الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو تكرر مجلس النواب العراقي ؟!

هادي الخزاعي

2010 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


السباق الأنتخابي في العراق الذي دخل ميدانه المفتوح ، الألاف من العراقيين الذين يشعرون بأهلية لشغل مقعد قي مجلس النواب في دورته الثانيه ، وقد أقترب العدد من السبعة آلاف مرشح !
ترى هل تتساوا نوايا ورؤا هؤلاء المرشحون الى مهمة ان يكونوا نوابا !؟ أم أنهم سوف لايختلفون عن سابقيهم من السيدات والسادة النواب الذين ملئوا زكائبهم بالخيرات والجاه . بعد ان جثموا اربع سنوات على صدر البرلمان .

وبالعودة الى ما تحقق لنواب ونائبات المجلس الحالي من فوائد وخيرات ، نطمح ان لا تكون هي التي دفعت بهذا العدد الكبير من المرشحين أن يغامروا بدفع اسمائهم الى رقابة المواطن الذي لا يستطيع تصور تلك المنافع لفخامتها ، وأيضا لا يستطيع أن يحسبها الا كونها خارج قدرات تفكيره بل حتى أكبر من مساحة أحلامه .
فأين للمواطن المسكين ان يحصل على جواز سفر عادي إلا بألف علي ويا علي ، رغم الرشاوي ودهن زردوم هذا الموظف وذاك .
وأذا بالسيد النائب او النائبه يحصلون هم وعوائلهم وبكل يسر على جوازات سفر دبلوماسية حتى بدون مراجعة الدوائر المعنية كبقية خلق الله . والجواز الدبلوماسي كما يعلم الجميع ، يسمح لحامله ان يتأبط معه ما ملكت يداه من الأموال التي جنوها سختا او حلالا . بل وحتى سجلاتهم الأجرامية كما حصل للدايني وغيره .
ومن بعد الجواز الدبلوماسي يأتي البيت المنيف على أحسن شواطئ دجله في باغ داد ليبنوا عليها قصورهم الفارهة ، بعد ان شرع النواب لأنفسهم وبسرعة قياسية قانونا يقضي بوجوب أن يحصل كل برلماني على قطعة ارض لا تقل عن ستمئة متر بالتمام والكمال .
والعراقي الفقير ، والتأكيد هنا على الفقير الذي ليس له لا ناقة ولا بعير في كل الأمر ، محروم من شبر أرض حتى ولو بالسباخ من أرض السواد ( العراق ) التي استحالت بقدرة الحواسم في زمن النظام السابق والحالي الى ارض اليباب والدم .
ثم ذلك الراتب الخيالي (والعهدة على الأخبار والتسريبات) لأعضاء مجلس النواب ، وما يترتب علية من تقاعد خرافي يستحقه على الدولة العراقية هو وأولاده بعد اربع سنوات فقط لا غير ، في حين يكد الموظف العراقي المغلوب على امره طيلة ثلاثو سنة كي يحصل على راتب تقاعدي يقل عن راتبه اثناء الوظيفة بنسبة كبيرة ، كل هذا والمواطن العراقي لم يسمع كلمة واحدة من أفواه اكثر من مئتي نائب ونائبة ، طيلة السنوات الأربع التي تربع فيها على كرسيه البرلماني ، خصوصا تلكم النائبات اللواتي ليس لهن اقل دراية حتى بكيف يجب ان يكون لهن رأي مستقل .

بعد ذلك يأتي المكسب الدسم الآخر ، المتمثل بالحماية التي لا يقل عددهم عن سبعه ، والتي تدفع لهم الدولة العراقية من قوت الشعب الرواتب المجزية ،
من خلال السادة النواب او النائبات الذين يمكن ان يتلاعبوا بالعدة والعدد ، أذ تسلم لهم كل المبالغ المخصصه للحماية ، ناهيك عن السيارات الرباعية الدفع . لهذا لم نسمع يوما عن تأبين جرى لعضو من هذا المجلس ، حتى عندما طال انفجار بناية مجلس النواب من داخلها .
وبالمقابل فليس للمواطن العراقي الفقيرمن يحميه ، لا من المفخخات ولا من القتل غير المتوقع ، والذي يمكن تسميته بالموت المجاني ، غير رحمة الله . أما رحمة الحكومة فلا تتجاوز غير ذرف الدموع . ولا ندري أهي دموع حقيقية ام دموع تماسيح . وكل ما تعمله الحكومة حيال أولاءك القتله ، هو تسميتهم ، تارة بالأرهابيين ، وتارة تسميهم ببقايا النظام البعثي الصدامي ، وتارة تسميهم بالمتسللين من دول الجوار، وتارة بالعصابات والمافيات ، وتارة وتارة ... ولكننا لم نسمعها وطيلة السنوات السبع التي مضت ، أن قالت شيئا عن الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين من مختلف طوائفهم ومكوناتهم بعد سقوط الصنم . بل ان المواطن ولسوء حظه ، كمن استجار من الظلماء بالنار مع الأسف ، لم يسمع يوما عن نتائج مئات التحقيقات التي أجرتها الجهات المختصه مع سافكي دماء ومبذري ثروات الشعب العراقي المظلوم الذي صار على حد تعبير المثل الشعبي العراقي الدارج ( مثل البعير ، يَحَمْلْ ذهبْ وياكلْ عاكَولْ ) . فتذهب أمال المتضريين من الناس أدراج الرياح ، فيضع يده على خده ويأخذ بالنواح حتى تُحْمَرْ عيونه .

المؤسف ان كل هذا الترف والبذخ الذي يمارس مع السادة النواب الأشاوس ، إلا أن أغلبهم لا يحضرون حتى الجلسات التي تتطلب وجود أكثرية مطلقه ، خصوصا تلك الجلسات التي تعتبر حاسمه ، أّذ تتقرر فيها المصائر ، باستثناء الجلسات التي تتعلق بمصالح السيدات والسادة النواب أنفسهم ، حيث يكون الحضور كاملا ، وهذه الحالة تستحق ان نصفق ونصيح عليها ( اللهم صلي على محمد وآل محمد ) .

خلاصة القول ، هو اذا ما وقع المحضور وتكرر ما حدث في الأنتخابات البرلمانية السابقة ودخل قاعة البرلمان ذات النوع من المندوبين وغلب عليهم ما غلب على من سبقهم ، فينسوا انهم ممثلي جل الشعب العراقي ، ولا يتذكرون غير انهم يمثلون فقط من مهد لهم الطريق للوصول الى جزيرة الكنز ، فيعتصمون عن الكلام مثلما حدث في الدورة الحالية ، اذ تشير المتابعات كما اسلفنا ، ان هناك أكثر من مئتي مندوبة ومندوب قد أعتصم عن الكلام ، فلم تسمع اصواتهم قط ، ولم يأدوا من مهمة طيلة السنوات الأربع الفائته تحت قبة البرلمان غير رفع الأيدي او عدمها تبعا لأشارة مسؤول هذه المجموعة او تلك وكان الله في عون من أرادوهم عون ، فطلعوا فرعون .

فأذا ما تكرر الأمر ، واستحال مجلس النواب الى دجاجة تبيض الذهب فقط ، فحري ان يقدم الذي اختارهم ، سواء من مسؤولي قوائمهم ، او من الذين انتخبوهم ، الى أعلى هيئة قضائية في العراق لينالوا تقييمهم العادل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بلا تشابيه
مازن البلداوي ( 2010 / 1 / 27 - 15:01 )
الأخ هادي الخزاعي
أحببت فقط ان تكون على علم بأن أعضاء البرلمان في دولة الهند النووية........ لايتقاضون راتبا.... راتبا....راتبا، لأنهم يخدمون الشعب،فمن يريد ان يخدم الشعب الهندي ببلاش، حيّاه الباري!
تحياتي


2 - كلهم نفس الشئ
علي البلداوي ( 2010 / 1 / 27 - 18:19 )
وانتم نوابكم ذهب وملائكة ..الكل في الهوا سوا وأنشاء الله نخلص منهم ولا واحد سمعنه صوته واولهم جماعتكم لازم تعرف ذلك...واذا تكررت نفس الوجوة يعني العراق في جنازة لان ولا واحد يستحق يا اخي

اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب