الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من نوري الباشا الى القائد صدام : انا في انتظارك

عصام البغدادي

2004 / 7 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لو كان نوري باشا السعيد صاحب الهوسة المشهورة من دار الاذاعة العراقية " دار السيد مامونة" رجلا على حق ، نقي الضمير ،مخلصا في خدمة العراق وشعبه ولو كان صدام حسين وطنيا ومخلصا في خدمة العراق وشعبه بامانة ونزاهة وتواضع لما اضطر الاول الى ارتداء عباءة نسائية للهرب في يوم 14 تموز1958 ولما اضطر الثاني الى التخفي في جحر الفئران في 6 نيسان 2003 . لكن كلا الاثنيين كانا خائنين للعراق وشعبه وتاريخه وانساقا للهوى الشخصى والعنجهية في التعامل مع كل مفردات الحياة اليومية لشعب امتدت حضارته قرونا طويلة .

نوري رسعيد صالح السعيد من مواليد بغداد عام (1306ه /1888م)، أصبح رئيساً للوزراء بين عام (1349/1377ه ـ 1930/1958م) لأربع عشرة دورة، ووزيراً للدفاع في خمس عشرة دورة، ووزيراً للخارجية في إحدى عشرة دورة، ووزيراً للداخلية في دورتين. خدم المصالح البريطانية وحب السلطة ، وضع إمكانات العراق وقدراته تحت تصرف البريطانيين، وكانت سياسته مبنية على نظرية (خذ وطالب) وعلى التحالف مع الإنجليـز، جعـل العـراق ضمن التكتلات الدولية والتبعية الاقتصادية للاستعمار، وجعل العراق سوقاً لمنتجات الدول الاستعمارية ومصدراً لمواده الخام. أسس في الخمسينيات حزب الاتحاد الدستوري لدعم وزارته. فمات هو وحزبه شر موتة واذا كان الجيل الحالي لا يعرف الا القليل عن الباشا نوري سعيد الذى شاء القدر ان يجلسني على ركبتيه وعمري خمسة سنوات في قصره في كرادة مريم اي قبل عام من موته ، فان الثاني غني عن التعريف بالنسبة للاجيال الحالية التى لم تنال في حكمه الا الضياع والتشرد ونقص المعرفة .

نال الاول عقاب الشعب وفلت من المحاكمة ، وفلت الثاني من عقاب الشعب لكنه سينال المحاكمة اذا اوفى الاميركان بالتعهدات وسلموه للمحاكمة التى ستكون خاضعة لتوقيت يناسب مصالح الادارة الاميركية . لكن بالتاكيد ان الباشا لن يتوقف عن ارسال برقياته للقائد : انا في انتظارك .

فيما واجه عبد الكريم قاسم بنادق المنقلبين عليه بجرأة العسكري المحترف او المغامر ، ورفض ان تعصب عينيه حتى في لحظات الموت المسرعة نحوه التى لم يتوان البعثيين المندفعين بالحقد عليه من التعجيل بها فاردوه مقتولا بدون محاكمة عادلة وعلى قصر مدة حكمه (عبد الكريم قاسم محمد بكر الزبيدي من مواليد (1914م) بغداد، التحق بالكلية العسكرية في عام (1932م). شارك في حرب فلسطين عام (1948م) في جبهة الأردن، انتمى لتنظيم الضباط الأحرار عام (1956م). قام بانقلاب عسكري عام (1377ه ـ 1958م) وأطاح بالحكم الملكي، قتل أغلب أفراد العائلة الملكية بما فيهم الملك فيصل الثاني، أعلن الحكم الجمهوري. ألغى المظاهر الديمقراطية كالبرلمان والتعددية الحزبية ما عدا الحزب الشيوعي الذي أضحى الحزب المحبب للسلطة، وألغى الحكم المدني. استمر حكمه قرابة أربع سنوات ونصف تقريباً. تعرض في عام (1963م) لانقلاب عسكري دبره عبد السلام عارف مع مجموعة من الضبّـاط البعثيين أمثال أحمـد حسن البكر وعبد الكريم فرحان وصالح مهدي عمّاش وغيرهم، أعدم رميا بالرصاص مع بعض معاونيه في دار الإذاعة في التاسع من شباط 1963م ) لم يفرط الرجل بحقوق العراق ولم يهدر ثروات العراق وحاول جاهدا البناء والتطوير .

ستة واربعين عاما بين محاولة فرار الباشا ومحاولة فرار القائد ، ترى كم سنة اخرى يجب ان ننتظر لمحاولة الهرب القادمة ، وكيف ستكون الحكاية ، عقاب ام محكمة ؟ واذا انقلبت الموازين الدولية خلال الخمسين سنة القادمة فهل سوف ستقوم الصين باحتلال العراق بحجة ما لاسقاط نظام الحكم فيه ؟؟؟ كأن تتهمه بايقاع الخسائر الجسيمة في اقتصادها او بالتجسس على مشاريعها العملاقة ؟؟ او قطع امدادات النفط عنها؟؟ الاجابة ستكون لدى اولادنا واحفادنا بالتاكيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن بدء مناورات تشمل أسلحة نووية تكتيكية قرب أوكرانيا


.. إسرائيل ترد على طلب الجنائية الدولية بهجوم على الضفة الغربية




.. السعودية وإسرائيل.. وداعأ للتطبيع في عهد نتنياهو؟ | #التاسعة


.. لماذا جددت كوريا الشمالية تهديداتها للولايات المتحدة؟




.. غريفيث: دبلوماسية قطر جعلتها قوة من أجل الخير في العالم