الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رثاء الابن الضال

باسم الهيجاوي

2010 / 1 / 26
الادب والفن


بُنَيَّ وقد رحَلْتَ ولم تبالِ
بـما أبقى غيابُكَ في خيالي

وما أبْقَيْتَ من شجنٍ مقيمٍ
يُعذِّبُ خافقي ويسيءُ حالي

وبي مما أُكابدُ من شـجونٍ
تعالت فوق صبري واحتمالي

تُؤلِّفُ في الخـيالِ لها بيـوتاً
من الأحزان تقضي باحتلالي

كأني تُهتُ في ظمـأٍ تَـردّى
ومائي قد تـسرَّبَ في رمالي

وأسألُ طيف وجهكَ دونَ رَدٍّ
إذا ما لاحَ وجهكَ في سؤالي

أيا وطـناً أضعتُ به زمـاناً
فمـا ألقى عليَّ سوى ظِلالي

وما أبقى لـناري من رمـادٍ
فهل أغناكَ عن وصلي قتالي ؟

أيا وطني الذي ما كان يوماً
فنابَ عن الهداية بالضلالِ

أما آنَسْتَ في الترحال شيخاً
يُنادي بين صمتٍ وابتهالِ

يُفَتِّشُ عن بلادكَ في بلادٍ
ويبحثُ عنك يا أغلى الغوالي

ولا أبْصَرْتَ مقتولاً ينادي
لقاتلهِ ليمعنَ في القتالِ

يسومُ على المواجع كل وجدٍ
بما يخفيه من تعب الليالي

ويسألُ فالق الإصباح دوماً
بقلبٍ لا يملُّ من السؤالِ

بأن يُبقيك ربي في أمانٍ
تفيضُ عليه آيات الجمالِ

وأن يُبقيك للأيام ذخراً
وتنعم بالمسرَّةِ والدلالِ

وكنتَ بُنيَّ نبراساً أضاءت
به الأيام خائنة الليالي

وكنتَ الحب فيّاضَ الأماني
ورأس المال إما عزَّ مالي

تغني لو بكيتَ بلا غناءٍ
ويسري في ابتسامك هم بالي

وهم العيش لو جمعته كَفٌّ
يؤول على ابتسامك للزوالِ

وتروي من جمالك كل حسنٍ
إذا رامتك ربّاتُ الجمالِ

ولما غبت غادر كل حُسْنٍ
تولاني بحلي وارتحالي

أقيمُ لك المآتم كل يومٍ
بوحدة من بكى فقد العيالِ

أجوب بها الليالي في سكونٍ
تمادى لاغتيالك باغتيالي

لأوقظ كل ليلٍ ألف ذكرى
أباحت للأسى قلبي وبالي

ويا وطني الذي ما كان يوماً
ولا أُبْقيه إلا في الأعالي

أنا ما عشتُ وجهك في وصالٍ
ولكني رسمتك في خيالي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكايتي على العربية | ألمانية تعزف العود وتغني لأم كلثوم وفير


.. نشرة الرابعة | ترقب لتشكيل الحكومة في الكويت.. وفنان العرب ي




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيب: أول قصيدة غنتها أم كل


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أول من أطلق إسم سوما




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت: أغنية ياليلة العيد ال