الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة - بايدن - الاخيرة...ألعبر والدلالات

حسين حامد حسين

2010 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ليس خافيا من ان ألادارة الامريكية كانت دائما وما تزال وستبقى تتوارث وبلا مجاملات او استحياء من اي جهة حرصها الشديد على ان تكون محصلة سياستها الخارجية منصبة في المقام ألاول على الاستحواذ على كل الفرص الممكنة التي من شأنها تحقيق مصالحها الستراتيجية في كل مكان من العالم . والولايات المتحدة وكما هو معلوم أيضا هي المسؤولة عن اختيار وتنصيب الحكام العرب ، وفرض الطاعة لها من قبلهم ، بالرغم من االظلم والجور والاضطهاد الذي يقوم به هؤلاء الحكام ضد شعوبهم . وهذا ربما يفسر لنا جزءا من أسباب الكراهية التي يشعر بها الراديكاليون من مسلمين او غير مسلمين تجاه الولايات المتحدة وربما يفسر لنا لماذا أيضا نجد اليوم الكثيرمن الناس ممن يمكن ان يتحولوا بسهولة إلى دعم الإرهاب عدوانا لها. فالظلم وعدم توفر العدالة هو الذي أنتج حركة الحقوق المدنية في العالم , والتدخل من قبل الولايات المتحدة ، لصالح الولايات المتحدة وعلى حساب حريات شعوب الدول العربية - الاسلامية ما يزال يوفر للولايات المتحدة أعظم المصالح السياسية والاقتصادية وهو مظهر من أهم مظاهر هذه المشكلة. فالشعار الذي ترفعه الولايات المتحدة باعتبارها "أرض الفرص" لم يكن يوما من اجل دعم المساعدة أو التشجيع من أجل العدالة للجميع ، ولكن من خلال استغلال تلك الجهات التي هي في الحقيقة أقل قدرة على الدفاع عن نفسها. فالسياسة الخارجية الأمريكية وكما نعلم والتي كتبت بدماء شعبها ممن دافعوا عن حريات الشعوب ولقوا حتفهم ناهيك عن الكثير ممن عانوا ايضا نتيجة لتلك السياسات , قد انتج فشلا ذريعا لتلك السياسة وذلك نتيجة لسماحها للانتهازيين في استغلال الناس في تلك الدول . فليس في ثروات الولايات المتحدة ما يبعث على القلق اليوم أو غدا وخصوصا تحت هذه الظروف العصيبة التي يمر بها شعب الولايات المتحدة ، ولكن الأهم ان نعرف كيف تستطيع الولايات المتحدة من الحصول على تلك الثروات من خلال تلك السياسة الخارجية . فكماهو معلوم هناك العديد من الطرق لنهب الدول ومن اسهل هذه الطرق يتم عن طريق تنصيب ودعم الديكتاتوريات العربية - الاسلامية الصديقة لها ومن ثم توفير الاسلحة والتدريب العسكري بحيث يتمكن الدكتاتور المحلي من البقاء في السلطة برغم انتهاكاته لحقوق شعبه وممارسته لسياسات القمع والقتل وبناء الكثير من السجون. والولايات المتحدة قد سمحت لمثل هذه الدكتاتوريات الغاشمة بالاستمرار مبدية قلقا مزعوما أحيانا من أجل تصوير حالة من التعاطف مع شعوب تلك الدول العربية - الاسلامية ولكن هذا القلق في الحقيقة يقتصر فقط على دعمها لبعض المواقف السياسية. فاذن سياسة الولايات المتحدة ترتكز وبشكل لا لبس فيه بوجوب ضمان تلك الدول العربية لمصالحها الستراتيجية ومن ثم الحفاظ على استمرار تلك المصالح في المنطقة . ومن خلال كل ما تقدم نستطيع ان نفهم سبب الزيارة الاخيرة لنائب الرئيس الامريكي "جان بايدن" للعراق من اجل الضغط على حكومة السيد المالكي للسماح لفلول البعث من خلال السماح للسيد صالح المطلك والاخرين في المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة و العودة الى الحياة السياسية بغض النظر عما يمكن ان يشكل ذلك التيار البعثي الارهابي اذا ما تم له الحصول على اصوات كافية من امكانية التهديد للوجود الديموقراطي في العراق. فالادارة الامريكية ومنذ زمن دأبة في البحث عن حليف قوي للاعتماد عليه ليقوم بذات الدور الذي كان يقوم به صدام حسين من اجلها للاطمئنان على مصالحها في العراق بحيث سيكون الحليف والراعي لها بعد رحيل القوات الامريكية في العام القادم . فاستراجية السياسة الخارجية للولايات المتحدة في هذا اموضوع واضحة , فهي من جانب تريد احلال الديموقراطية في العراق وخلق حالة الاستقرار والامن الذي سينصب في مصلحتها , ولكن وفي نفس الوقت تحرص على ان تكون هذه الديمقراطية (مطبوخة ) على طريقتها و ضمن معايير الطاعة التي تقررها هي وحدها. ودعوتها في السماح للسيد صالح المطلك لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة يشير وبوضوح الى اقرارها الضمني في ضعف حكومة السيد المالكي التي تعتقد انه كان بامكانه العمل على تغيير المعادلة لصالح الاغلبية من شعبنا كما فعل الاكراد . حيث كان بامكان المالكي ان يبدي المواجهة المطلوبة والحسم المطلوب في عدد من ألاوقات المناسبة الكثيرة التي قد اتيحت له عندما كان (الزعماء الجدد) من البعثيين وفي الماضي القريب يلوذون في حفرهم متمنين مجرد البقاء على قيد الحياة خوفا من غضبة الشعب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة