الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها اليساريون .. الفرصة بين أيديكم فلا تضيعوها

محمد أيوب

2010 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


أيها اليساريون
الفرصة بين أيديكم فلا تضيعوها
د . محمد أيوب
أبها اليساريون.. أيها الديمقراطيون .. أيها اليبراليون .. أيها الوطنيون والقوميون، الفرصة بين أيديكم فلا تضيعوها، تقدموا لتنسجوا وحدتكم .. وحدة القوى التقدمية بعدما فشل اليمين المزايد والمناقص على حد سواء في تحقيق الحد الأدنى من طموحات شعبنا العظيم، فقد أحاط بكم اللصوص من كل الجهات، وسقطت ورقة التوت لتنكشف عورة هؤلاء الذين يتشدقون بالحرص على الوطن والشعب، فإذا بهم يحرصون على مصالحهم البعيدة عن مصلحة الشعب المقهور، فقد كانوا يتسترون بشعارات خادعة براقة ، وعندما وضعوا على المحك انكشفت حقيقتهم البشعة.
مر نضال الشعب الفلسطيني بمرحلتين خطيرتين، عانى فيهما الشعب الفلسطيني الأمرين من ممارسات قادة هاتين المرحلتين، سواء أكان هؤلاء القادة يدّعون مقاومة الاحتلال، أو فوق كراسي المسئولية عن وضع لا يسيطرون عليه ولا يستطيعون توجيه دفة الأحداث إلى الوجهة الصحيحة، وهاتان المرحلتان خطيرتين:
المرحلة الأولى:
حيث قادت العائلات الإقطاعية نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية، وبدلا من توحيد الجهود بين قادة المقاومة في هذه المرحلة، انشغلت العائلات الإقطاعية بالصراع على الوهم، متناسين أن هناك تنسيقا تاما بين الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية على الرغم مما يحدث على سطح الأحداث من ادعاء لوجود تناقض حاد بين قادة الحركة الصهيونية وإدارة المندوب السامي البريطاني، وقد عجزت هذه العائلات عن حماية حقوق ومقدرات الشعب الفلسطيني، بل إنها تخلت عن هذا الواجب ظنا منها أنها تحمي مصالحها العائلية والحزبية؛ فإذا بها تخسر الوطن والشعب إضافة إلى خسرانها المبين لمصالحها التي أوهمها الاحتلال أنها لن تمس، وقد حاولت بعض هذه العائلات التستر بالدين فأضاعت فلسطين بسبب انعدام الرؤية الواضحة لديها لطبيعة الصراع مع الإمبريالية البريطانية والحركة الصهيونية الاستيطانية، كما أدى تعاون بعض هذه العائلات مع النازية إلى إظهار الشعب الفلسطيني وكأنه يؤيد التعصب القومي، في حين هادنت عائلات أخرى الاحتلال ظنا منها أنها بذلك تحمي مصالحها التجارية.
وبعد فشل العائلات الإقطاعية وشبه الإقطاعية في حماية الحلم الفلسطيني، تصدت للنضال مجموعات من الطبقة المتوسطة من المتعلمين أبناء البورجوازية الصغيرة الذين رفعوا شعرات وطنية أو دينية براقة تحدثت عن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، كما تحدثت عن إلقاء اليهود في البحر، وقد تلقى هؤلاء الدعم من بعض الدول العربية، ثم وجدت هذه الحركات التي أسسها هؤلاء نفسها على درب التراجع على الرغم من كل التضحيات التي قدموها، فقد كبلتهم القيود التي كبلت قيادات المرحلة السابقة.
بدأت تنظيمات البورجوازية الصغيرة تكتشف عوامل فشلها، فتصارعت فيما بينها دون أدنى اهتمام بمصلحة الوطن والمواطن، هاهو اليمين المتطرف.. وها هم المزايدون والمناقصون يلفظون أنفاسهم الأخيرة بعد أن اتضحت حقيقة أهدافهم لكل ذي عين، فقد أصبحوا أشبه بالنار التي تأكل نفسها حين لا تجد ما تحرقه، لقد تحول أدعياء النضال من أجل التحرير إلى طلاب مال وجاه، يتطلعون إلى السيطرة على السلطة خدمة لمصالحهم بعيدا عن مصلحة الوطن والشعب، وتحولوا إلى أصحاب ملايين وإلى طلاب دنيا دون أقنعة زائفة تخفي حقيقتهم.
أيها اليساريون توحدوا .. وناضلوا من أجل حماية حقوق الفقراء من أبناء شعبنا في حياة كريمة في وطن كريم، لأن نضالكم هذا يتقاطع مع الأهداف النقية للدين والقومية، لأن الدين الإسلامي يدعو إلى العدل والمساواة ، وأنتم تناضلون من أجل العدل والمساواة والحق في الحياة دون تسلط أو قهر.
أنتم من تستطيعون حماية أهداف الشعب وحماية مشروعنا الوطني، وأنتم من تستطيعون إنجاز السلام في أرض السلام دون تعصب ديني أو قومي، وأنتم الذي تدركون أن السلام هو العدو الحقيقي للحركة الصهيونية التي يخنقها جو السلام، فهي لا تستطيع العيش دون وجود خطر مزعوم ودون خلق خطر موهوم، بل إنها تتخذ من مقولة غوتة " عش دائما في خطر" مرشدا لها، لأن الشعور بالخطر هو الذي يجمع بين أبناء الحركة الصهيونية ومؤيديها، وإن زال هذا الشعور بالخطر زال معه مبرر وجود هذه الحركة.
أيها اليساريون .. ناضلوا من أجل أن يعم السلام في أرض السلام .. أسقطوا الأقنعة عن كل الوجوه البشعة التي تمتص دماء الشعب وتنهب مقدراته وتبقيه أسيرا للفقر والجهل والمرض والتخلف .
أيها اليساريون .. الفرصة بين أيديكم في طول الوطن العربي وعرضه فلا تضيعوها، فقد سقطت ورقة التوت وانكشفت عورة اللصوص ومصاصي دماء الأمة العربية ، توحدوا في فلسطين لتصنعوا الوحدة العربية الحقيقية أساسا لدولة عربية كبرى تأخذ مكانها الذي يليق بها تحت الشمس، دولة عربية تقدمية ديمقراطية تحمي كرامة الإنسان في كل مكان في الوطن العربي والعالم على اتساعه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا