الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قشرة البرتقال/27- سحابة تخفي القمر الرابع

حامد مرساوي

2010 / 1 / 22
الادب والفن


في بعض الحالات، تهب فجأة زوبعة عنيفة لم تكن في الحسبان. وتقتلع النفوس من بيوت الطمئنينة وتضرب بها حيطان الكآبة بل تلقي بها في مهاود مظلمة يختلط فيها الصوت المرعب للرياح الهوجاء مع ظلمة العقر مع سواد الخوف من المجهول مع كيان الحبيب وكأنه هارب او مهرب في قبضة دراكولا.
كان الايمايل بمثابة توديع لمن جاء الى هذا البلد صدفة بعدما كان قد اختار مصر. ثم وبسبب العراقيل المتعددة التي عاناها في التسجيل، كانت المعنويات منخفضة على طول، يضاف الى ذلك، مشكل اللغة في الدراسة، الفرنسية عندنا مفضلة بل هي مادة الاجازة السابقة للمجموعة. في حين يتقن الثنائي العربية لهوية الشعب بالاضافة الى تخصص شعبة الانجليزية في الدبلوم السابق.
كانت بيداغوجيا التواصل اقتضت الربت على الكتف وجبر الضرر النفسي وحسن التخلص من فترة لكي لا تبقى جروح الجوار في فترة قصيرة. وبلد المليون شاعر له تقاليد الفيض اللغوي.
ثم هناك مدرسة التوادد التي علمتني سعاد ان الانسان يجب ان يكون كريما في تضامنه وتوادده. عندما تزور وتعيد الزيارة لأكثر من مكان ولاكثر من انسان يعاني من الضيق. من الزحيليكة الى الرواشد الى الغوالم حيث أول كأس شاي وأول نكتة وكل اشكال الفرح....ثم العودة...ثم أزهار ورضى وفتيحة وخليل وخليل ووووو......
وفي كثير من جوانب الحياة، أنا موضوعيا مستفيد من خبرة الحياة التي علمني التسامح أن أحترم تراكم التجربة فيها مهما كان منزعها مختلفا عما صادفت من تربية شخصية مختلفة. وذلك قصد نهج الاحترام فعلا عندما تجد نفسك مختلفا.
إن الحروب التي تجري في العالم بالضبط تخاض لكون الأطراف تجد نفسها أمام الجدار. إما أن ينتحر المعني بالاختلاف بسبب انحدار كل الظروف المحيطة به فتصل معنوياته درجة الصفر في كل مؤشرات التقويم. وإما أن يقتتل لأن في ذلك نفس التوجه اليائس.
القليل القليل من يحارب عوامل اليأس أو اليأس نفسه. وقد اخترت، بفضل العثور على سعاد من جديد، السلم الأبدي. وإن كان لابد من اختيار الحرب. فلتكن الحرب على الحرب نفسها، والبقاء مع السلم، ومناصرة السلم. إن سعاد تجسد السلم والحياة والأمل في الخروج من كل الأنفاق المظلمة.
إن الأحد 24 يناير يتوج الشهر الرابع منذ اشتعل نجم سعاد ليضيء الظلام العام الذي ساد سماء المعنويات والنظر والذكريات قبل الإمعان في ملامحها الطفولية المشرقة.
كانت سعاد غاضبة منتقمة مقسمة على العودة إلى جو اعتبرت نفسها إخلاصا منها لحبيبها، في حل منه منذ لقائه، في مبتدأ شتنبر الماضي.
من جانبه اعتبر أن المبرر ذي وجهين: وجه أول في كونه في حدود اللغة والمعطيات المشار إليها أعلاه. ووجه ثان في كونه في ضرورة تقدير مشاعر سعاد بل احترام حقها في تحجيج سلوكها الشخصي أمر لا يقبل أية وصاية. وكل سلوك ليس آخر الدنيا, بل المشترك هو الأهم بالنسبة للأطراف التي اجتمعت على حب.
وما دام مصدقا لصدق مشاعره، فبدورها لها كامل الحق في التقدير والتصرف بناء على معطيات لها القدرة على اتخاذها بعين الاعتبار ايجابا أو سلبا.
كان وما زال يحترمها بقوة. ولأنه يتوفر على التقدير المزدوج لخبرتها في الحياة ورجاحة عقلها وصواب ما تتجه نحوه. وعلى الإيمان القوي بحبه الأول والأخير منه تجاهها، فقد ترك الوقت للوقت كي يصلح ذات البين.
فكم سحابة أتت في عز الصيف، لكن حقيقة الصيف بددتها ورجع الصفو. لكذلك الحب، إذا كان في عز صدقه، مهما علت السحب المضببة للقلب، فلسوف يستعيد القلب بوصلة مشاعره.
فتلك سحابة تخفي القمر الرابع في سماء الحب بين سعاد وأحمد. ستنقشع بعد مرور بعض الوقت. هذا الأهم. أما السلوك الشخصي لسعاد فمسألة في البدء والمنتهى قضية تقرير مصير لا حق لأحد في الوصاية بصدده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي