الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد شعبان المصري

صفية النجار

2010 / 1 / 22
حقوق الانسان


موقف محير ومفجع هو موقف الكثيرين إن لم يكن الغالبية العظمى من المثقفين خاصة المشهورين منهم ممن هم في دائرة الضوء أقصد موقفهم مما يجري من أحداث تتعلق بالدرجة الأولى بحرية الرأي والفكر وقيمة الإنسان ..وقد لفتني في الآونة الأخيرة هذه الهجمة الشرسة المنظمة المتناغمة على كل ماهو مصري بطريقة تكاد لفرط إحكامها وتشابك أطرافها أن تقنعك بألاّ سبيل للمواجهة وان أية محاولة لرفع الصوت معناه إخراجك من جوقة الوطنيين الثوريين الحالمين بغد أفضل الساخطين على أنظمة الرجعية والإستسلام...أية شيزوفرينية وأي تناقض هذا؟؟ وسأكتفي بمشهدين أسوقهما فقط للتدليل على ما أتوق لمناقشته...

مؤتمر لدعم المقاومة في لبنان ..زاخر بالتلميحات والإيماءات والإشارت بالتخوين لمصر وموقفها من المقاومة ..بزعامة دولة عربية أراضيها محتلة منذ عشرات السنين ومحرّم على أبنائها إطلاق طلقة واحدة من أراضيها ولو بالخطأ ولو بادّعاء الإختلال العقلي..ثم تقف إحدى المصريات المحسوبة على المثقفين في قاعة المؤتمر لتحيي المقاومة وتقول :أنا مصرية وباتكلم باسم مصر واحنا كلنا مع المقاومة...وأنا أحييها وأشد على يدها ولكن تمنيت أن يكون وقوغها وصوتها استجواب لممثل ذلك النظام العربي لماذا تدعمون المقاومة في كل مكان إلا في بلدكم؟؟؟؟الذي هو ليس فقط من بلاد أو دول المواجهة ذات الحدود المشتركة مع فلسطين بل أنتم أصحاب قضية وأراضيكم محتلة......

المشهد الثاني: حملة شعواء على الفنان عادل إمام الذي لايحمل سلاحا ولايحاول تغيير أي وضع سياسي أو اجتماعي بالقوة وإراقة الدماء فقط لأنه قام برثاء جندي مصري هو إنسان في النهاية قتل بدم بارد وبسابق إصرار وترصد وليس برصاصة طائشة في _خناقة_ أو شجار...قتل على خلفية فتوى شرعية صدرت عن أحد أدعياء الدين ممن ينصبون أنفسهم أوصياء على الدين من حاملي قوائم التكفير وصكوك الغفران..وهذا ليس سرا وهو معلن ويعرفه كل المعنيين في مصر...
في قضية الدكتور نصر حامد أبو زيد والتي حكم فيها بالتفريق بينه وبين السيدة زوجته في قضية الحسبة المشهورة اهتزت كل الضمائر الحية والؤمنة بحق الإنسان في الحرية والتفكير والإعتقاد ...وفي قضية مقتل الضابط المصري على الحدود الفلسطينية المصرية في العام الماضي ومن ثم الجندي أحمد شعبان منذ أيام وهو إهدار للحياة الإنسانية المدان من كل الشرائع والقوانين والأديان نجد من يحاول منعنا من التعبير عن سخطنا على واقع قبيح يحاول إجبارنا على قبول مبدأ إهدار الحياة الإنسانية بدعوى أن محاسبتنا للمجرمين هي محاسبة لفريق محسوب على مايسمى بفريق المقاومة ...أي تناقض هذا الذي يذهب بالعقول ..كيف يكون حرصنا على حرية تفكير الإنسان أكبر وأهم وأولى من حرصنا على حياة الإنسان نفسها...

إن من لم يهزه مشهد الثكلى المكلومة على ولدها هي وذاك الرجل الذي حرك قلب الحجر وهو ينعي زهرة شباب ابنه العشريني جميل الصورة..الجندي الشهيد أحمد شعبان ..لن تحركه مقالة ولن يشفي مرضه العضال رأي ..ولكن ربما نجد في دعوته للنقاش ...سبيلا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعازينا الحارة
مرتضى زايد ( 2010 / 1 / 22 - 20:29 )
صدقا لاأجد ماأعلق به على هذه المعزوفة الإنسانية سوى قوله تعالى:من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.ولابد من محاكمة المجرمين الذين نفذوا هذه الفعلة الشنعاء.رحم الله الجندي .وألهم ذويه الصبر والسلوان.


2 - من نلوم من ندين ...!؟
سرسبيندار السندي ( 2010 / 1 / 24 - 03:59 )
كيف ستدبر الامور والعقول مصدرها الجحور ... وإذا ما أردنا إخراج عقل نحتاج إلى ألف تعويذة وأطنان من البخور ... فألف شكر لك ياعزيزي صفية وإلى المزيد من المقالات والحضور ...عسى أن يتعض الكسالى ومن يخشى الحقيقة والنور .....!؟

اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون في القدس المحتلة للمطالبة بصفقة لإعادة ا


.. إيهاب جبارين: ذوو الأسرى يريدون أبناءهم أحياء لا جثثا هامدة




.. انقسام في إسرائيل حول عملية رفح.. وأهالي الأسرى يطالبون بوقف


.. أحمد الحيلة: دولة الاحتلال أدركت أنها لن تتمكن من استعادة ال




.. غزة.. ماذا بعد؟ | القسام تبث تسجيلا لعائلات الأسرى بعنوان ال