الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما بكى علي في رحلة العودة للعراق

حاكم كريم عطية

2010 / 1 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



عرضت القناة الأولى لمحطة التلفزة البريطانية برنامجا و فلما ثائقياعلى مدى خمسون دقيقة حول عودة المعاق علي أسماعيل عباس الذي فقد ذراعيه نتيجة سقوط صاروخ أمريكي على مسكن العائلة وفي هذا الحادث الأجرامي فقد علي أربعة عشرة من أعضاء عائلته وبضمنهم والديه وقد عرف العالم بقصة علي حين نقل الى الكويت لأجراء عملية جراحية لأنقاذ حياته وقد نقلت الكثير من القنوات الفضائية مشاهد نقل علي وقصة القصف الهمجي لبيت العائلة آنذاك وقد تعاطف الكثيرين من الناس مع علي وقصة عائلته المأساوية وكذلك وضع علي الصحي بعد الحادث مما حدى بالمنظات الأنسانية ألى أنشاء جمعية خيرية بأسم علي وأحد اصدقائه من الذين عولجوا في الكويت في ذلك الوقت والذي فقد يده اليسرى وساقه اليمنى في تفجير ارهابي ولدى زيارة السيد ظفار خان مسؤول جمعية
Limbless Association
قررت الجمعية مساعدة أحمد وعلي ونقلهما ألى بريطانيا للمعالجة والتأهيل وبذلك كونت جمعية خيرية بأسم علي وأحمد وقد تم جمع مبالغ مالية تساعد علي وأحمد على الحياة مع مرافقين حتى بلوغهما سن الثامنة عشرة وهذا ما تم فعلا ووصل علي وأحمد بريطانيا وقد غطت الصحف والقنوات الأعلامية هذا الخبر وكان على محط أنظار الأعلام والصحافة نتيجة وقع قصة علي ومعاناته وفقده عائلته في ذلك الحادث الأجرامي وهو ما أتخذ كرمز لمقاضاة داعمي الحرب على العراق والأرهاب بعد سقوط نظام صدام حسين الفلم هو من النوع الوثائقي حيث يلقي الضوء على حياة علي خلال فترة ستة سنوات منذ وقت حدوث الجريمة و وصوله ألى بريطانيا وكيف أستطاع على أن يندمج مع المجتمع البريطاني وكيف ساعد الناس في المجتمع البريطاني علي على تجاوز الكثير من الصعاب في حياته ويعكس الفلم التعاطف الأنساني للمجتمع مع علي وأحمد ومعاناتهما وقد تتبع الفلم علي وأحمد منذ وصولهما وأنضمامهما ألى مدرسة ويمبولدون الخاصة ونظرة المجتمع ومن حوله من الطلبة والجيران ألى النوادي الرياضية ورموزها وكيفية الأهتمام بشريحة المعاقين مما جعل حياة علي وأحمد أوفر حظا من أقرانهم من المعاقين في العراق كذلك يركز الفلم على قرب أنتهاء الأموال المرصودة لعلي وأحمد وذلك لبلوغ علي سن الثامنة عشرة وهي السن التي يجب أن يكون المعاق قادرا على الأعتناء بنفسه وقادرا على العيش بمفرده واداء الوظيفة والبحث عنها وهي سياسة البلدان الأوربية التي تسعى لدمج شريحة المعاقين بالمجتمع وذلك بالأعتماد على النفس من دون الحاجة لمساعدة معين مع توفير كل المستلزمات لتحقيق ذلك كما في حالة علي وأحمد لفترة السنوات الستة السابقة وان علي وأحمد يملكان الخيار في البقاء في بريطانيا والأعتماد على النفس أو العودة للعراق وبدء حياة جديدة هناك وهذا ما يتبعه الفلم حين قرر علي العودة لزيارة العراق لمدة شهر وزيارة العائلة هناك والتعرف عن قرب حول أمكانية المعيشة لمعاق في العراق بوضعه الحالي وذلك كي يتسنى له أتخاذ القرار لتحديد مستقبله وحياته وحين قرر علي العودة لزيارة العراق أدخلته هيئة الأذاعة البريطانية في دورة لتوعيته في حال تعرضه للأختطاف أو الهجمات الأرهابية لمدة أسبوع كون علي وأحمد من الرموز التي تعتبر معروفة ويمكن أن تتعرض للأرهاب والعصابات الأجرامية والخطف وبعد أن تدرب علي وأحمد لمدة أسبوع عاد علي وأحمد وقد تتبع الفلم علي في العراق وحين ألتقى علي ما تبقى من عائلته وزار المستشفى الذي رقد فيه بعد الحادث وقد تعرف عليه الممرض الذي عالجه آنذاك بالطرق الممكنة للتخفيف من آلامه ومعاناته وقد شكره وقدمه علي في الفلم لكن علي لم يتمكن من الأستمرار في المستشفى كونها أعادت له ذكريات الحادث وآلامه فترك المستشفى لزيارة المقبرة التي يوجد فيها قبورأفراد عائلته حينها بكى أحمد أبيه وأمه وبقية أفراد عائلته بحسرة وألم ولكن ما زاد آلام علي هو حالة الأحباط لدى رؤية ما تقدمه الحكومة العراقية ووزاراتها لشريحة المعاقين في العراق حينما التقى سيف أحد الناجين من أنفجار مفخخة لكنه فقد أحد قدميه ويمشي على عكاز وحالته يرثى لها وقد تمكن علي من الوقوف على حال المعاقين في العراق والأمكانات المتوفرة لهم لتأمين عيش كريم لهم لكنه خرج بنتيجة مفادها أنه قرر أن يبقى في بريطانيا لسبب واحد هو ان المعاق لا مستقبل له في العراق غير المعاناة والحياة الصعبة والأحساس بالمهانة في كتابتي لهذا المقال أود أن أشير على الجمعيات المهتمة بأوضاع المعاقين في العراق أن تعرض هذا الفلم الوثائقي على العراقيين ومن خلال القنوات العراقية حتى يتلمسوا قرار علي وعلى ماذا بني وكي يكون مدخلا للضغط على الحكومة العراقية للأهتمام بشريحة المعاقين والذين تؤكد البيانات على أن أعدادهم تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين معاق أنه رقم مخيف تؤكده الحروب المجنونة منذ عهد الطاغية وحتى عهد المليشيات والمقاومة الشريفة؟؟؟ عهد زرع المفخخات بين أوساط الفقراء والعزل أنه علي نجم تلاقفته الفضائيات والقنوات عندما فجع وتعوق لكنها نسيته عندما عاد ليبحث عن موطيء قدم في وطن أسمه العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة