الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل عندما يفقد عضوه...!

علي السعيد

2010 / 1 / 27
كتابات ساخرة


لم اكن أقصد هنا طول القضيب أو قصره ,ولا عدم انتصابه او قوته ,ولا قدرته من عدمها , المقصود في موضوعي هوانه حدثت امور فوق طاقة الرجال جعلتهم ان يخسروه او يفقدوه .الاسباب قد تكون عديدة ...قد يكن حادث ما , التعذيب ,الحرب , حادث مروري...الخ .
تختلف الشعوب , بمختلف الوانها العرقية والجنسية ,في وعيها وفكرها وثقافتها وفي تاريخها ايضا,تختلف بطقوس القضيب حتى ايضا في الوعي واللاوعي , لكنها تشترك جميعا في انه رمز الرجولة والشخصية الفحولية ورمز الخصوبة والمتعة الجنسية .لكن كيف ستكون النتيجة عليها فيما لو تم فقده وخسرانه ؟وماهي عواقب ذلك عليه وعلى تصرفاته مع محيطه ومجتمعه وأسرته ؟
أمامي حالتين أو قضيتين , أحدهما لصديق فقدته والثانية لقصة فلم واقعية وحقيقية ,الحالة الاولى لصديق فقد عضوه ابان الحرب الايرانية العراقية واوقعه أسيرا لدى ايران لمدة عشر سنوات ,زرته في داره لمرات عديدة بعد فك أسره ,كان صديقي ورفيقي لسنوات عديدة , وجدته متغيرا في كل شيء عاداته تصرفاته وكل سلوكه , لكنه كان يريد عدم مفارقتي لاسباب ماكنت اعلمها . كنت على يقين من ان الرجل كان يريد أن يبوح لي بشيء مهم يحرك كل مشاعره واحاسيسه , وقد تريثت كثيرا في ترويضه واعادة علاقته بالناس والشارع والاصدقاء , لكنني عبثا حاولت , المشكلة بالنسبة لي فوق طاقتي وتطلعاتي , الى أن أباح لي سره . شدد أن لاأبيح سره لاحد وما كان أحد يعلم بحاله غير زوجته التي رزق منه صبيان قبل أسره , وهما الان رجلين في مراحل الدراسة الجامعية . نصحته بمراجعة طبيب قد يسعفه في التخفيف من مصيبته الا انه لم يقتنع بذلك , وبمرور الايام طلبت منه ان يتوجه للدين والعبادة عسى وان تكن أفيونا مهما لتخفيف الامه ولوعته , غير انه عندما طلبت منه ذلك بكى وتألم وعاتبني بشدة ....قال لي كيف أنت تطلب مني ذلك وأنا من كنت تتبادل معه كتب سارتر وكامو وصادق جلال العظم ..هل انا استحق أن أسقط بهذا الشكل المروع ..على اية حال أشكرك صديقي لانك تواسيني همي لكن علاجك ليس لي انا , انا ليس بالانسان الساذج والسطحي , أنا أنسان قبل كل شيْ ولي افكاري وثقافتي وأنت أدرك بذلك .كان وقع كلامه في نفسي شديدا , لكن ما باليد من حيلة غير ان أبقى اتابعه وأرعاه .شكت لي زوجته بانه كثير التنقل والابتعاد عن الناس وكانت تعلم بعلمي سره ومصيبته .في أعوام مابعد حرب الخليج شارك مع مجاميع البحث عن الاسلحة والمعدات التي فقدها الجيش في صحراء البصرة لقاء مبالغ مجزية , الا انه أصيب بمرض السرطان جراء تعامله مع أسلحة ملوثة اشعاعيا , لم يمهله المرض طويلا حتى توفي ومات وهو يحمل جبلا من الهم والحسرة والالم .
الرجل الاخر , فلما واقعيا ومن المدرسة الاشتراكية الواقعية , شاهدته في احدى دور العرض الالمانية الديمقراطية في أواخر السبعينيات . الفيلم ينقل تجربة رجل مناضل ضد النازية , اعتقل لسنوات عديدة وعذب , وقطع عضوه , ثم خرج من السجن بعد سقوط النازية .
أراد الرجل أن يخفي مصيبته لكنه لم يتمكن من ذلك , كشفته النساء وشاع خبره بين مواطني بلدته , لكن معاناته ازدادت وتعقدت أكثر , آثر الانعزال والانطواء , لكن عقدته تطارده حتى في أحلامه , وأخيرا اعتلى شجرة عالية ليصرخ على الجمهور ...انا رجل ولست أمرأة , أنا رجلا قاومت لاجل وطني وشعبي . حتى ألقى بنفسه منتحرا .
أمنيتي أن تعي قادة الحروب ومشعليها , هموم البشرية , همومها المعلنة والخفية .ولكني أعرف تماما , أعرف أن الامور لاتصح بالتمني ... وياليت من يسمع ومن يتعظ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب