الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة ... استخدام وقت الحاجة

عمران العبيدي

2010 / 1 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعض العناوين باتت متكررة بل انها اصبحت من لوازم اية ازمة سواء كانت سياسية او غير سياسية، لان هذه العناوين فضفاضة الى حد ما وممكنة الاستخدام لاغراض التشويش على توجهات الشارع العراقي، بل هي جزء من لعبة التهييج التي يمارسها البعض، وما ان جاءت الازمة الاخيرة نتيجة بدء هيئة المساءلة والعدالة عملها بتدقيق ملفات المرشحين للانتخابات السياسية العراقية المقبلة وشمول بعض الاطراف السياسية، حتى بدأت التصريحات المتعلقة بالخطرالذي يهدد المصالحة الوطنية في العراق، والمصالحة بطبيعة الحال تختلف من حيث تفكيراو تصورات هذه الجهة او تلك، واصبحت المصالحة السلم الذي يريد البعض ان يتسلقه كيفما يريد.
ومن اشتراطات المصالحة حسب تصورات البعض انه يجب ان لايتم اعتقال الاشخاص المسيئين ولاينبغي رفع الحصانة عن النواب الفاسدين او الذين مارسوا الارهاب ويجب ان لاتتم ملاحقة هذا الطرف او ذاك وأخيرا ولكي لاتمس المصالحة بسوء علينا قبول تسلل البعثيين الصداميين من جديد الى البرلمان وفي وقت لاحق سنكون مطالبين بالغاء الاليات الديمقراطية من اجل المصالحة، ومن اجلها ايضا علينا عدم معاقبة اعوان النظام السابق باحكام الاعدام وأكثر من هذا وذاك علينا عدم تطبيق بعض فقرات الدستور لان ذلك ايضا يؤدي الى عدم تحقيق المصالحة، بل ان الساحة لاتخلو في بعض الاحيان ممن يحاول الاشارة بهذا الطرف او ذاك الى ان مستويات العنف قابلة للتأثر في حالة نسف المصالحة، حسب تصوراتهم، في اشارة الى امكانية استخدام ملف العنف كورقة ضغط وهي اشارة لاتخلو من ايعاز خفي بأنهم يمسكون ببعض خيوط العنف وان لم يتم التصريح بذلك، والقائمة تطول وكل ذلك تحت يافطة المصالحة ذات المدى الفضفاض الذي لم يتم تحديد الاطر الحقيقية له،أو ان البعض في الحقيقة لايريد استيعاب ان للمصالحة أطرا تترتب على اساسها من يمكن ان تمد اليه يد المصالحة.
صحيح ان المصالحة ضرورية في ظرف كظرف العراق، ولكن ما معنى المصالحة حينما يتم الصفح عن المجرمين؟ وما معناها حينما تفتح الطرق لتسلل البعثيين الصداميين واصحاب الافكار الشوفينية الى اهم مؤسسة من مؤسسات الدولة وهي مجلس النواب العراقي؟ انها بهذا الشكل ستكون اولى الخطوات لنسف الديمقراطية التي يريد البعض الالتفاف عليها من خلال تعطيل الياتها.
أن تكرار العزف على وتر واحد وفي كل المناسبات يؤدي الى الملل، وهذا ينطبق على عالم السياسة فحينما يتم التصدي للاشياء التي يراد ايقافها بنفس الاليات وبنفس المفردات وبنفس التبريرات فأن الموضوع يفقد مصداقيته ويفقد مبرراته، بل ويفقده حججه مما يضفي عليه حالة من الضعف، لذلك يجب ان تتم مواجهة رفض اي حالة مستجدة في عالم السياسة بالمبررات الحقيقية للرفض وليس تكرار النمط نفسه من الاسباب والتبريرات.
لذلك نعتقد ان العزف على وتر المصالحة مع اية موضوع سياسي مستجد قد يفقده بمرور الوقت قوته بل مما يستوجب في مثل هذه الحالة البحث عن اليات جديدة ترتكز على اسباب حقيقية مقنعة في حالة عدم القبول بهذا الاجراء او ذاك الذي تتخذه مؤسسات وهيئات اضفي على عملها اطار دستوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل