الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عجز التقدم في العقل العربي

جنبلاط الغرابي

2010 / 1 / 23
العولمة وتطورات العالم المعاصر


نستطيع ان نهيمن على دلالة هذه المفردة من خلال المعطيات البارزة في العقل العربي والتي تجنح دائماً الى محاولات تثاقفية خاطئة ونزوات انفعالية تعبر عن عجز ادائي في الخلق والتطوير,وممارسة دور المتلقي والمطبق في الاعم الاغلب.ولعل الحقب الزمنية الماضية اضاءت لنا هذه التصورات المتراكمة عبر سنين طويلة لنجد من خلالها الضعف المصاحب للعقل العربي في ميدان الفكر وانقباضه على ذاته.في حين اننا نرى الشراكة الفعلية لهذا المؤدى قد قُدمت عن طريق اقرار العقل لتدخله تحت ما يسمى الحلقة المفرغة,هذا الذي ميز العقل العربي بالبعد عن النشاط التطوري والاكتفاء بالعودة الى الماضي,والسبب في ذلك يتجمهر في قضية نطلق عليها تعطيل العقل وفق المبدأ الجمعي.فكونه يتحرك ضمن خطوط جماعية لا تملك اي تفرد في التفكير اصبحت الادلجة المحمولة فيه لا تقبل الانقسام او التزود بشحنة فكرية جديدة,وقد ادى هذا الاخير الى فقدان الاستقلالية في التفكير من ثم اعتياده على تطبيق المبادئ والافكار وفق التلقي لا وفق الابداع الذاتي,فهو يستورد اغلب مفاهيم البنية الفكرية من الاجواء الغربية,مما جعله يحمل المتناقضات والازدواجية في مجمل افكاره.فتارة ماركسي,وتارة وجودي,وتارة اسلامي,وطائفي تارة اخرى.وهذه المواد المطروحة على شكل هيئة مبعثرة لا يكفيها الاصلاح لتتصدر المشروعية الفكرية وتناول المطلب العلمي بصورة عملية ومجدية,كون النسق الفكري الذي عنى به العقل العربي اصبح اداة فاعلة في تدمير ذاته,وهذا ما اطلق عليه بثقافة الاستجداء.وربما بات التصور الخارجي الذي احاط بالمجتمع العربي لفترة طويلة موازياً للذات بصورة داخلية,فما هو حادث في الخارج اصبح في الداخل ليخلق اليأس والكف عن البحث لايجاد الحلول.ويسعفنا القول من وجه اخر بأن النمط الادبي والفني يتجه نحو ابداعات فردية متمرسة تحت قيادة الذات الواحدة الا اننا لو تأملنا قليلاً في بعض موارد هذه الابداعات لوجدناها متطورة وفق الية مستندة الى دوافع فكرية خارجية,لذا هي اشبه بمحاكاة للمحاكاة ذاتها,والابداع الذي يتجلى فيها ناتجاً عن التقمص,خصوصاً اننا نلاحظ وبقوة التقارب بين التسلسل الفكري الغربي والعقل العربي من هذه الناحية,في حين ان حديثنا لا ينكر وجود التميز في عقول عربية ناضجة بالرغم من ندرتها.وهذا ما اخذنا في البحث نحو السواد الاعظم الذي يحمل المشكلة الكامنة في داخله والتي لا تستوعب سوى الخضوع في تفهم الافكار دون تدبر وتمحص سوى تحويل صياغتها المعنوية الى مفهوم اخر ينتهي الى نفس الدلالة لينفي وجود التقدم.واذا اردنا ان نبحث عن حل واف في هذا المجال فلابد من تطبيق مبدأ المراجعة لذاتية الفكر والانقلاب التام على التراكمات والمباني الواهية,والتفرد في العمل على النحو التلقائي لا على النحو النمطي السائد.اذ ان الفكر الانساني سواء كان انعكاساً لظروف خارجية او مقدمات مطلقة بديهية لا يمكن ان يكون في المستوى الابداعي الا اذا تلافى قضية المسلسل التكراري التي هي الاداة الرئيسية في خلق التصحر الفكري,وقد لاحظنا دخول هذه القضية حتى على المستوى التاريخي,هذا الذي يجعل موقف العقل العربي في مستوى خطير دائم ما لم يتم تدارك هذا المتجه والقيام بعملية تحويل او نقلة شاملة على المستوى العلمي العام.وقد تبدو طبيعة هذه العملية صعبة الى حد ما بسبب شعور العقل العربي بانتفاء الحاجة,ذلك ان الوظيفة التي اخذ يمارسها في بناء الذات والمعرفة بشكل عام تستمد نظامها من واقع يختلف عن واقعنا العربي اخص بذلك الرؤية العلمية تجاه المجتمع,في حين ان هذا الامر يُظهر انعدام التفريق ما بين الظروف الموضوعية التي تحيط بالمجتمع البعيد في قبال المجتمع العربي الحالي,اضف على ذلك التقلبات الفجائية التي تخلق محمولات جديدة تنعكس على فكر العقل العربي,وبالتالي تكون التخلخل والاضطراب في التوازن جيل بعد جيل,وهكذا يسود النمط السلبي في اداء البنى الفوقية.ولعل ما نشهده اليوم خير دليل على ما ذهبنا اليه,فنلاحظ ان المشكلة تجاوزت اعلى المراتب لتشمل الاخلاق والتربية الاجتماعية بصورة عامة,ذلك انها جزءاً يقع تحت عنوان العقل الذي بات منهكاً في البحث عن اهداف ليس له قدرة على تحقيقها كونها مطلباً مشروطاً بالاعتماد على الذات وهذا ما يعجز العقل العربي عن القيام به......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ