الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاغتراب بين الواقع والخيال في السقوط للاعلى قصص فاتن الجابري

سلام نوري

2010 / 1 / 27
الادب والفن



تميزت القصص القصيرةهنا في انها ذات طابع محلي واعني انها قد تبدو لأول وهلة انها يوميات او صور فوتوغرافية وقد اختارت القاصة فاتن الجابري كامرتها وراحت نلتقط ماتشاء من صور الواقع في لوعة اغترابها وبعدها القسري عن الوطن لتعطي قصصها وتلبسها حليتها التي اختارتها هي وبالتالي لتمنحنا خصوصية اشتغالها الجميل في اسلوب واضح وانفعالات سردية في محاولة لكسر الطوق التقليدي للسرد والخروج به الى عالم متخيل من خلال تسليط الضوء على اماكن المحظور في تجربتها..
تجربة فاتن الجابري تتوزع على مراحل وعلاقات نصية تشكل سلسلة تكمل بعضها البعض وتسير بالقاريء الى النهايات المفتوحة تاركة لنا ذلك السؤال الازلي بعيدا عن مستويات القص ( هل انتهت القصة ام انها بداية لقصة اخرى)
الخطاطة السردية والثيمة المشتركة لكل القصص تتمثل في الاغتراب ..والنزوع الى رسم خطوط السرد بمفتاح الواقع واعني الانطلاق الى ماوراء الخيال بطريقة تبدو سهلة وحداثوية اذ تغادر السرد الى التلاعب بالزمن كما في قصة لكل قبر زهرة((لأجئا سياسيا مطاردا ومهددا في بلده الذي غادره غارقا
بالموت،فتحت له البوابة الكبيرة للمقبرة التي تزدحم وتتشابك فيها أشجار السرو والصنوبر العاليات وعلى جوانب السور الداخلي تجتذب بصره تلك الشجيرات الصغيرات لأنواع محتلفة من الورود الملونة ،سار على البلاطات الملونة للشارع الذي يشطر المقبرة الى شطرين تصطف على الجانبين بأنتظام القبورذات الشواهد المرمرية اللامعة والمصقولة ، حمل جردلا وقطع من القماش وعصا طويلة يلتقط فيها الأوراق اليابسة المتساقطة من الأشجار))
بطل القصة كما مر هنا لاجئا سياسيا يعتمد عالاعانة التي تقدم له من قبل البلد المضيف.. لكنه وبفعل انساني عمل على خلق التوافق في اظهار مساواة افتقدها في بلده ليعكسها هنا في بلد اوربي يتمثل في توزيع الورد على القبور..
وبالتالي تسبب بعودته الى المتاهة .. أي ان فعل الطيبة تسبب في نفيه مرة اخرى..واعني حالة الاغتراب..


· في قصتها رقص اخيرا تظهر القاصة ردود فعل الحرب إزاء تصرف الجنود العائدين وقد فقدوا الاهلية والاندماج في المجتمع جراء اثار نفسية انعكست على حياتهم وبطل قصة (رقص اخيرا) كان ضحية الحرب والنياشين الكاذبة مما وصل الى حالة من الجنون وفي هذه القصة حاولت الكاتبة ان تظهر المدلول الحرفي في انعكاس الواقع وبالتالي الاغتراب والمعاناة في شخصية البطل كثيمة اشتغال لتضعنا بشكل مباشر امام الخسارات الكبيرة التي تعرض لها الشعب العراقي بسبب الحروب

· اما في قصصها السيد الوزير... الموت... ذات ظهيرة... امرأة الريح ...رحيل... صباحات مألوفة ... اختطاف

· فالقاصة تعمد الى اظهار بورتريهات ملونة في باقة قصص تتمحور بين العلاقات الانسانية ومع ذلك فأتها تدور في فلك الأغتراب

· انها قصص تذكرنا بمقولة اكتافيو باث(نحن على الدوام برفقة امريء حتى لو كان هذا ظلنا الخا ص ليس اكثر)

· لابد من قراءة مستفيضة لان الحكايات المحلية تبقى ميزة كل قصة في هذه المجموعة والتأكيد على مجرى الاحداث التي هي نوعا ما متطابقة بحالة الشعور التي ترافقنا سواء كنا داخل او خارج الانتماء للوطن

التوقيع:
عجبت لكلي كيف يحمله بعضي
ومن ثقل بعضي كيف تحملني ارض؟
الحلاج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى الزميل الروائي سلام نوري
فاتن الجابري ( 2010 / 1 / 27 - 19:57 )
لقد منحت نصوصي هوية انتماءجميل لواقع
عشناه ولمسناه حروفه بكل المه لتشير للحروف
ان تنتشركالفراشات في ساحة البوح للاصدقاء في كل العالم
لانها امانة لابد ان نعطيهالاهلهاوهم القراءممن يعرفون نتاجنافي الساحة الادبية
الف شكر
ودمت للابداع زميلي العزيز


2 - واجبنا سيدتي
سلام نوري ( 2010 / 1 / 28 - 03:01 )
العراقية المبدعة بحروف الامل الجميل
التقيتك عبر بوابة سردك الجميل في قصصك الرائعة وكانت رؤاي الانطباعية هنا انما هي دلالة على روعة ماقدمت من وجعنا المشترك في حب العراق
سلاما لروعتك سيدتي لفاضلة

سلام نوري

اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??