الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات إفتراضية صغيرة

فاضل فضة

2004 / 7 / 1
الادب والفن


قبل الحكاية
لو سقط نيزك كبيرعلى كوكبنا فقد ينهي الحياة، ويختفي الإنسان، ويسود السلام الجغرافي، بدوننا، وتنتهي كل عقدنا الإيديولوجية والعقائدية وحروب لامعنى لها!!
وعندما يسود القلق في عقل تاريخي في ثقافة ما، فإنه قد يحرق نفسه بالتأكل المزمن تدريجياً، وإن كانت حساباته التكتيكية الصغيرة رابحة جدّاً.
لكن الواقع الرمادي يقلل من إحتمال سقوط النيازك الكبيرة، إذا لن يسقط النيزك الكبير في زمننا المعاصر، لكنه من الممكن ان يدعو البعض إلى أختراعه، وعياً أو بغير وعي، ليسقط مبرراً بإسماء أخرى على جزء من العالم، عالم القلق ودهشة الحائرين.
في عالم يصّر على الإنتحار كل يوم، في البحث عن النور بإدوات الظلام، لابد من تساؤل جذري، لماذا الغائبة في كل شئ، والف لماذ؟
***
حدثني سامر أبن القرية النائية، عن تجربته مع تجار مدينة دمشق قائلاً: عندما استلمت عملي كضابط أمن في المطار.
جائني مرّة تاجر بحجة تهنئتي بمنصبي الجديد. وبعد السلام، جلس زائري على اريكة في صالون المكتب. بعد قليل، بدأ يحرك يده المستندة على حافتها، قائلاً: "شو هاي سيدي، كنبايتكم عم بتهزّ"، يوم الثلاثاء القادم سوف يصلكم صالوناً جديدً.
أتم سامر حديثه قائلاً: قلت له، " ياأخي، ماشي حال الكنباية والطقم، مافيهم شئ، ومابدهم تغيير".
يوم الثلاثاء صباحاً، جاء بعض العمال، يفرغون الغرفة من الأرائك، ولما تساءلت عن ذلك، قالوا، انهم سينزلون الطقم الجديد.
بعد أن تمّت العملية بسرعة غريبة.
قال سامر: انا ابن الفلاح القادم من قرية صغيرة، أتيت إلى مدينة دمشق العريقة، لامارس عملي، في لعبة شطرنج معقدة أثارها، لم تتسنى لي تجربتي السابقة مواجهتهاا.
لقد اهداني رجل الأعمال - التاجر المحنّك- طقماً جديداً لمكتبي بعد عدة أيام من العمل فقط.
تساءلت عن هذا الكرم الأفلاطوني المفاجأ!!!
علمني الزمن بعدها إنه رجل الإعمال والتاجرالدمشقي المحنك، الذي يبحث عن علاقة مع ضابط أمن المطار، ليس حباً، بالعلاقة الشخصية، بل كتقنيات الفساد التاريخي الذي يسهّل الأمور الإقتصادية والتجارية والوجاهية.
كان الثمن مدفوع مقدماً، طقم مكتب أولاً، وهدايا ثانياً وغيره ثالثاً، ليس لي فقط، بل لكل سائح عمل في هذه المدينة...
كم من المسؤولين يمكن لهم أن يقاوموا هذه العادات والتقنيات والتجارب التاريخية الصدأة،
كم هو عدد الذين لديهم القدرة على الوقوف في وجه قانون عثماني، وتاجر عمرتجربته أكثر من ثلاثة ألاف سنه...لكي يسود القانون بدون تسيب أورشاوى..
من الذي يستطيع إخماد الفساد داخل المجتمع وإعادته إلى براءته القروية، أو تطوير المعادلة الحضارية في سيادة القانون العصري على الجميع.
***

قالت لطيفة في رسالتها اللألكترونية من الأرجنتين: لماذا تكتب في السياسة، لقد مللنا منها. اكتب في الوجدانيات، فذلك اجمل، لديك جمل غريبة وصور عميقة، إنك تحرم القارئ من الإستمتاع بهذه النصوص الإبداعية.
فال سواح لها، ياعزيزتي، إن الكتابة في السياسة، تساوي شعور الحب في عمر المراهقة، وهي مساهمة متواضعة في مشروع حضاري كبيرً، كل يدلو بدلوه، ونحن من المشاركين الصغار جدا.
كما أننا من المحظوظين في جغرافية المكان، لإنه يسمح لنا بالكتابة بحرية. إننا نمارس حقنا في استنشاق وممارسة هوء الحرية، قولاً وكتابة، الهواء النقي الغائب في أرض الوطن الأول، والذي لم تسنح لنا فرصة معرفته في الأرجنتين.
قالت بالله دعك من هذا، واكثر من مانحبه!!
إن المواضيع السياسية والفكرية تتكرر في أماكن متعددة، لقد مللنا وملّت الناس من السياسة.
في مدن الإغتراب الأمريكي الأبيض والأحمر، عدد كبير لايقرأ، وأخرون يقرأون إذا كانت الصحيفة مجانية. بعضهم بدون قراءة منذ ألف سنة، لكنه يعرف كل شئ.
لطيفة، لاتحب المشاكسة، فهي تكتب في السياسة العربية التقليدية، كما يكتب إعلام أي نظام عربي رسمي،
هل كانت دعوتها إلى اخماد قلم، وإلهائه عن قضايا الحياة والموت للإنسان العربي!!!
في حوارها الأخير مع سواح، قال لها قد اكتب عن عيونك الجميلة
لكنه لم يف بوعده، لم يستطع، أن يجامل لطيفة، وان كانت إمرأة جميلة.
لطيفة مازالت تحاول أن تقنع سواح عبر الأنترنيب من الإرجنتين، بالكف عن الكتابة بالسياسة،..

***
معروف الفينيقي، كاتب بالكمّ، يمارس الحياة في إحدى جزر الكاريبيان، يختصر العالم في حركته وحوادثه عبر أدارة المطبخ السرّي، يقول ويكتب " ياخيي إنت مابتعرف شئ، لماً بيقرر المطبخ يشتغل، وين أنت وغيرك، شو بتعمل طيارات ودبابات بوش وغيره، ماهني الي بيحركوا بوش، ماهني الي حركوا كل ها التاريخ..."
ويكمل " بس بدو يجي يوم، لما بيصحى العالم، راح يحرق المطبخ وصحابو، ورح تنقلب الجرة على حاملها"
وسيعود الإبداع الفينيقي إلى ماكان عليه في حكاياته الطويلة جداً، عن القرية وجدته، وجدها...

طبع معروف كتباً أكثر من أي مغترب في جزر الكاريبيان
وهو يوزع الكتب على الشخصيات ورجال الأعمال سراً، ويقبض ثمنها.
يحاول أن يترجم اليوم احد إبداعاته الغير مثيرة للقراءة أبداً....
وهو يستعين بالكاهن والعملة الخضراء لإصلاح الأخطاء اللغوية الخفيفة والثقيلة بأن واحد.
معروف جمع أمواله من بيع الخضرة الطماطم والبيض البلدي،
ومازال يعتقد إنه قد جبران خليل جبران المعاصر في جزيرة باربادوس.

***

بعض ضباط الجيش العربي الذين جربوا الحرب في فيتنام كمشاركين، يحملون معهم أثار تجربتهم المرّة في الإحتيال على مرؤوسيهم، خاصة إذا كان احدهم يريد عدم المشاركة بهذه الحرب الخاسرة، والإستقالة مبكراً.
لذا عليه ان يمارس الإحتيال وتقمص أكثر من شخصية لسنوات عديدة قبل أن يحصل على مايريد.
بعد وصولهم إلى غاياتهم في مغادرة الجيش والحرب والهجرة الطويلة إلى بلاد لايوجد بها خدمة إلزامية.
ينسى هؤلاء أن ماترسخ خلال سنوات القلق، في التقمص والتمثيل من أجل الحصول على وثيقة التسريح، قد اصبح جزءاً من كيانهم الشخصي...
وإن حاول البعض في نفس الأساليب السابقة إقناع ذاته أنه تحرر من سياسية التمثيل في أحلامه اليقظة، فإنه يبقى رهينة الماضي المؤدلج عقداً في حياته الداخلية والخارجية، بدون ديبلوماسية المهاجرين في جزيرة ترينيداد.
***
حكاية من تاهيتي
عندما يطفئ الجوع المادي، قد يؤدي بالإنسان إلى وقفة متسائلة. أما عندما يتراكم المال قليلاً فقط، فقد يحقق سعادة للذين لم يحلموا بحياتهم به وقد يؤدي إلى إختلال أنساني، يسحق مجموعة من القيم كانت بالإصل جزءاً من ثقافة غير واضحة.
كان عميد، فقيرا ً في المادة فقط لكنه ماأن اصبح يملك قليلاً من المال، أختل توازنه الإجتماعي، فابتعد عنه اصحابه وزملاءه.
بعد التساؤل عن السبب أمام مرأة الزمن، لم يستطع عميد، ان يعود إلى براءة ماضيه وصحبة التجربة في غربة على جزيرة يؤمن بعض أهلها بالفودو..ديانة أفريقية قديمة..
***
حكاية من الباراغوي..
منان يملك اكثر من خمسين مليون دولاراً اليوم. غادر بلده فقيراً،
كان منان شيوعياً مميزاً، كان يطبق الإشتراكية أيام الجامعة، فجيبه لغيره، ومساعدته للأخر قبل مصالحه..
قال والقلق في عينيه، اكتشفت أنني تغيرت عندما طلب مني زبوناً أن اذهب بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً في ليلة العيد أن أفتح مخزني لأبيعه بضاعة، غير عابئ بليلة العيد، والأهل والإصحاب.
عندما زاره صديقه حامد، صديق الطفولة والدراسة قادماً من المكسيك، كان منان يحسب حامد مثله، غنياً بالمادة، ويملك الملايين.
لكنه فوجئ ان الزمن لايعطي الجميع سواسية..

أخبر منان حامد بقصة لحظة إكتشاف التغيّر لديه..
عاد حامد إلى مكسيكه حزيناً،
هل خسر صديق الطفولة!!
مازال حامد يفترض في عقله، أن منان مازال هو الصديق الذي بنته الأيام الغابرة، محاولاً محي تجربة السفر إلى الباراغوي من ذاكرته،
لإن الصداقة تاريخ، لاتمحيها حكاية المواجهة بلحظة، وإن كانت الحقيقة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات


.. الشاعر أحمد حسن راؤول:عمرو مصطفى هو سبب شهرتى.. منتظر أتعاو




.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ


.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟




.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا