الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العربي.. يتلوى.. بين سياط... الأفتراءات ... وطعن ألاقلام....؟!

طلال شاكر

2010 / 1 / 25
كتابات ساخرة


من خلال قراءاتي ومتابعتي لموقع الحوار المتمدن استوقفتني واسترعت انتباهي عناوين وكتابات بمضامين تسخر من العرب والعربي وقيمه ووو.. وبدا الموقف وكأنه تصفية حسابات في شخص هذا العربي المغلوب على امره... الغريب في ...وطنه... ولااعرف اي مرتجى أثير سيجنيه الكاتب اوالكاتبة وأي هدف سيتحقق من تناول موضوع مترامي يتداخل فيه البعد السياسي والقيمي والتاريخي والانساني، بحس تهكمي ازدرائي بعيداً عن موازين العقلانية ومسؤولية المثقف المستنير وشمائله الانسانية...
ففي موقف قاسي لايحمل اية مبررات ولادواعي معقولة تستدعي كل هذا الهجوم على العربي كهوية ،وثقافة، وتاريخ، وأخلاق، من خلال حشره كمتهماً وبجعله مسؤولاً عن كل ماحدث تاريخياً من انتهاكات وجرائم رافقت الفتوحات العربية الاسلامية والنظر اليه كوريثاً لتلك القيم والاخلاق والسيرة التي محضت لماجرى او تحميله مسؤولية النكوص والتردي والتخلف الذي يكابده العنوان العربي بممالكه واماراته وجمهورياته وطوائفه وقبائله...، يؤسفني القول ان من يتناولون هذا الموضوع بهذه الضراوة هم مجردون من مستلزمات الرؤية الموضوعية ازاء ظواهر تاريخية ومعاصرة معقدة تستوجب الالمام ألمعرفي بقوانين نشؤوها وكيفية تطورها بفهم عميق وشمولية نافذة، خارج ثقافة الاسترابة والشتم والاستخفاف بالعربي ومنبته وثقافته وملابسه ووعيه وشكله، وسلوكه، فذلك لايستقيم والنظرة الانسانية اليه كبشر ولاتحل التباساً، فالمأزق الذي يعيشه العربي هو من التعقيد مايستعصي تجاوزه بأفكار وحلول محبطة أو تجاهله كمنبوذ.. واقع العربي مرير فهو محاصر ويواجه أصنافاً من التحديات تتراوح بين ماضي ملتبس ينوء تحت ثقل استلابه وحاضر صادره..فالاسلاموية والدكتاتورية تناوبتا على قهره واستعباده دون اَمد قريب بنفاذه.. ولاادري على.. سبيل المثال والحيرة.. ماعلاقة العربي المعاصر بفتوحات وانتهاكات جرت قبل اربعة عشر قرنا ولماذا عليه ان يتحمل وزر خطاياها ومن هوالمسؤول عنها هل العربي الذي يعيش في سوريا اوالعراق اومصر اوشمال افريقيا ام في السعودية والخليح ام الجميع..؟ وماذا عليه ان يفعل ويقدم كي تحكم عليه تلك الاقلام المتربصة بالبراءة والرضى هل ينتهي الموضوع أن تبرأ العربي من انتمائه وجلافة اصله البدوي الوضيع ..؟ وهل هنالك ضمانة بضمه الى جنس بشري أخر يقبله.مع الاسف مثل هذه الافكار والتقديرات والاحكام غالباً مايجري التعلل بها عندما يتعلق الامر بتقليب الاصول والبدايات والالتباسات التي رافقت الغزوات العربية بكل خطاياها، وبدلاً من تفسير الموضوع برؤى مرنة،فأن حمى الخلط تستعر بين المفاهيم والارادات بأصطناع وقائع مشوهة وتأويلات سقيمة يظهر فيها العربي كمدان وسبباً للمعضلات المزمنة كما في العلاقة الملتبسة بين القومية كمشروع سياسي فاشل وبين العروبة كأنتماء وهوية تعريف عامة خارج مفهوم المواطنة التي ينتمي اليها اي عربي. وقطعاً هي ليست مسؤولية العربي حين يتعمدون أحتواء الهوية الوطنية للسوري اوالعراقي اوالمصري، بفرض هوية عائمة او انتماء لايريده، وهذا في أساسه نهجاً متعلقاً بفكر مريض ومبتغى هائم لعقل قومي عربي متطرف لاسيما من حمله وفرضه وبخاصة اولئك القوميون العرب والبعثيون في سوريا والعراق ومصر جمال عبد الناصر و ليبيا القذافي وسواهم، وبالترابط مع هذا العرض اقول انا من الذين يؤمنون بان الطريق لفهم القومية والتفاعل معها بشكل انساني وحضاري يمر عبر تعزيز الهوية الوطنية واعلاء شأن الدولة القطرية وليس المراهنة على مشروع قومي بلاأفاق..في هذه الحالة يمكن توجيه الاتهام الى ذلك الفكر القوماني المنفلت ومحاكمته، الذي تسلط بقوة السيف على اوطاننا وضيعنا وجعلنا في الدرك الاسفل من سلم التطورالانساني.. المشكلة ليست في الانسان العربي بل بتلك النظم الدكتاتورية الذي تتحكم فيه وما يحيط به من مفاهيم وعقائد دينية وعادات متخلفة وهوضحية نموذجية، لتلك الظروف القاهرة والمعقدة ،واذا اسقطنا هذه الاسباب من حساباتنا، فهذا يعني ان القضية متعلقة بالجينات التي رسمت تفكيره وسلوكه وفي هذه الحالة لايبدو العربي مذنباً كجنس بشري مسؤول عن تصرفات فرضتها الطبيعة عليه، وبهذا يتراءى لي ان هذا التحامل على العربي والاستخفاف به والنظرة الدونية اليه ينمان عن تفكير سطحي يتلبسه غلو غير مفهوم يدور في مرادفات وتوصيفات واستعارات مجحفة في دلالاتها، الغرض منها ارضاء جموح الكاتب أوتهدئة خواطره وهو يتقلب على جمر نار المشاريع القومية الجانحة التي صادرته بفرض هوية غريبة عليه بدلا من هويته الحقيقية التي يتمسك بها، أو الاخر اليائس الذي استجمع معضلات بلاده ومجتمعه ليقذفها في وجه العربي كعنوان وقيم وعنصر وثقافة....متجاوزاً بذلك تلك ألمسؤولية الحقيقية لتجليات ذلك التعدي وهذا المروق بحقه من قبل حكومته ونظامها الشمولي، وليس العربي المغلوب ، بل الاصح من تاجر بالعرب والعروبة وظلمهم. عندما نعود الى ملفات التاريخ الكالحة، فليس العرب وحدهم من انتهج العنف والبطش والتمييز ضد الاخرين بل حتى الامبراطورية الرومانية بكل عظمة حضارتها وقوانينها وتنظيمها، اقترفت من الجرائم الوحشية مايندى له الجبين مثالاً لاحصراً. واغلب الامم الكبيرة قديماً وحديثاً ارتكبت ابشع الانتهاكات وفي تاريخها من العار مايتعذر نسيانه أومحوه، لقد كانت الفتوحات في تلك العصور سياقاً وعقيدة وصراع من اجل البقاء والسيطرة، وكانت جزءاً من روح اية امة وهذا في كل الاحوال ليس تبريراً لتلك الانتهاكات الشائنة أو تجاوزها ، بل تقديم فهماً وتدقيقاً معقولاً لمفاهيم تاريخية بعقل نقدي يطوي التعصب والانحياز... وهنا لانستطيع مثلاً: تحت اية ذريعة كانت مقاضاة منغوليا الان باعتبارها وريثة امبراطورية جنكيز خان ومغوله المتوحشين. ان فكرة اسقاط مساوئ التاريخ على الحاضر وحشر امة بعينها وتعييرها بماضي لم تكن مسؤولة عنه هو ظلم وتجاوز، فالتاريخ سار ضمن ذلك السياق القاسي الذي رسمته حتميات الظروف و حث العوامل وضغط المصالح والعقائد ، وحتى في زمننا القريب ارتكبت امم اوربية عظيمة الشأن احط الجرائم بحق شعوب ضعيفة مستخدمة تفوقها الصناعي والعسكري دون وازع اخلاقي، ولا يبدو أنهاء الموضوع يتم بمعاقبة اوتحقير الناس الذين ينتمون لذلك التاريخ والنسل ،بل بسد الطريق امام تلك المثل والعادات والمعتقدات والافكار المتخلفة التي تسيئ للانسان وتحط من قيمته ومكانته وقطع السبل امام اي انبعاث ظلامي جديد يسئ الى البشرية و يهدد العالم الذي نعيش فيه.. وبدلا من لعن العربي وتقزيمه وأدانته، ينبغي مساعدته كأنسان في تجاوز مأزقة والبحث عن مخارج واقعية لحل مشاكله... وأتساءل هنا هل كل العرب مسؤولين عن فواجع تاريخهم ومحطاته المظلمة والتخلف الذي يستغرقهم الان..؟، اليس من فيهم من يقاوم بقلمه وفكره وروحه الجور والظلام والاستبداد وكم من المتنورين العرب ومثقفيهم دفعوا حياتهم ثمناً من اجل بناء حياة كريمة متحضرة لمجتمعاتهم، وهل الناس الاميون من الذين غيبهم الجهل والتخلف، يتشاطرون المسؤولية مع من فتح وقتل وسبى في الماضي او من أستبد واساء واستبعد في الحاضر..؟ لايوجد سبب واحد عندي للافتخار بذالك التاريخ السالف الا في مجال انجازاته الادبية والمعرفية والانسانية ضمن حدود الفخر الانساني النبيل ليس الا، وغيري الملايين ممن يتمسكون بهذا الموقف المتوازن... فهل من العدل والانصاف ان نحشر نحن العرب الاحرار في صف واحد مع من أرهب وتجبر وقتل الناس ظلماً كابن لادن والظواهري والزرقاوي والحجاج وصدام وهم عرب أوغيرهم من الطغاة.. في كل الظروف، الانتماءاوالاصل لايشين صاحبه ابداً مهما كانت تجليات الظاهرة التاريخية التي ينتمي اليها مخجلة، بل مايشين اي انسان من اي امة كانت هو نوع القيم التي يحملها ويؤمن بها واذا ماكانت متعارضة والقيم الانسانية والحضارية الرفيعة ، ولاأعتقد ان العربي منح فرصة عادلة وكافية لاظهار مميزاته ومثابرته وأنسانيته بصورة مؤثرة في ظل مصادرة حقوقه وخصوصيته وأستلابه، ..العربي.. ليس سبة ولاشتيمة، الا في قاموس من يجهل قيمة الانسان ومكانته، والخلط بين المحتدمات الملتبسة التي نعيشها لاتسوغ لكائن من كان ان يهين العربي ويستصغره، الموضوع طويل ومتشعب، بيد ان الروية والدراية عندما يجري اسقاطها من عقل المثقف تهون عنده بقية الاعتبارات وتتساقط مقتضيات الموقف الحصيف من اية قضية تستحق التدقيق والانصاف... العرب ليسوا (بأمة ) متجانسة والحكم العمومي على العربي من منطلقات متفاوته المعنى متضاربة الاهداف لايصل بصاحبه الا الى مبتغى مطعون بصوابه وعدالته فتسفيه العربي وتشنيعه، نزعة متخلفة وفكرة تقويضية وهي في كل الاحوال تفتقد الى مبررات الوثوق بها كنص متماسك أوأراء نقدية مشروعة ... في مقالتي تجنبت توظيف العبارات (المشحونة بغيضها) في مجادلة من استساغ لنفسه خطاباً محتقناَ اقصائيَا ضد ذلك العربي المبتلى، وتركت فسحة للتأمل والحُلم تظللها ثقافة التسامح والحس الحضاري كمرجعية انسانية لنا جميعاً....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 1 / 26 - 07:45 )
الأخ الكاتب طلال المحترم ، تحية ، شخصياً أتفق مع العديد من الملاحظات الواردة في مادتك القيمة ، المشكلة ليست في شخص العربي كفرد والمحاصر بداء السلطان والديانات ، بل في إستمرارية السلطة الأيديولوجية الدينية كفاعل مؤثر في علاقات هذا الفرد بغيره من مكونات المجتمعات العربية . التنوع الثقافي والأثني للمنطقة كان بإمكانه إنتاج هوية ديمقراطية جديدة للعالم العربي قائمة على التعددية. بيد أن سطوة النص أعاقت عملية التطور المطلوبة . ربما هنا يتجلى دور المثقف العربي الغير عنصري في المساهمة مع آخرين بولادة لغة جديدة تستند الى مبدأ التسامح الديني والمساواة الإجتماعية والديمقراطية .في وقت وأنت تدري أن هناك قوى ظلامية تعمل في الإتجاه المعاكس لحركة التاريخ لإدامة العلاقات المتوترة مع بقية مكونات المجتمعات العربية . أخيراً مع التحية لك

اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح