الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغير المناخ والسلام العالمي

عصام عبدالله

2010 / 1 / 27
العولمة وتطورات العالم المعاصر


في دراسته القيمة عن أهم التحديات التي تواجه العالم اليوم،‮ ‬وهي التناقض الصارخ بين التنمية المستدامة واستنزاف الموارد الطبيعية،‮ ‬يشير الباحث‮ "فرانك فيفان‮" ‬إلي فضل الفيلسوف والاقتصادي الفرنسي‮" ‬أوغسطين كورنو‮ (‬1801‮ - ‬1877‮) ‬في تعريفنا بأكثر المفاهيم شيوعاً‮ ‬اليوم،‮ ‬في وقت لم يلتفت الكثيرون إلي أهمية تبصراته،‮ ‬فقد رأي‮ "كونو‮" ‬أن المشكلة الرئيسية تكمن في‮ ‬الرأسمالية الفجة،‮ ‬التي تهدف إلي تحقيق أقصي قدر من الربح‮.


‬وهو ما يتناقض مع منطق الطبيعة والمحيط الحيوي،‮ ‬ويمكن أن يؤدي إلي استنزاف الموارد الطبيعية واختلال التوازن البيئي،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن دمار‮ ‬كوكب الأرض‮".‬

وفيما يتعلق بإدارة اقتصاديات الغابات في عصره،‮ ‬كتب يقول‮: "إن كل ما يهمنا اليوم هو تحقيق أعلي عائد سنوي من الأخشاب في المتر المكعب،‮ ‬ولا نعمل حساباً‮ ‬لما هو أكثر فائدة لمستقبل الجنس البشري،‮ ‬من حيث المحافظة علي الموارد الطبيعية ذات الاهتمام الأكبر للبشرية،‮ ‬إن الاقتصاد الرأسمالي،‮ ‬القائم علي أساس السعي لتحقيق أكبر قدر من الربح‮ ‬المالي،‮ ‬سيدمر البيئة الطبيعية لأنه يستنزف مواردها دون أن يتمكن‮ ‬من تجديد هذه الموارد مرة أخري،‮ ‬خاصة الوقود الأحفوري،‮ ‬مما يؤكد حاجتنا القصوي للتوافق الدولي،‮ ‬والتعاون بين العلماء من مختلف التخصصات في العالم،‮ ‬وفي القلب منها الاقتصاد السياسي،‮ ‬وهي مهمة لم تنجز بعد‮".‬

والواقع أن كورنو اشتهر بنظريتين‮: ‬الأولي حول المبادلة والقيمة،‮ ‬والنظرية الثانية حول التوازن العام‮. ‬وهو يعتبر أن المبادلة تترتب عن تداخل‮ ‬بين ظاهرتين‮: ‬الندرة من جهة والمنفعة من جهة أخري،‮ ‬بمعني أن ظاهرتين تلعبان دورهما في تحديد قيمة المواد‮.

‬ويعرف المنفعة بأنها إمكانية الشيء إشباع رغبات معينة للأفراد‮.

‬لقد ناقش كورنو باستفاضة التأثير والتأثر المتبادل بين الإنسان والطبيعة كاشفاً‮ ‬عن الحبل السري الذي يربط بين الطبيعية كوطن رحمي وبين الإنسان،‮ ‬يقول‮: "البنية الحية داخل الكائنات جميعاً،‮ ‬تلعب دوراً‮ ‬رئيسياً‮ ‬في التأثر والتأثير المتبادل بينهما من خلال العلاقات المتبادلة والمتكاملة بين الإنسان والطبيعة‮.‬

إن تنامي القوي الصاعدة في العالم اليوم يستنزف الموارد الطبيعية،‮ ‬وهو ما يطرح إمكانية أن‮ ‬يشهد القرن الحادي والعشرون عودة إلي المنافسة الجيو‮ - ‬سياسية‮. ‬ولا سبيل أمام الولايات المتحدة اليوم إلا بناء علاقة تنسيق وتعاون مع‮ "الصين‮" ‬تحديداً‮ ‬لتطوير مصادر بديلة للطاقة‮. ‬ووقف معدلات التدهور في‮ "التغير المناخي‮" ‬وثيق الصلة بأمن الطاقة‮.

‬وفي أحدث تعاون مشترك في هذا‮ ‬المجال تعتزم الصين خفض انبعاثاتها الغازية بنحو‮ ‬45٪‮ ‬فمع نمو الاقتصاد الصيني‮ ‬تزداد حاجة الصين إلي الطاقة،‮ ‬حيث تعد أكبر ملوث للهواء في العالم إلي جانب الولايات المتحدة،‮ ‬وهو ما جعلها تتعهد بخفض الانبعاثات الغازية بنسب واضحة حتي عام‮ ‬2020،‮ ‬وذلك عبر احراقها كميات أقل من الفحم‮ ‬والاستفادة الأكثر من الطاقة المتجددة والنووية‮.‬

التغيرات المناخية أهم التحديات التي تواجه الأسرة الدولية،‮ ‬لذا رحبت الأمم المتحدة بالعرضين‮ ‬الصيني والأمريكي مؤكدة ضرورة اتخاذ قرارات ملموسة بشأن تمويل مشاريع حماية المناخ في البلدان النامية أيضاً،‮ ‬بحجم‮ ‬10‮ ‬مليارات سنوياً‮ ‬لإجراءات عاجلة‮ ‬حتي عام‮ ‬2020‮ .


‬ففي كينيا علي سبيل المثال أصبحت فترات الجفاف تتعاقب مع فيضانات‮ ‬غير معتادة،‮ ‬وحسب الخبراء فإن هذه التبعات الخطيرة‮ ( ‬المدمرة‮) ‬ستكلف في النهاية أكثر من مشاريع حماية المناخ‮.‬








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟