الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعث والإصلاح السياسي

أيمن الدقر

2004 / 6 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


من الطبيعي أن ترفض أي دولة في العالم أي إملاء خارجي يشكّل تدخلاً في سياستها الداخلية أو الخارجية، فالسياسات الداخلية من اختصاص الحكومات الوطنية والخارجية تصبُّ في مصلحة الداخل وبالتالي، فالحكومات الوطنية هي المعنية بالداخل و الخارج، فالإملاء يعني الأمر والأمر مرفوض رسمياً وشعبياً و تحت أي ظرف وضمن أي دولة، ومن الطبيعي أن يكون الرفض قاطعاً تلتقي فيه السلطة والشعب، فيغدو الموقف متطابقاً فيما بينهما، فالسلطة تدرك أن الإملاءات تعني انتقاصاً للسيادة، والشعب يدرك أنه صاحب السيادة الوحيد على أرضه، وأن أي إملاءات خارجية لن تكون لصالحه مهما تم تغليفها بغطاء جميل، فهي -بالنهاية- لن تحمل حلمه أو تطلعاته.
وعليه، فإن مبادرة مشروع الشرق الأوسط الكبير، وغيره من المبادرات كانت وماتزال مرفوضة لأنها قادمة عن خارج منطق الشعوب القاطنة في الشرق الأوسط، ولا تساير الظروف والإشكالات التي تعيشها، والأهم من كل هذا وذاك أنها إملاءات واهية، ولا تصب في مصلحة شعوب المنطقة، وما إغفال حقيقة الصراع العربي الإسرائيلي إلاّ دليل على ذلك، حيث تم تغليف الصراع بالضباب الأمريكي، هروباً من إظهار حقيقته وآثاره على المنطقة.
ولكن، هل يعني أن الرفض لمبادرة الشرق الأوسط، يبرر بطء التحرك باتجاه الإصلاح والتغيير انطلاقاً من الواقع؟
هل يعني توافق الموقف الشعبي والرسمي على الرفض أن الشعب يعيش حالة مثالية سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي؟
إن الإسراع في عملية التطوير والإصلاح في سوريا بات أمراً ملحاً وضرورياً خاصة في الظروف الراهنة وكثرة الضغوط الخارجية وتنامي الحاجات الداخلية التي يتطلبها المجتمع السوري حيث بات من الواضح ضرورة وجود مبادرة وطنية لرسم ملامح عصرية لمستقبل الشعب والوطن، وهنا يأتي الدور الأساسي لقائد الدولة والمجتمع (حزب البعث العربي الاشتراكي) الدور الذي منحه له الدستور، فالحزب الآن مطالب أكثر من أي وقت مضى بخلق مبادرة وطنية سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي، تعتمد في أولوياتها على تعميق الديموقراطية وتطوير آلياتها، وذلك من خلال إصلاح سياسي يبدأ بتنظيم العمل السياسي في سوريا ليشمل مختلف الأحزاب، ويضمن لها الاستمرار والتفاعل مع الشارع، ذلك التفاعل الذي سيؤدي إلى رقابة ومحاسبة كلَّ من يمانع أو يعرقل العملية الإصلاحية التي يُجمع السوريون بمختلف انتماءاتهم على ضرورتها الملحّة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد