الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تهز هزة هاييتي ضمير الانسانية؟؟

عبد اللطيف حصري

2010 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



في الوقت الذي تعاني جزيرة هاييتي المنكوبة نقصا حادا في المعدات الطبية والادوية وحتى الخيام من اجل ايواء الناجين، وفي الوقت الذي يستغيث الشعب الهاييتي طلبا لما يسد رمق الملايين الذين وجدوا انفسهم بين السماء والطارق في اعقاب الزلزال المدمر، وفي الوقت الذي تحتاج الجزيرة الى المعدات الهندسية من جرارات ورافعات لازالة الدمار الهائل، ما زالت الولايات المتحدة تدفع بالمزيد من قواتها العسكرية والمدججة بكامل عدتها وعتادها الحربي الى جزيرة هاييتي تحت يافطة المساعدات الانسانية واغاثة المنكوبين، ولمزيد السخرية تنبري وزارة الامن الداخلي في لارسال فرقة من الشرطة تحت ذريعة "حفظ النظام"، ويتساءل الناس خاصة في امريكا اللاتينية، ما حاجة هذه القوات للاسلحة والعتاد الحربي؟؟ في حين ما ينقص حقا هو الادوية والطعام ومعدات ازالة الدمار!
وكانت دول عديدة في امريكا اللاتينية قد استهجنت اعلان الولايات المتحدة حول نيتها ارسال المزيد من القوات والتي قد تمكث في الجزيرة لفترة طويلة جدا، ويذكر ان اعلان الولايات المتحدة جاء في اعقاب اعلان الامم المتحدة عن انتهاء البحث عن ناجين وعن ارتفاع حصيلة الضحايا الى اكثر من مئة وعشرة آلاف قتيل ومئات آلاف المصابين والمشردين.
تتزامن هذه الاعلانات مع ما تناقلته بعض وسائل الاعلام في فنزويلا وبوليفيا ودول اخرى في امريكا اللاتينية من معلومات شككت في طبيعة الزلزال، وذهب البعض منها الى حد اتهام الولايات المتحدة باجراء تجارب نووية تحت ارضية في منطقة الكاريبي، واعتبرت تلك التجارب سببا مباشرا للهزة، التي "دبرتها" الولايات المتحدة من اجل القيام باحتلال الجزيرة. والامر اللافت للنظر والمثير ان الولايات المتحدة تلتزم الصمت ازاء هذه الاتهامات.
لسنا في موقع من يستطيع ان يحدد جدية او عدم جدية هذه الاتهامات، لكن من حق البشرية جمعاء ان تتساءل عن اجراءات الولايات المتحدة! والهدف الحقيقي وراء الدفع بهذا العدد الكبير من القوات العسكرية الى الجزيرة المنكوبة، ولا بد لنا ان نتساءل لماذا تدخل اسرائيل على نفس الخط وتعتبر ما اسمته "حفظ النظام" مهمة ملحة اكثر من حفظ الحياة لملايين المنكوبين؟ ومن حق دول امريكا اللاتينية وتحديدا تلك التي لا تبعد عن هاييتي مسافة طلقة او مرمى حجر، ان تتساءل حول "ضرورة" العتاد العسكري لهذه القوات؟ .
إن الواقع المؤلم الذي آلت اليه الامور في هاييتي في اعقاب الهزة، وحجم الدمار واعداد القتلى والجرحى والمشردين، يضع الامم المتحدة والاسرة الدولية ومنظمات الاغاثة العالمية ومنظمات حقوق الانسان، امام استحقاق اخلاقي وانساني في الدرجة الاولى، اذ ان حجم المساعدات الدولية والتزام المجتمع الدولي تجاه المنكوبين ما زال بعيدا عن حجم الكارثة وما اصغر بكثير من ان يفي باحتياجات هذا البلد الصغير والفقير والذي فاقت كارثته امكاناته وقدرته على مواجهة الامراض والجوع والدمار الناجم عن الهزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار