الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قول لة في وشة ولا تغشة

محمد رجب التركي

2010 / 1 / 25
كتابات ساخرة


ان أنماط التضارب السياسى التى ظهرت بين المعارضة المصرية ما بين دعوات لمناهضة التوريث وإقتراحات لتعديلات دستورية من أجل ترقية حية المصريين وإحداث تغيير حقيقى خاصةً فيما يتعلق بمستقبل الوطن و فى ظل عدم التوافق على أمر جامع تبقى مجرد كلمات دون معنى وشعارات دون جدوى لن يلتفت إليها أحد ...
وتعتبر الحالة السياسية التي يعيشها المصريون حاليا غير مسبوقة فى تاريخهم من حيث الحراك السياسى الهادف الذى لا يكتفى برصد المشاكل وإنما أيضاً بطرح الحلول والبدائل وصياغة الأفكار ..
ان المتابع للشأن المصري يعرف جيدا ان هناك حالة عامة من السخط وعدم الرضا لما وصلت الية الاحوال من تردي علي جميع الاصعدة بالرغم من قدرات مصر الاقتصادية والبشرية القادرة الي احداث نقلة نوعية هامة تجعلها في مصاف الدول المتقدمة حيث تملك مصر كل المقومات التي تمكنها من ذلك ...ولكن الادارة المصرية وسياساتها المتعاقة غير قادرة علي تحقيق احلام المصريين بل انها اوصلتهم الي فقدان الثقة والامل في تلك الحكومات نظرا لمعاناة الغالبية الساحقة من المصريين ..وقد عبر عن ذلك الكاتب أنيس منصور عندما قال للمصرى اليوم بتاريخ 1 ديسمبر ))2009 "مصر أصبحت كجسد استفحل فيه المرض،لدرجة أن التفكير فى العلاج بأت نوعا من الترف، والبكاء والدعاء لله ليشفيها بات نوعا من الترف...حالة ميؤوس منها، فمهما أمددنا هذا الجسد المنهك بالمرض بالدواء فإنه لن يجدى، والسبب أننا ببساطة أمة أنتهى عمرها الأفتراضى((
وفي الاشهر الاخيرة من العام المنصرم قدم المفكر والكاتب / محمد حسنين هيكل فكرة تشكيل مجلس امناء بزعامة الرئيس مبارك وعضوية العديد من الشخصيات الوطنية والعامة والتى تحظى بقبول المصريين بغرض تغيير الدستور المصرى والإعداد لمرحلة إنتقالية لضمان إنتقال آمن للسلطة لكنها لم تصادف هوى السلطة المصرية والحزب الحاكم ..كما وان المعارضة الزائفة غير قادرة على إتخاذ مواقف حقيقية أوتقديم بدائل سياسية جادة قادرة على المنافسة وإنقاذ مصر من مصير ومستقبل مجهول..
كل هذا يفرض علي القوي السياسية التي تطمح الي التغيير الي تبنى إتجاه موحد لإختيار مرشح للرئاسة يتمتع بالقبول العام وله خلفية سياسية يستطيع من خلالها تفهم مشكلات المجتمع والظروف السياسية والدولية المحيطة والنهوض بمصر لمستقبل أفضل فى ظل برنامج سياسى تعدة تلك القوي السياسية وبحيث لم تكن دارت حول هذا مرشح من قبل أية شبهات أونواقص وتتفق عليه القوى السياسية ويلبى رغبة وإرادة الجماهير
وقد رأت الجماهير المصرية في شخصية الدكتور محمد البرادعي الامل في كل ماتطمح الية من نهضة وتغيير بعد تصريحاتة الي جريدة المصري اليوم عندما قال :
"مع شديد احترامى وتقديري للأحزاب السياسية المصرية أنا رجل مستقل، ولا أستطيع أن أخوض الانتخابات إلا كمستقل.. أنا رجل قانون، والقانوني لا يدخل منافسة أو عملية سياسية في إطار يفتقد الشرعية".

"المسألة ليست موقفي الشخصي، فالتغيير لابد أن يتم بإرادة شعبية جماعية في إطار سلمى ومتحضر، وأنا مستعد للتحرك السلمي المنظم لتغيير الدستور (هشتغل مع الناس) وإذا استطاع الشعب أن يغير الدستور سأكون في خدمته"
ومن المعلوم أن الاحزاب السياسية المعارضة ليس لها حضور جماهيري في الشارع المصري، وليس لها تمثيل نيابي في البرلمان، وأعضاء هذه الأحزاب في صراع على زعامة وهمية، والاتهامات المتبادلة بينها وبين الحكومة متواصلة، فالحكومة ترى أن هذه الأحزاب تثري التجربة الديمقراطية، وتتمسك بالقوانين الاستثنائية ولا تسمح بتداول السلطة، كما وان احزاب المعارضة لا تهتم بطرح برامج سياسية تقنع الجماهير للالتفاف حولها وهي تتهم الحكومة باستغلال قانون الطوارىء في منعها من التلاحم مع الجماهير فأصبحت هذه الأحزاب مجرد ديكور لتجميل النظام السياسي، وسط عزوف الجماهير المصرية عن المشاركة في الحياة السياسية، والإحساس بالاغتراب لدى فئات واسعة من المجتمع المصري الذين ظهر لهم البرادعي كأمل في التغيير.
واعتقد أن ترشح البرادعي كمستقل يعتبر خطوة إيجابية على طريق التغيير لأنه يرمي بحجر في الحياة السياسية الراكدة في مصر ...لماذا ؟؟ لان المراقب للحياة الحزبية في مصر، يجد أربعة وعشرين حزبا، نشأت قبل عام 2007 ويحق لها التقدم بمرشح لانتخابات الرئاسة، باستثناء حزب الغد الذي تعرض للتجميد، وحزب الجبهة الديمقراطية الذي نشأ عام 2007 ، وبالتالي لن يكون بإمكانه تقديم مرشح لأنه لن يكون قد مضي خمس سنوات على تأسيسه عام 2011 موعد انتخابات الرئاسة
.اضف الي ماتقدم فان ظهور البرادعي في المشهد السياسي قد دق المسمار الأخير في مشروع توريث الحكم من الرئيس مبارك الى ولده جمال، فقد اعتمد مشروع التوريث على فكرتين تم الترويج لهما بلا توقف على مدى أعوام:
الفكرة الأولى انه لا بديل لجمال مبارك كرئيس لمصر وترشح البرادعي يثبت وجود بدائل أفضل بكثير، بل إن المقارنة بين جمال مبارك ومحمد البرادعي من حيث الخبرة والكفاءة والقبول الجماهيري لا تجوز أساسا.

والفكرة الثانية التي دأب النظام على تقديمها للدول الغربية، أن هناك في مصر اختيارين لا ثالث لهما: إما نظام مبارك أو الإخوان المسلمين، وقد أثبت البرادعي أيضا تفاهة هذه الفكرة، فهو رجل يحظى بحب وتقدير المصريين وهو أبعد ما يكون عن كل من النظام و الإخوان المسلمين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي