسيم العراق الى ثلاث اقاليم!! اين هم اليوم من مواقف بايدن؟ هل سيشكرونه على خدمته لهم ولبعثهم ام انهم مازالوا يرون فيه ذلك الشيطان الراغب في تقسيم العراق؟؟

لا احد من العراقيين ينكر وطنية السيد الطالباني وقلبه الحنون ومحوريته الاساسية في عملية التقريب بين المواقف واحتواء الازمات، ولا احد ايضاً يشكك في اخلاصه وولائه لعراقه الكبير، لكننا ومن باب العتب ليس الاّ نعتب عليه ان لا يعيد شعار الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم (عفا الله عما سلف) مع قتلة ومجرمين امثال البعثيين، حيث كانت نهاية الزعيم على ايدي طلقائه المعفو عنهم. لا نريد لذلك التاريخ ان يعود مجدداً يافخامة الرئيس؟

في النهاية اقول لصالح المطلك ولظافر العاني ولبقية الجوقة البعثية لقد رحمكم الله جميعاً بوجود الطالباني وقبله السيد علي الحسيني السيستاني، اذ لولاهما لما زلتم الآن في شوارع دمشق واللاذقية تستجدون عطف مَن لا حول له ولا قوة في لعبة التوازنات الكبيرة، ولا ندري ان كان وجودهما رحمة ام نقمة علينا نحن الفقراء الى رحمة الله وعدله.

هنيئا لكم ايها البعثيون فها انتم رجعتم من جديد وبقينا نحن نصارع الزمن ونقبل بالمرارة مجدداً ولربما ل 35 عاماً جديداً او يزيد قليلاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بركاتك يا أية الله بايدن
طيف ( 2010 / 1 / 22 - 08:32 )


قيل الكثير عن تحكم ايران بشروط اللعب الانتخابي للدورة الانتخابية القادمة من خلال تسيير رجالها في العراق بخيوط تحريك الدمى الايرانية , ألا ان القرار الامريكي يبقى هو سيد الموقف

لا طالباني
ولا سيستاني

السيد الطالباني ينوي اعتزال العمل السياسي وكتابة مذكراته السياسية والحزبية , ولم يكن منصبه الرئاسي سوى حلقة اتصال بين حزبه الوطني الكردستاني وصيغة الحكم في بغداد فهو احيان كثيرة لم يكن على قدر المسؤولية الرئاسية والرجل يعرف حجمه جيدا

والسيستاني قلصت المساحة المسموح له اللعب فيها استعدادا لرفعه الى متحف الاثار الطبيعي




2 - عدم الشعور بالمسؤولية ماساتنا الحقيقية
هيثم الغرباوي ( 2010 / 1 / 22 - 10:37 )
تصريحات الطالباني غير المسؤولة جاءت لمغازلة حلفاءه الغربيين وحلفاءه السابقين في الجبهة الوطنية في سبعيينيات القرن الماضي وان دخول البعثيين للعمل السياسي بالتاكيد لن يؤثر على اقليم كردستان العراق وسيبقى تاثيرهم على الوسط والجنوب الذي لا يهم الطالباني باي شكل من الاشكال وبالتاكيد اذا دخل البعثيين البرلمان سيرشحون الطالباني لولاية ثانية. ولهذه التصريحات غير المسؤولة وتصريحات الاخرين يجب على السياسيين وبالتحديد الشيعة ان يتحركو بشكل سريع وجدي نحو التقسيم لان العراقيين المتضررين لن يقبلو باي بعثي يتحكم بمصائرهم ولا بكردي يبيعهم وبدون اي مقابل.


3 - تعليق2
أوروك ( 2010 / 1 / 22 - 11:10 )
ماذا يمكنني ان أقول غير ان أردد ما قاله الأقدمون رحم الله امرىء عرف قدر نفسه وان كان رئيسا للجمهورية


4 - عفا الله عما سلف
jone ( 2010 / 1 / 22 - 13:38 )
المقاتل الشجاع عندما تقع بين يديه اسيرا لايقتلك بل يعاملك بادب لانه شجاع وابن اوادم لادفاعا عن الطالباني وغيره كفى كفى انظر الى شمال العراق كيف حققت المصالحة بينهم حلم كردستان الطالباني يتكلم عن تجربة التصالح والمسامحة ان الحقد والكراهية والسموم في كل جيب كل انسان متى ماتريد يخرجها لك لكن العفو عند المقدرة يظهر ليست لجنوب ووسط العراق بل لشماله والله في خلقه شؤون ....


5 - لعبة الكردستاني
عادل الدفاعي ( 2010 / 1 / 22 - 20:01 )
ليس جديدا ليس على السيد الطلباني ولكن على ساسة اقليم كردستان ان يستغلوا كل موقف من اجل مصلحة ضيقة وليس من اجل المصلحة العام للبلد فهذا التصريح هو مزايدة سياسية ليس إلإ لقرب موعد الانتخابات فصبرا استاذ سليم والله المستعان

اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح