الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انه الاثنين الدامي كما تعلمون

فاطمة العراقية

2010 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


كما توجس قلبي المكلوم .بالضبط .حدثت الكارثة وها هي امسية دموية اخرى تشيع نهاية نهارها بالمئات من محبي الحياة والوطن .وهم بين آمال واحلام ارتسمت بخطاهم .حين استقبلوا النهار لاثنين دام اخر .وكم من الوعد بين حبيبة وحبيب .او طفل ووالده ستعود ياابي وتحمل لي هدية النجاح كما حدث في الصيف الماضي حين ذهب جارنا كي يبتاع الهدية التي وعد ابنته بها وهي تجتاز الخامس الابتدائي بتفوق لكن للاسف لم يعود (علي ) ولن تاتي الهدية بل عاد رماد وحطام ..
امسية اطيحت بأرواح ساكنة كمياه دجلة تعطر طرقات الكرادة .وتنثر سحب العطاء عليها
لكن من اين ؟؟!! وعين الذئب تترصد باليمام والامان ..
تداعت الرؤى والاحلام حين تهاوى زجاج البيت كله وتهشم ناثرا شظاياه بين حقول الصغار ..
قفزت خطواتهم مرعوبة راجفة .ماهذا ايتها (البيبي)صرخ بها يوسف ابن الستة اعوام ..لاعليك ياحبيبي انهم يجتثون حلمك الجميل بعراق الغد ..صرخت (روز ) ذات العامين والنصف (ماما).انا هنا ياصغيرتي .اهدئي باحضاني ..فهناك من تلاشت ملامح الانسان منهم واصبحوا كالحصى ..دخان ..رماد وغبار .. عم البيت والصغار يلوذون حولي وامهاتهم تستنجد بالله .. بالرب .. بالعذراء .. بالحسين .. وعلي .وعيسى .
وبعد ؟؟!! والى اين ؟؟!! لقد ارتوت تربتي من دماء الابرياء .وشهقت الارواح لخالقها ..
لانريد طوبى .ولانريد نزف جديد ..ياأمة ضحكت من اطماعها الامم .
الى متى ؟؟والى اين نصرخ لامجيب .نطالب بحماية تلك الارواح البريئة .
والكل من الانسانية ..براء ..
ولتسمع كل خلق الله .. هنا تخجل الانسانية من اسمه انسان .
ليسامحني كل من يقرا فانا في حالة يرثى لها لتوجعات وطني العراق
واهله .فهم كل يوم في عرس دموي اخر ..
اووووووووف تبت يد الغادرين ..

فاطمة العراقية 25-1-2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائعة دائماً يافاطمه
أم شـهد ( 2010 / 1 / 25 - 23:17 )
عندما يكون المقال قصيدة عشق وألم ..هكذا أنت دائماً. تكتبين بروح عراقيه محبة وفيه .
سيبقى العراق لنا ..عراق حسين وبنيامين وعمر وستعرف خفافيش الظلام وقتلة الأطفال أن لامكان لها بيننا ..دمت ياوردة الحوار


2 - الايام الدامية
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 1 / 26 - 00:22 )
الاخت العزيزة فاطمة
اصبحت كل ايام العراقيين دامية ولايمر يوم بدون قتل والفضل يعود الى اخواننا في العرق والدين واصبح قتل العراقيين هوايتهم المفضلة ولكن سياتي اليوم الذي ينهض فيه العراقيين ويبنون عراقهم الجديد وشكراً لك على هذه الروح العراقية


3 - إلى متى يبقى الحقيرُ على التلِ ؟
الحكيم البابلي ( 2010 / 1 / 27 - 03:53 )
أختي فاطمة العراقية....... تحيات وسلام وباقة ورد سوداء
ذكرتيني بالكرادة في قولك : امسية اطيحت بأرواح ساكنة كمياه دجلة تُعطرُ طرقات الكرادة
أنا من مواليد تلك الكرادة الرائعة التي كانت فخر بغداد دائماً ، فيها ترعرعنا إلى أن إنتقلنا إلى جانب الكرخ ، وهي جبل التوباد في قصيدة الشاعر ، أتذكرها شارع بعد شارع ، وأعرف كل أشجارها التي تظلل ساحاتها العامة ، وتنام خارطة عشقها في ذاكرتي إلى الأبد
أسمع اليوم بأن فيالق الجن وأسراب الجراد تسرح وتمرح في طرقاتها التي كانت تمتلأ بالصبيات الجميلات المتفتحات للحرية والعشق والعطاء
وتتفجر فيها أجساد القرود الذين يصرون على خلق الجذام الذي يأكلهم فكرياً ونفسياً وجسدياً ، قرود الديانات والطائفيات والنذالات الرخيصة
أتذكر الكرادة ، وبغداد الحبيبة ، ودجلة الخير ، والصبايا المتغنجات قرب رصيف دوندرمة الصبايا ، وتهرب الصورة من قباحة إرهابيٍ يفخخ جسده النتن بين كل تلك الذكريات العبقة الملونة البريئة ، وتعود إلى رأسي مقولة الرائع محمد عفيفي مطر : وهذه العمائم التي تكبر ، كلما تقلصت من تحتها الرؤوس
أبكيك يا وطني .. تحياتي

اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي