الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات .. نقطة الشروع لتنوير المجتمع

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 1 / 24
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


العراقيون خلفوا وراءهم تهافت نظام الحاكم المستبد بفرسانه المندحرين،امام روح العصر العلمية وتكنولوجيا المعلومات، هذه القوة الناهضة جعلتنا نعيش زمنا تنويريا فكريا، لكن سدنة عقلية الوهم التي تأبى الخروج من ظلام الماضي (أفكار القروسطية) ،التي تلاشت علومه وانهارت العقلية السلفية المنغلقة على أساطير وخرافات الأولين وتهشمت أباريق عقارب العتمة والغيبية المفرطة في تقييد حرياتنا، في حين معطيات عصرنا المدني وانتصار علوم حاضرنا على طاعون المزيد من سفك دمائنا على يد الموغلين في فلسفة التراجع والانقباض، تلك التي تعيش لحظة تاريخية فارة من شريط الزمن،وقد إستطاعت البشرية الخروج من نسقية حجب منظومة البداوة والرعي ،في موضوعاتهم يحاولون طمس معالم تقدمنا،إنهم يملأون حياتنا خوفا وهلعا من قساوتهم وفضاضتهم،بل أصبحوا يهددون مستقبلنا مثلما الإنسانية بشؤمهم ووعيدهم .
إن المفكرين يؤكدون حين انتاجهم للأفكار انها تحمل دلالاتها المفيدة والمشعة ،وهي في متناول الإنسان وفي خدمة تطوره وتحرره،أما المتعصبون والمتعسفون فغلوهم جعل بضاعتهم الفكرية بضاعة راكدة باهظة الثمن،فقد لجأوا للكراهية والحقد والقتل ،حتى بات الانسان يأنف من رائحة عفونتها،لكثرة ما اقترفوا من آثام بحق الإنسان،الذي هو الهدف الأساس في حركة التنوير والنمو.
على أننا نحيا إزدواجية المعايير،فهؤلاء حين أطيح بالدكتاتور،الذي نقل القوة المركزية العراقية خارج حدودنا،في محاولة لمسخ الشخصية الوطنية،والاعتداء على حقوقنا،ونهب ثرواتنا وتبديدها بشتى الذرائع والوسائل،وقام على أعتاب هزيمة الشمولية والايديولوجيات ،التي داسها أبناء أمتنا العراقية،نظام ديمقراطي فدرالي تعددي مدني،وكتبنا دستورا أعرج،ثبت فيه القاصرون ،وبالذات في ديباجته (لقد خرجنا توا من كبوتنا)،ومعلوم أن الدستور لا تتغير أبوابه ومواده ،إلا كل مائتي عام أو اكثر،هؤلاء أبقونا في أتون الكبوات،كما جردتنا عبارة بلاغية (العراقيون أحرار في احوالهم الشخصية) من وحدتنا الوطنية،حيث أحالنا كتبة الدستور إلى الأديان والطوائف،بمعنى ألغوا القانون الموحد وأحالونا إلى الأطراف،في منهج متعمد لتفتيت المؤسسة الجامعة للعراقيين،وأكملوا سيرهم في منعرجات ومتاهات الوهم، فأفسدوا مؤسسات الدولة العراقية الديمقراطية،التي صارت نهبا لميليشياتهم وأهوائهم وتلكؤهم في اصدار قانون الخدمة الموحد ،وعجزوا عن الارتقاء بالقطاع التربوي،وفشلوا في الخدمات الصحية والكهرباء،وحتى باتوا يرددون على اسماعنا أن الوحدات السكنية مقبلة بالجملة،ولكنها أضغاث أحلام،مثلما خصخصة الصناعة العتيقة العراقية،فبدأوا بالمربحة (صناعة السمنت)،هؤلاء مازالوا يفكرون تفكير العهود البائدة،لم يستفد أي منهم ممّا حققته البشرية من منجزات حضارية،ولهذا تخسفت تطلعاتنا على يد من يريّف العقل أو يسترجع عصر العبودية والبادية ،تلك التي داستها الشعوب باقدامها ومحقتها.
ومن النافل توضيحه أن هذه العقلية الجاهلة بالسياسة الاقتصادية ورسم معالم نهضتنا،تحاول ان تعود بشعارات براقة ،وهي لم تحقق أيا من وعودها السابقة ،والسؤال المهم هنا كيف نثق مجدداً بالعقول الماضوية ،التي استدعت هذه المرة رجالات الاقطاع السياسي الذي اندرس من ايام الاقطاع الزراعي في نهاية خمسينيات القرن الماضي.
وفي الجانب المقابل لتلك العتمة المخزية، يوجد ضوء ساطع، يشق طريقه لتنوير حياتنا،تجديد آمالنا،وتحقيق احلامنا،هؤلاء بسمة وشمس العراق الحديثة، فما ينادون به من حريات ومساواة ،وتصحيح ما أرتكب من خطايا،وتلبية حاجات المواطن العراقي، من اشباع ومسكن وتعليم ،يلبي طموحنا في ازدهار وطننا،واستقلاله السياسي مرهون بتصويتنا نحن الناخبين،الذين نتمتع بوعي عال،نعرف السيئ من الجيد، ونفرّق بين المفسدين والمصلحين،بين الظلام والنور.
إذن المهمة ليست شاقة ولا هي عسيرة،فتجربة ستة أعوام عرّت المتقولين،وحان الوقت لنخوض غمار تصحيح مسيرتنا الديمقراطية الظافرة،ان ذهابنا إلى صناديق الاقتراع بفرح حتما ستكون مسؤوليتنا ذات قدر عظيم، فلطالما سئمنا من الدكتاتورية، حينها ستقع على عاتقنا مهمة التصويت للأفضل، الوطني الغيور .. لا لأصحاب الامتيازات القديمة من ( مزوّري الشهادات ،المفسدين ،الحركات السياسية التي لم تحقق لنا ما نصبو إليه ،ولم يحلوا مشكلاتنا السياسية والسيادية ناهيك عن فشلهم بالخدمات)،لكن الأهم علينا ان ندرك أن علينا أن نعيش عصر التنوير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة