الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تنتظر أكثر -غابريل غارسيا ماركيز

زهير قوطرش

2010 / 1 / 25
الادب والفن


عندما تشتد الخلافات والاختلافات الفكرية ما بين الأخوة الاحباء على هذا الموقع الكريم ,أشعر أنه علينا أن نتجنب هذا الجو المشحون بقراءة شيئاً من الادب العالمي الإنساني ,ونرتاح قليلاً .....’حتى تبرد ردود الفعل.لهذا أحببت أن أنقل الى أخواتي وأخوتي رسالة الوداع للكاتب غابريل ماركيز .هذا الإنسان الحائز علي جائزة نوبل في الآداب.وصاحب رواية مئة عام من العزلة.يكفيه شرفاً أنه قضى عمره مدافعاً عن الفقراء والمعذبين .تميز بمبدئية عالية ,وإنسانية راقية .قرأت له كل مؤلفاته تقريباً ,وكنت كلما قرأت كتاباً له أصاب بحالة وجدانية أشعر معها وكأن الكاتب أصبح جزءاً من تكويني .كنت أتوحد معه في مواقفه الإنسانية .ومشاعره المرهفة .
هذه الرسالة التي أقدمها أليكم هي رسالة الوداع قبل الاعتزال. في هذه الرسالة التي هي بمثابة خبرة حياة طويلة بتجاربها ,.سيجد القارئ لها أن سعادة الإنسان لاتكتمل إلا بمقدار ما يعطي الأخرين من حوله من الحب الصادق .
لا تنتظر أكثر :
بقلم غابرييل غارسيا ماركيز - ترجمة زهير قوطرش



"لو شاء الله أن ينسى أنني دمية، وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي.
ربما لن أقول كل ما أفكر به، لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله.
سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور. سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام.
لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض، ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضاً.
سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا, دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق.
للطفـل سـوف أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده.
وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة , بل بفعل النسيان
لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر..
. تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل، غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تسلقه.
تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد.
تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف.
تعلمت منكم أشياء كثيرة! لكن، القليل منها سيفيدني الآن ,لأنني على وشك الرحيل . قل دائماً ما تشعر به، وافعل ما تفكّر فيه.
لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ ولتضرعت إلى الله أن يجعلني حارساً لروحك.
لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها ، لقلت " أحبك" ولتجاهلت، بخجل، أنك تعرفين ذلك.
هناك دوماً يوم الغد، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أنني مخطئ بحقك وهذا هو يومي الأخير، أحب أن أقول كم أحبك، وأنني لن أنساك أبداً. لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسن.
ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم . فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية أخيرة. حافظ بقربك على مَنْ تحب، إهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها. لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها. وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك".وبدونهم للحياة
* رسالة الكاتب إلى أصدقائه ومحبيه إثر قراره إعتزال الكتابة





















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تنبيه
زهير قوطرش ( 2010 / 1 / 25 - 22:04 )
الأخوة الأعزاء ...سهوا سقطت بعض الكلمات في نهاية الترجمة الرجاء قراءة النهاية على الشكل التالي
- وبدونهم لامعنى للحياة

اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??