الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقعية السياسية لا تعني التفريط بالثوابت

صالح الشقباوي

2010 / 1 / 23
القضية الفلسطينية


الواقعية السياسية لا تعني التفريط بالثوابت
د. صالح الشقباوي- جامعة الجزائر- قسم الفلسفة
[ هل للإسرائيلي القدرة على تجاوز مخلفات التوراة وبقايا التلمود ؟]
نعيش في زمن ما بعد العولمة ، زمن انتهى منه الصراع الإيديولوجي والحرب الباردة وبدأت الحرب الساخنة ، حرب المفاهيم و آليات فرضها لتسوية غير عادلة لا تلبي الحد الأدنى للحقوق الوطنية الفلسطينية ، خاصة وان الإسرائيلي ما زال يرفض أن يكون للفلسطيني علاقة امتلاك للمكان ... يريد أن يعيش الفلسطيني على المكان كذات مهزومة فهل للعقل الإسرائيلي القدرة على تجاوز مخلفات التوراة وبقايا التلمود التي تحرم علينا حقوقنا الوطنية وتشرعن طريقة عيشنا الإنسانية ... متى يصل اليهودي إلى الفكر الذي ينصف جودنا ويعترف بحقوقنا خاصة وان إسرائيل بنيت كدولة على ذاكرتين "ذاكرة التوراة – ذاكرة الخوف " وما زالت تقيم لحمتها على اتساعات ذاكرة الخوف من الفلسطيني وليس فقط على مساحات القوة وحدها .
إن إسرائيل لا تعتمد على الذاكرة التوراتية كعامل رئيسي في بقائها لأنها تطير بجناحين (الديني – العلماني) وهنا استطيع أن أؤكد كباحث أكاديمي أن ذاكرة الخوف في إسرائيل على إسرائيل هي العامل اليقظ والأساس الثقافي والأداة الدائمة لحراسة الذاكرة الجماعية الإسرائيلية التي تبشر دائما بأسطورة الإبادة والخوف الدائم من الفلسطيني لذلك ترفض هذه الذاكرة الاعتراف بحقنا الوجودي والوطني ذو المعنى السياسي على المكان ترفض الاعتراف بذاكرتنا التي تريد إبادتها وطمسها ودفنها تحت رمال العدم المتحرك خاصة وان هناك في إسرائيل ما زالت ذاكرة تحرس ذاكرة وذاكرة تمحو ذاكرة ( ذاكرة التوراة تحرس ذاكرة الخوف وفي نفس الوقت تمحو الذاكرة الفلسطينية . فنحن ممنوعون من أن يكون لنا تاريخ وليس لنا الحق في امتلاكه عبر مساحات ذاكرتنا المليئة بألم والأحزان والمآسي ؟؟ ذاكرة يريدون منها أن تنسى في يقظتها تاريخ 400 قرية فلسطينية تمت إزالتها عن المكان ومدن هودت وغيرت أسماؤها ومعالمها الحضارية والتاريخية ؟! يريدون منا أن ننسى تاريخ وطن غيروا اسمه ومعالمه التاريخية والحضارية ...لقد فرضوا علينا ثقافة مغلوبة مهزومة ومأزومة ، لكننا بإرادتنا سيطرنا على ملكيات تاريخنا خاصة وأن أبواب ذاكرتنا مازالت مشرعة على حقنا في العودة وتقرير المصير وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين التي لم تفقد هويتها ولم تنمح ذاكرتها ولم تتكسر فوق مرايا التاريخ وإنعاكاسته اللامرئية الماكرة والتي تجرها بيادق التزوير التاريخي التي يجري استنهاضها من فوق مساحات الوهم الصهيوني الذي يعتقد أنه يستطيع أن يفرض علينا منطق الهزيمة .. فنحن مازلنا نقاوم وجودنا مقاومة ، مازلنا نقاوم بغض النظر عن نوعية وطبيعة هذه المقاومة التي ستجبر الإسرائيلي على الاعتراف بوجودنا الفلسطيني ، ستجبر الإسرائيلي على إقامة حوار ممكن وحقيقي من أجل معرفة سبل السلام والطريق المؤدي إليه وهذا يتم انطلاقا من ذاكرتنا وواقعنا من قلب التشرد والاغتراب والمنافي ، من قلب حقوقنا في العودة ، والقدس وإيقاف الاستيطان ضمن هذه الشروط يصبح حوارنا ذو منطق فعال و منتج وهادف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دخان كثيف بعد غارة جوية إسرائيلية شرق مدينة غزة


.. اللواء فايز الدويري: مرحلة -ج- تعني مرحلة المداهمات والمقاوم




.. بزشكيان لحسن نصر الله: إيران كانت داعمة للمقاومة ضد الكيان ا


.. -ناسا- تعلن انتهاء أول تجربة طويلة لمحاكاة الحياة على كوكب ا




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | احتفالية تتسبب بأزمة دبلوماسية ومقابل