الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى الآن.. نجح الانقلابيون بفرض واقعهم في الهندوراس

فنزويلا الاشتراكية

2010 / 1 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لن أدخل في تفاصيل أي أرقام صادرة عن العملية التي سميت بـ“العملية الانتخابية في الهندوراس“ فالحديث عن المنتصر أو المهزوم ونسب كل منهما هو اعتراف بشرعية عمل أقل وصف يمكن أن ينعت به هو ”عمل استبدادي“.

حتى الآن نجحوا في فرض ما أرادوا ليس بفضل مواهبهم أو شعبيتهم ولا بفضل مصداقية فعلتهم بل بالقمع العسكري وبدعم الإمبراطورية لهم من جهة ووقوع الطرف الآخر في الفخ الذي كان واضحاً للجميع في حينه من جهة أخرى: ”.. فالوقت في صالح الانقلابيين، بل الأصح، إنه في صالح الولايات المتحدة الأمريكية التي نجحت-باعتقادها-في حرق بطاقة الرئيس زيلايا..“ (راجع رسالة رقم 8 -انقلاب عسكري يوجه ضربة للديمقراطية اللاتينية)

الوقت تم كسبه بإطالة أمد مفاوضات بابها كان مسدوداً حتى قبل الدخول فيها، والمفاوض الأمريكي الشمالي الراعي وعميله بالوكالة الرئيس الكوستاريكي كانا يسيران بخطوات واثقة نحو انتخابات لم يكن من المعيب رفضها يوم السبت ومن ثم الإعلان عن قبول نتائجها أياً كانت يوم الثلاثاء، لتكتمل المؤامرة السافرة.(راجع رسالة رقم 8 -فيديل: الذكرى الثلاثون للساندينية ومقترح سان خوزيه)

عقب قيام الانقلاب العسكري في هندوراس في شهر يونيو(حزيران) الماضي لمّح الرئيس تشافيز-من بعيد-لإمكانية استخدام قوة عسكرية لإعادة النظام الديمقراطي ورئيسه الشرعي والدستوري، لكن الرئيس زيلايا كان دائماً مفضلاً للابتعاد عن أي حلول مسلحة مما دفع الرئيس تشافيز لاستثناء ذلك الحل وشطبه من قائمة خيارات التعاطي مع الانقلابيين بشكل كامل، رغم أن دستور البلاد يجيز للرئيس الشرعي الاستعانة بقوات أجنبية في حالة الطوارئ.

كما حيّد الرئيس زيلايا خيار استخدام المقاومة الوطنية للانقلاب كسلاح، فكانت محاولاتها لإسقاط الديكتاتورية عديمة الجدوى. (راجع رسالة رقم 8 -انقلاب عسكري يوجه ضربة للديمقراطية اللاتينية)

فإلى أين تسير البلاد؟ هل تمضي بطريقها الذي كان يفترض بالرئيس زيلايا ابن العائلة الثرية أن يستمر فيه أم تعود لطريق التحول الديمقراطي والاجتماعي، فمما يمكن ملاحظته من نتائج الانقلاب هو توحد المنظمات الاجتماعية والشعبية في إطار المقاومة الوطنية للانقلاب، وهو عمل يعود الفضل للانقلاب بتعجيل حدوثه لتلحق الهندوراس بركب العديد من دول أمريكا اللاتينية التي تلعب فيها المنظمات الشعبية دوراً أساسياً في سياساتها الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء في البلدان التي تقودها حكومات من نوع ”يسار اليسار“ أو ”يسار الوسط“ من الأرجنتين جنوباً حتى غواتيمالا شمالاً.

نسبة الامتناع عن المشاركة في العملية الاستبدادية ”الانتخابية“ لا يمكن تحديدها فكل طرف يعلن عن أرقام مختلفة ولن نأخذ بأرقام الانقلابيين أو المقاومة الوطنية، لكن يمكننا أن نستند لامتناع الأحزاب اليسارية عن المشاركة ووجود مرشح يساري واحد فقط حصل على نسبة لا تستحق الذكر، لنقول إن اليسار الهندوراسي نجح بتحقيق وحدة عملية بمقاطعة الديكتاتورية، فنحن مبداياً على الأقل أمام حالة يسارية قادرة على اتخاذ مواقف موحدة حاسمة مما لا يمكن أن ينظر إليه إلا على أنه علامة مستقبلية غاية في الإيجابية لمستقبل الفئات المسحوقة من الشعب الهندوراسي في النضال نحو ”جمهورية جديدة“ تقر للمواطن حقوقه الأساسية والأبسط على أقل تقدير.
كان العديد من الهندوراسيين يمضون في الشوارع في مواكب احتفالية احتفاءً بامتناعهم عن التصويت رافعين الأيدي كاشفين عن أصابع لم تلطخ بحبر التعامل مع النظام الديكتاتوري.

المرحلة المقبلة في الهندوراس، ستكون صعبة على اليسار المتوحد حالياً، فما هي الخيارات والخطوات التي يجب اتباعها، كما يجب تحديد أهداف واضحة وآلية معينة أو كيفية لتحقيق تلك الأهداف. فبعد رفض الخوض في العملية الاستبدادية كيف سيخوضون عمليات انتخابية مستقبلاً، أم أنهم سيتجنبونها ويقيموا مؤسساتهم الخاصة؟ رغم أن الاحتمال الأخير أصعب من أن يتحقق في هذه الآونة.

أياً من الخيارين، وحتى الخوض في عمليات انتخابية مقبلة لا بأس به، لكن المفصلي وما لا يمكن التفريط به هو المكتسبات النضالية التي تم تحقيقها في الأشهر الماضية والمضي نحو المزيد من اتحاد المنظمات الشعبية والقوى اليسارية والتعلم من الأخطاء الفادحة التي تم ارتكابها في الفترة السابقة.

الرئيس زيلايا أخطأ بإعطاء المفاوضات الكثير من الأهمية، وأخطأ بعدم استثمار الانتفاضة الشعبية الديمقراطية، وما على الجميع أن يتعلموه أنه ارتكب الخطأ الأكبر بوثوقه بالولايات المتحدة الأمريكية ممثلة برئيسها باراك أوباما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب