الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزبية وليس الكفاءة هي المعيار الأول

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


محمد علي محيي الدين
نتناول بعض الأحيان السلبيات الناتجة عن أخطاء الحكومة المركزية أو الحكومات المحلية فتنطلق بعض الأصوات منددة بهذه المقالات باعتبارها تحاول تهديم العملية السياسية أو إفشالها ولا يتورع البعض باتهامنا بتهم مختلفة أقل ما فيها أننا نروج للبعث ألصدامي ومنها ما يكون أقل حدة فيقول إنكم تساعدون أعداء العراق في محاولاتهم لإفشال العملية السياسية وإسقاط الحكومة،ورغم أن كل ما يقال لا يدور بخلدنا إلا أننا نشير لحالة واقعية لا يمكن التغاضي عنها أو إهمالها وأنها تؤكد في بعض الأحيان من قوى في صلب العملية السياسية والداعمين لها والمشاركين بفاعلية فيها،فقد" أكد رئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي:إن العديد من مسئولي الدوائر التنفيذية في العاصمة يفتقرون للكفاءة والمهنية لكن لا يمكن تغييرهم بسبب قوة أحزابهم، وان هناك العديد من المديرين العاميين من مسئولي الدوائر التنفيذية في العاصمة لاسيما أمانة بغداد يفتقرون للكفاءة والمهنية خلال المجلسين الحالي والسابق، مؤكدا انه لا يمكن تغييرهم بسبب قوة أحزابهم من جهة والمجاملات السياسية من جهة أخرى.
وأضاف انه: يجب تغيير سياسات أمانة بغداد التي أدت الى تلكؤ الخدمات في العاصمة خلال الفترة الماضية،فضلا عن محاربة الفساد والحد منه بوجود ملاكات في الأمانة تدافع عن المفسدين والخلل والأداء المتواضع للمديرين العامين مبينا:إن هناك مديرين عامين لم يستجيبوا لقرارات مجلس محافظة بغداد باستدعائهم لغرض التباحث معهم ببعض الأمور العالقة في الجوانب الفنية والإدارية ما ولد ظاهرة خطيرة في عمل وأداء الدوائر التنفيذية في العاصمة بعدم استجابتهم للقرارات التشريعية والرقابية من سلطات أعلى ومسئولة عنهم."
أن ما صرح به المسئول التشريعي لا يختلف كثيرا عما يردده الكثير من القادة السياسيين واعترافهم بالفشل في أدارة البلاد في النواحي المختلفة،ورغم أنهم يعزون الأسباب لأمور خارجية إلا أن هناك الكثير مما يشير الى أن الفشل سببه ضعف الأداء الإداري للقيادات المختلفة وقصورها عن تقديم الأفضل لاعتمادها الحزبية الضيقة والمحاصصة المقيتة في الاختيار وجعل الوزارات والدوائر ملكيات أقطاعية لهذه الجهة أو تلك ،والفشل لا ينعكس على الجهات التنفيذية وحدها بل ينسحب على الجهات التشريعية والرقابية التي لم تتمكن طيلة السنوات الماضية من أيجاد خطة سليمة لمعالجة الأخطاء والقصور في عملها ،ولو كانوا يمتلكون الإرادة للتغيير لاستفادوا من تجاربهم وما واجههم من إحباط أو أخطاء ولكن الحكومات المتعاقبة مارست الخطأ ذاته مما يعني أنه أصبح طريقهم للأداء المستقبلي وبالتالي فأن الإبقاء على الرموز التي كانت وراء الأخطاء هو الخطأ الكبير الذي يؤدي الى تفاقم الأخطاء وتكرارها مما يستدعي استعمال الدواء الناجح وهو كي الأعضاء المصابة واستبدالها بأعضاء سليمة يمكن توفيرها من خلال صناديق الاقتراع عندما يصوت الشعب العراقي لأبنائه النجباء ممن لم تلوث أياديهم بالمال أو الدم العراقي ،وفي ذلك درس للقوى التي راهنت على الهويات الفرعية وأحياء للروح الوطنية التي حاول هؤلاء تغليبها من خلال أطروحاتهم الهادفة لتحقيق مصالحهم الضيقة.
ولا أعتقد أن الشعب العراقي سينخدع مرة أخرى،بالأصوات التي انبعثت مؤخرا تحمل في طياتها مضامين وطنية ،كانت في الصميم من عملية التجهيل والتزييف والفساد ،وهي تحاول تجميل صورتها من خلال أدعائها الفارغة بالابتعاد عن الطائفية ومحاربة الفساد وهي في الصميم منه لتولي أتباعها المسئوليات بعد التغيير،فالصيحات التي تعالت مؤخرا تخفي ورائها دعايات انتخابية لاستغفال الناخب العراقي لأن فاقد الشيء لا يعطيه والفاسد لا يمكن أن يكون في يوم ما عدوا للفساد ،لذلك علينا الانتباه للعبة الجديدة التي يقف خلفها البعض ممن تصوروا أن وجوههم الكالحة سيغير ملامحها ما أضفوا عليها من رتوش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غياب الجناح الديمقراطي
كاترين ميخائيل ( 2010 / 1 / 24 - 16:18 )
نعم ماذا ننتظر من حكومة الملالي والان افتهمت من الكثيرين الذين انتخبو الملالي يتراجعون وهذا مؤشر جيد
احسنت لتوجيه الرسالة كاترين


2 - أنجازات وأخفاقات .و.طموح المواطن
زهراء ( 2010 / 1 / 24 - 23:12 )
جميع الأحزاب تُغلب الولاء الحزبي على عنصر الكفاءه وهذا يعود لهاجس الخوف وضعف النضج السياسي والجدير بالذكر أن الحكومه الحاليه التي أخفقت في تقديم الخدمات وتحسين المستوى المعيشي لفئات قليلو الدخل بالأضافه لعدم مباشرتها بتطوير أغلب مرافق الدوله لم تكن حكومة المالكي لوحده وأنما حكومة شراكه تم تغليب الأرضاء والمصالحه في تشكيلها على تقديم الأفضل وهذا يعود للواقع العراقي وتعقيداته ولاننسى أن منظفي الشوارع في بغداد كانوا يتعرضون للقتل لأن أرادة خبيثه كانت تعمل بقوه لأيقاف الحياة هذه القوه جعلت الأطباء يتركون مستشفيات العراق وقُتل القاضي والمعلم والفنان من أجل أشاعة الفوضى ولأجندات داخليه وخارجيه حتى أن خطة فرض القانون حُربت من قبل شركاء سياسيين يراهنون على الفوضى ليحصلوا على مكاسب سياسيه ..بعد هذه السنوات الصعبه تغير خطاب السياسيين فما عاد المواطن الذي صبر طويلاً يقبل بالأعذار التي لاتغني ولا تسمن وعليهم أيجاد حلول لمشاكله .وهذا ما ستكشف عنه المرحله القادمه ..


3 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 1 / 25 - 18:02 )
الدكتورة كاترين
شكر لتعليقك الكريمة ولعل الأنتابات القادمة ستشهد تغييرا اذا أستطاع الناخب العراقي توظيف عقله في التصويت
الأخت زهراء
وهذا ما شخصناه منذ البداية ولكن هذه الأحزاب لا زالت تصر على مواقفها الخاطئة ولعلها تصطدم بحجارة الأنتخابات ويعطي الشعب صوته لمن يستحق

اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات