الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما سر غزل د. أبو شمالة بفن السياسة المصرية؟

نادية عيلبوني

2010 / 1 / 22
القضية الفلسطينية


فجأة تحول د. أبو شمالة من وطني متطرف لا يقبل بالتنازلات ولا يقبل بغير المقاومة المسلحة بديلا ،إلى سياسي واقعي وعقلاني من طراز رفيع!!!؟؟؟
سبحان مغير الأحوال!! ولكن هل تغيرت الأحوال حقا عند كاتبنا حتى نستذكر الله تسبيحا أو شكرا على هذا التغيير؟ ترى ما هو سر هذا الحنان وتلك الرقة المفاجئة التي تصل إلى خفض "جناح الذل" للسياسة المصرية التي ارتقت بنظر الكاتب إلى مستوى الفن الذي يستحق منه كل تلك الإشادة وكل هذا الثناء؟هل السبب في تلك النظرة العقلانية هي- كما يقول الكاتب- لأن المحاكم المصرية أقرت إعطاء تعويضات تتجاوز ملايين الدولارات لليهود على ملكيتهم لفندق الإسكندرية؟أم لأن السلطات المصرية سمحت لليهود بزيارة قبر أبي حصيرة حتى تفوت عليهم الفرص بادعاء أحقيتهم في مصر والأهرامات ، كما يقول؟ وإذا كان بإمكان الكاتب أن يسمى السلوك المصري هذا "فنا" في التعامل مع الإسرائيليين، إذن لماذا يحوز النظام المصري على تلك الصفة السياسية الرفيعة التي استحقت من كاتبنا كل هذا التصفيق، بينما لا يرى الكاتب في سياسة عباس مع الإسرائيليين سوى التحالف الاستراتيجي والعمالة والتفريط بالثوابت الفلسطينية ؟ ترى ما هي الثوابت أو الحقوق الفلسطينية التي فرطت بها الحكومة الفلسطينية لكي تستحق من الكاتب كل هذا الهجوم وكل تلك الاتهامات التي تطلق بكميات تجارية وبدون حساب في الوقت الذي يكيل فيها المديح لما يعتبره انجازات سياسية خارقة للعادة تستحق عليها السلطات المصرية كل هذا المديح؟
وإذا كان من حق السلطات المصرية التي تستند إلى مقومات دولة مستقلة ونقاط قوة عديدة من جيش ومساحة جغرافية وعدد سكان هائل ،لا يملك منها الفلسطينيون شيئا،أن تمارس السياسة بما هي "فن" و" حذق" مع الإسرائيليين إلى الدرجة التي تقر محاكمها تعويض اليهود قبل تعويض الفلسطينيين، والسماح لهم بحرية زيارة قبور "أوليائهم الصالحين"في مصر، إذن لماذا يحرم الكاتب ممارسة "فن" السياسة على السلطة الفلسطينية التي لا تمتلك أيا من أسباب القوة التي تمتلكها مصر؟ولماذا تغدو السياسة في الحالة المصرية فنا ،بينما تغدو في الحالة الفلسطينية خيانة وعمالة وتفريطا؟
ولكن هل ما ذكره السيد أبو شمالة في مديحه ل"فن السياسة" المصرية ،ينطلق من ذهنية تقيم وزنا للسياسة وللعقلانية، أم أن هناك أسبابا ومصالح شخصية أخرى تقف وراء هذا الغزل وهذا التغني ؟
قد يكون بعضنا على باب الله ومن الدراويش الذين لم يمن عليهم الله بنعمة التفكير ، ولكن وبما أننا لسنا كذلك فلنا أن نصيغ سؤال "الفن" والعقلانية في السياسة لدى د. أبو شمالة، وندفع به صوب وجهة أخرى، لنرى إذا ما كان هذا التغني بحذق المصريين حقيقي، ولوجه الله أم أنه يتخفي وراء اعتبارات أخرى . لنفترض أن المحاكم العراقية أقرت ما أقرته المحاكم المصرية من تعويضات لليهود العراقيين عن أملاكهم في العراق ،وسمحت لليهود بزيارة بعض أماكنهم الدينية فيها، فهل سيتحفنا الكاتب بمقالة يشيد فيها بالسياسة العراقية ويعتبرها فنا؟ أم أن مثل هذا السلوك سيكون مدانا وخيانة ومن منطلق لا يحق للعراق ما يحق لمصر؟
مقال الكاتب نفسه يدين احتفال اليهود بأحد أعيادهم في العراق، ويغمز من قناة الحكومة العراقية التي يعتبرها متواطئة ومنسقة مع إسرائيل في فتح أبواب العراق أمام اليهود ،لكن لماذا يكون الفعل نفسه عقلانية في مصر بينما يكون ازدراء في العراق؟ هل يكمن السبب في طبيعة الجغرافيا التي جعلت معبر رفح يقع على الحدود مع مصر وليس مع العراق ؟
في مقالات الكاتب أكثر من مكيال للبضاعة الواحدة وهو يخل بموازينه بحسب هوية المشتري ، ولكن كيف بإمكاننا والحال هذه ،أن نركن لصدقية الكاتب وعدالة أوزانه ومعاييره؟وهل هناك حقا ما يبدد شكوننا بالأسباب الحقيقية التي دعت الكاتب لمديح " فن السياسة" لدى المصريين وذمها لدى غيرهم؟
حقا " إن وراء الأكمة ما وراءها".
صحافية فلسطينية مقيمة في فيينا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في