الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضلاً.. نقطة نظام!!*

ليلى أحمد الهوني
(Laila Ahmed Elhoni)

2010 / 1 / 26
كتابات ساخرة



قبل أن أبدأ في موضوع مقالتي هذه، أود أن أعرج قليلا على كلمة "نقطة نظام".

هذه الكلمة تعتبر، هي الكلمة الصحيحة والسليمة الوحيدة، التي تعلمتها في ليبيا وفي عهد القذافي تحديداً، كما أنها هي الإنجاز الوحيد، الذي حققه الشعب الليبي، إذ بمجرد أن يقف المواطن ويذكرها، ومن ثم يقف تحقيق باقي ذلك الانجاز، بمجرد الوصول إلى حرف ميم، من كلمة "نقطة نظام".

أي بمعنى أصح أننا نحن الليبيين، لم نجني من هذا النظام، الذي أستمر وأنهى أربع عقود بالتمام والكمال، إلا نقطة واحدة لا غير..!!.

نقطة نظامي:

"سنيور" قذافي.. قبل أن تضع الصبغة على شيب شعرتك، وقبل أن تملأ الحقائب بألوان الطيف "ملابسك"، وقبل أن تحزم أمتعتك، وتملئ بأموال الشعب الليبي جيوب البيضاء بدلتك، وقبل أن تعلي بالكعب العالي جثتك، وقبل أن تجمع الإبل والبعير، وقبل إلى روما "الحنونة" تشد الرحيل، لدي نقطة نظام، حول ما تزعم القيام به، في زيارتك الترفيهية هذه.

سمعت كما أعتقد سمع غيري، من أبناء وبنات شعبي المغلوب على أمرهم، أن لديك العديد من الاتفاقات، مع الحكومة الايطالية، بخصوص عقد بعض اللقاءات والاجتماعات، مع عدداً من شرائح المجتمع الايطالي، خلال زيارتك لإيطاليا "البيلا".

فعلى سبيل المثال، سمعنا أنك تنوي الاجتماع بـ 6000 يهودي، والحقيقة أن هذا الموضوع، لا أعيره أي اهتمام، لا لشيء فقط لسبب واحد لا غير، وهو أني ليس من طبيعتي التدخل بين الأصدقاء، وخصوصا عندما تربطهم صداقة حميمة أو ما شابه..!!.

كما أني سمعت أيضاً، أنك تنوي الاجتماع بـ 700 امرأة إيطالية، والحقيقة أيضاً، إني لا أريد أن أتساءل أو أستفسر عن نوع وصنف، أولئك النساء الايطاليات، اللواتي تنوي الاجتماع بهن في رحلتك السند بائية، ولكن أقولها صراحة.. بالنسبة لي، لا يختلف لدي على الإطلاق ما إذا كن هؤلاء النساء ثكالى، أرامل، منفيات، يتيمات، متيمات، عارضات أزياء، فنانات، راقصات، عاهرات، فاجرات، لاعبات كرة قدم، لعوبات، صحفيات، سياسيات، متدينات، مسلمات و يصلي المرء على أطرافهن عندما يراهن، فهن أولا وأخيرا إيطاليات.

إن ما هو مهم لدي ويقلقني و يثير تساؤلي وحيرتي حقاً، هو.. أما كان من الأولى يا "سنيور" قذافي، أن تجتمع بنساء ليبيا؟؟ وعندما أقول نساء ليبيا، لا أقصد هؤلاء الجاريات، اللواتي يقمن ليلا ونهارا تحت أرجلك وبين أيديك وفي طاعتك وحراستك!!، فاللواتي قصدتهن هن أولئك الليبيات من الأرامل والثكالى واليتيمات، اللواتي رميت أزواجهن و أبنائهن وآبائهن في حربك الغبية، والتي سميتها أو تسميها بحرب تشاد، وأقصد كذلك أولئك الثكالى اللواتي قتلت أبنائهن وبناتهن بحقن الايدز القاتلة، وأقصد أيضاً أولئك الثكالى والأرامل واليتيمات، اللواتي قض رصاص مذبحة سجن أبو سليم مضاجعهن، وأحرقت أكبادهن حزنا وألماً على أبنائهن أو إخوانهن.

أما كان من الأولى يا "سنيور" قذافي، أن تجتمع بعجائز ومسنات ليبيا والمتقدمات في السن و، وتعتذر لهن عن سنوات الشر تلك، التي عاشوها ويعيشوها اليوم وكل يوم، والتي رأوا ويرون فيها باستمرار الفقر والبؤس، والتي حرمن فيها من كل حقوقهن الإنسانية، وكل شيء ممتع وسعيد، وقضوها بالكد والتعب وزيادة المعاناة، وهي التي كانت من المفروض لهن أسعد سنوات العمر؟؟.

الم يكن من الأفضل لك أن تلتقي ببنات وحفيدات، من طرزت أروحهن ودمائهن ارض هذا الوطن، اللواتي قدمن الكثير من المهارات والتضحيات في جميع مجالات الحياة، للنهوض وتحرير هذا البلد؟؟، وألم يكن من الجدير بك أن تسمع وتعرف معاناة وهموم أولئك البسيطات، من نساؤنا وبناتنا وأخواتنا العفيفات الشريفات، وهن من أنجبنا رجال هذا الوطن؟

لقد عرفنا واستوعبنا طيلة أربعين عاماً، (عام ينطح عام)، أن لا مكان للشعب الليبي وهمومه ومعاناته، بين أوراق أجندتك، أو في دفاتر ملاحظاتك، أو حتى في مذكراتك اليومية. نعم.. لقد أدركنا وفهمنا هذه المأساة التي حلت بنا جيدا، و في نفس الوقت، لقد عبرنا وما زلنا نعبر وباستمرار، عن رفضنا واستنكارنا لكل هذه التصرفات والممارسات، وبجميع ما لدينا من طرق ووسائل وقدرات، ولكن مالا يطيقه العقل ولا يتقبله المنطق، هو ما نراه اليوم وبوضوح، وما عاد يخفى عن أعيننا جميعاً، وهو تلك الاهتمامات الزائدة والمبالغ فيها، لكل من هو من غير الليبيين.

ففي الوقت الذي نرى فيه الشعب الليبي، برجاله ونسائه وأطفاله وشيوخه، يزداد كل يوم فقر و جوع وتشرد، نرى فيه أموالهم، تصرف على الأجانب والغرباء، من مذيعي وفنانات، أو على الاجتماعات واللقاءات والسهرات في الرحلات والسفريات، ويا عالم غدا كم سيدفع لأجل 700 من الايطاليات الشقراوات..!!.
________________________________________________
* كتبت هذه المقالة قبل زيارة القذافي لدولة الاستعمار الايطالي ورضوخه وتنازله للحكومة الايطالية وقبوله لأجل مصالحه الشخصية اعتذار ايطاليا على الحقبة الفاشستية، وما تعرض له وطننا وأجدادنا في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الدولة الليبية المجيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع الاعتذار مقدما ابنتي ليلى
عراقي ( 2010 / 1 / 26 - 12:00 )
مرحبه الابنه الكريمه ليلى
انا اقراء غالبية مقالاتك وذالك رغم العمر واوجاعه والعيون ومتاعبها
وبرودة شتاء هذه السنه في كل العلم اللهم اجعلها دافئة ايام شتاء عالمنا
العربي هذه السنه الصعبه
وبودي ان اكتب لك ملاحظه اساسيه مفصله بعض الشئ لانني اتوسم فيك الخير والنباهة واريد ان اساهم في ان تكوني كاتبه ليبيه وطنيه وتقدميه نابهة
لاتزعلى فانا اب لبنت عراقيه عمرها منذ ايام 41 سنه معناها اصلح ان اكون مساعدا لك واهم مااقوله الان ان لاتعتقدي انك تملكين زمام الحقيقه ولست بحاجة الى اية اضافه انا ايضا لااملك ذالك فكل منا يملك جزء منها ونتطور حينما نتكامل
الان لست مستعدا لمناقشتك حول ذالك الامر الرئيسي وهو انني اود ان تكتبي عن ليبيا من الالفباء من الاساس وليس يدء من السقف ساؤجل الان ذالك
واءءتي الى قضية تبدو ثانويه وجزئيه ولكن لاباءس ان انبهك اليها وهي الاخطاء الاملائيه النحويه فعليك حالا ان تاءخذي درسا في حروف الجر مثلا ليس مع عددا
كما انه ليس من نساؤنا
اقول هذا وانا ضعيف في الاملاء والنحو ولكني اريدك ان تكوني احسن مني
لاتقولي هذا شايب بطران وانما الايمان بالتحسين


2 - دمت في خير سيدي
ليلى أحمد الهوني ( 2010 / 1 / 26 - 13:29 )
سيدي وأبي العراقي الكريم أسعد الله مساؤك.شكراً لك على قراءتك لمقالاتي، كما أشكرك جزيل الشكر أيضاً على ملاحظاتك القيمة، والله أن هذا -عشمي- في السادة العراقيين والعرب عامة وفيك سيدي، وهذا سأعتبره جميل لن أنساه، لأنك حقاً نبهتني لأخطاء نحوية واضحة قد لا أعيها يوما وقد أستمر عليها و أتمادى بها، وهذا الأمر مؤكد لن يكون لصالحي، فشكرا لك مرة أخرى من الأعماق وأني حقا ممتنة لك سيدي، وأود أن أعلمك بأمر، وهو أن هذه المقالة كنت قد كتبتها كردة فعل في مدة لا تتجاوز الحد الذي يمكن لأي كاتب أن يكتب مقال بهذا الحجم، أي بدون أي مراجعة لغوية أو إملائية، وطبعاً هذا ليس فخر وإنما خطأ ومن الواجب على الكاتب أن ينتبه إليه، وخصوصا وأنني أنشر عبر مواقع ليبية وعربية بمستوى موقع الحوار المتمدن، الذي معظم كتابه وزواره من المثقفين العرب، الذين نفتخر ونعتز جدا بهم وبكتاباتهم ونقدهم وملاحظاتهم.أخيرا أود أن أعتذر لك أبي وسيدي العراقي ولكل الزوار والقراء على هذه الأخطاء وغيرها، وأعاهدكم أن أتجنب هذا مستقبلا إن شاء الله. تحياتي لك، دمت في خير وأطال الله في عمرك بالهناء ودون شقاء ومتعك بالصحة والعافية أمد الحياة

اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا