الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجل من هذا الزمان

أحميدة عياشي

2010 / 1 / 25
سيرة ذاتية



كنت سعيدا أن تلتفت جمعية الكرامة لرجل مثل علي يحيى عبد النور وتمنحه جائزتها اعترافا للرجل بدفاعه عن حقوق الإنسان بعيدا عن الحسابات السياسية وعن التوجهات الإيديولوجية ••
علي يحيى عبد النور هو من الرجال القلائل الذين عرفوا كيف يصمدون أمام كل الإغراءات الإيديولوجية والسياسية، وهذا طيلة مساره النضالي الطويل •• كان دائما صديق الصحافيين، ورفيق المظلومين، وفي خدمة كل الذين وجدوا أنفسهم في حاجة إلى من يقف إلى جنبهم بشجاعة واستقامة •• يقترب علي يحيى عبد النور الآن من التسعين نيفا •• لكن برغم هذا السن، تشعر بشعلة الشباب تتقد من عينيه وروح التحدي والتسامي تتصاعد من أعماق روحه •• كان صوته قويا في منتصف الثمانينيات عند تعرّض مناضلو الحركة الثقافية البربرية، وحقوق الإنسان لسطوة حكم الشاذلي بن جديد •• كان من بين سجناء البرواقية، وهناك كان صديقا للدكتور سعيد سعدي وفرحات مهني وعلي بن حاج وعباسي مدني •• وبالرغم من الأفكار التقدمية التي كان يدافع عنها علي يحيى عبد النور، فلقد كان تقيا ومؤمنا، وهذا ما جعل صدقيته كبيرة عند إسلامي مثل علي بن حاج •• في نهاية الثمانينيات وبالرغم من عدم اتفاقه الجذري مع جماعة مصطفى بويعلي إلا أنه كان ضد الحكم بالإعدام، وهذا ما جعله مشبوها عند الكثيرين من رفاقه وشركائه في النضال •• وقد تحوّلت هذه الشبهة إلى اتهام صريح بالتواطؤ مع الإسلاميين والإرهابيين خلال التسعينيات من طرف اليساريين وقياديي الأرسيدي •• لقد قاطعته الصحافة التي كانت في ذلك الوقت متحمسة لإيقاف المسار الانتخابي، ووصفته بأقذر النعوت، ونددت به الجمعيات النسوية وممثلو المجتمع المدني، لكن الرجل صمد ولم يتراجع وظل صوته قويا واضحا وغير متردد في الدفاع عن حقوق الإنسان وذلك بغض النظر عن لونه الإيديولوجي، وانتمائه السياسي •• كمناضل في سبيل مصالحة حقيقية وتاريخية •• لكن مصالحة مؤسسة على الحقيقة والعقاب •• عقاب كل من اقترفوا جرائم في حق الإنسان •• وقد انتصر الزمن لعلي يحيى عبد النور، فالخصوم من الإعلاميين والسياسيين تراجعوا فيما بعد عن التهم التي كانوا يوجهونها إليه، وبالرغم أنهم لم يعتذروا، فلقد تسامى هذا الرجل العنيد وكان قلبه لهم مفتوحا فدافع من جديد عن حقهم في النقد وفي إبداء الرأي الحر •• إنه رجل نادر من هذا الزمن الجزائري العسير•
-2-
استلمت نهار أمس العدد الأخير من مجلة الجيش وهو العدد ,558 وكان الملف الذي قامت بإعداده عن تحويل البشر إلى حيوانات تجارب نووية مثيرا ومدهشا، وقد تعرّض الملف إلى عدد من هذه البلدان النووية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والإتحاد السوفياتي سابقا وفرنسا •• ومن بين الأسئلة المثيرة في هذا الملف هو كيف نفسر تواجد 6000 تابوت بقاعدة رقان لتستخدم في حالة تسجيل خسائر بشرية محتملة بسبب هذه التجربة •• وجاء أيضا في الملف أنه خلال التجربة الجوية اليربوع الأبيض في أول أفريل 1960 تم استعمال 150 جزائري كحيوانات تجارب • لقد كانوا معلقين على أعمدة في محيط التجربة لدراسة سلوك الإنسان خلال انفجار ذري !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا