الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باعدام علي كيمياوي كورد كركوك يعيشون فاجعتهم من جديد

سميرة حسين جاف

2010 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


في كل ليلة من ليالي المدينة الدامية المليئة بوحشة الغربة وبرودة الوحدة التي كانت ترجف لها ابدان الامهات كن يرتعشن
من حماقات والدونية من الوحشية المتسلطة التي كانت تتوجس الجور من خطف فلذات اكبادهن ليس لشئ الا انهم يحملون الهوية الكوردية التي لاتنصاع للذل والرذالة التي كانت ترتكب في كل حين بحقهم ، فتهتك منهم من هتك وثقطع منهم من قطع الى اشلاء متناثرة امام اعين من الدم لاهاليهم ، ظلم بات تترقب ادنى انسانية من السلطة الحاكمة لنظام امتد نتانته تاريخا داميا . مد لليوم الذي طال حبل العدالة رقبتهم التي تفوح منه صرخات الظلم الذي اوقع بابناء البلدة الامنة ، كان طالبا في مقتبل العمر لم يكمل الثامنة عشرة من عمره ، قالتها وهي تئن على فلذة كبدها وكأنها اللحظة التي
دقوا فيها بابهم واخذوا فلذتها من بين يديها بحجة الخروج لخمس دقائق وهي في حقيقة الامر ماهي الا الذهاب الى الثرى و اللاعودة ، أسردت قصة ابنها الشهيد وهي تجهش بالبكاء عميقا محترقة تئن وتقول : الساعة كانت تقارب العصر ، هم حراس
بدخول البيت بشئ يوقع الفزع في النفس ، فقلت ماذا تريدون ، قالوا نريد ابنك ، نذهب به لدقائق للتحقيق ثم يرجع اليك سالما ، وماهي بدقائق بل سنوات مضت وغياب الابن طال ولم يسمع عنه الا بعد ان وجدوه في المقابر الجماعية بعد عمليات التحرير في صارى تبة ، هذا ماسرده ام الشهيد( عباس فاضل علي ) من منطقة شورجة بكركوك ، اخذه رجال تابعين لعلي حسن المجيد سنة 1991 ، وتم اخفاءه في اجواء غامضة ومن ثم قتله مع مجاميع كبيرة لاحول لهم ولاقوة ، مابين عظامه التي تناثرت بين عظام الاخرين تعرفت عليه بدلالة قميصه وصورة اخته التي كان تحمله في جيبه ، عندما تأكدت بأن هذا عظام ابني المفقود اصبت بصدمة شديدة ولم اكد اصدق وجمدت في مكاني ، وماهي الا قشعريرة الالم وعاطفة الام الملتهبة التي ايقظني من الصدمة والالام قطعت احشائي من ساعتها وماكدت احتمل نفسي وليتني مت ولم ارى مافعلوه بفلذة كبدي ...تذكرت حين رايت عظامه باني قلت لرجال علي حسن المجيد حينه انه لم يتغدا بعد فلياكل طعامه
، الا انهم ابوا ذلك بقولهم سنرده اليك بعددقائق ! ابني احد المجموعة الذي ضمت 33 شخصا من الذين تم اعدامهم على ايدي الكيمياوي في هذه المنطقة واليوم بعد ان تم اعدام الظالم اللانسان الكيمياوي فأني سعيدة لاعدامه ولو ان اعدامه لايشفي جرحا من الالاف الجروح والماسي الذي عيشوا به الشعب الكردي الا انني استبشر خيرا وهلهلت لاعدامه مطولا حيث اسكن .
احد الشهود الاخرين الذين شهدوا رجال علي حسن المجيد على جريمتهم بانفلة ابنائهم ( ناسك مجيد سليم ) اخت
ثلاثة من المؤنفلين الاخوة ( صلاح مجيد سليم ، بارزان وشيرروان ) من بيت واحد ، وزوجه الذي مابرح يقول انهم
اناس من معدن اخر، طرقوا بابنا ذات صباح باكر مع اذان الصبح ففزعنا لتلك الطرقات الغريبة المفزعة وبرودة الجو لايحتمل ،كانت صباح سنة 1988 والساعة تشير الى الخامسة صباحا ، فتحنا الباب فاذا برجال بالزي العسكري يدخلون مسرعا ويقولون نحن من منظومة علي حسن المجيد الشمالية نريد التحقيق مع ابنائكم لبرهة من الوقت فاذا بنا لا نراهم بعده بسنوات ونفاجأ باعدامهم رميا بالرصاص ، قالت ( ناسك) لقد راينا الويلات من جراء مافعلوه بنا ليس ذنبنا الا لااننا من الكورد ، بعد اخذ اخواني الثلاثة بفترة اخذوا امي وتم حبسه ستة اشهر ، لم نكن نعلم ماالامر واين نتوجه بالسؤال ، فكل ذلك قد حرمت علينا ، في منطقتنا تم اخذ ابناء لثمانية عوائل واشهدوهم نفس مصير ابنائنا وانفلوهم بلا عودة وبعد مدة من الزمان عادوا ليسلموننا اوراق وفاتهم بانه تم اعدامهم من قبل علي الكيمياوي ، ولم يكن يحق لنا حتى العويل لفقدانهم وانفلتهم التي قام به علي حسن المجيد ورجاله ، ولم يكن ليجرؤا احدنا ان نقيم العزاء على ارواحهم ، كل ذلك لاننا من الكورد ، وتم نفينا من ديارنا عمرا ومصادرة بيوتنا واموالنا لمن ارتضوه من اتباعهم ، قبل ايام حين شهدنا اعدام القاتل علي حسن المجيد الملقب بالكيمياوي ، لم نكد نعلم ماذا نفعل انفرح من ان العدالة اخذت مجراه بحق قاتل ابنائنا ظلما ، ام نبكي تذكرا وتجديدا لتلك الالام الذي لايحتمل ، كل تلك الذي عانيناه لايوصف من هوان وظلم ظل ينخر عظامنا ظلما طوال سنوات جفت فيه دموع الامهات الثكالى وعوائل المؤنفلين والشهداء التي اعدمهم وجه
الظلم الكيمياوي ، هناك حيث ساحة اعدام 33 شابا كورديا غيورا تم صنع مونوميت لهم في منطقة شورجة يدوي صرخاتهم كلما تم رمي احدهم بالرصاص ظلما ، ويمر المارة بقربهم وهم يتذكرون الماساة تلك ، و ودمائهم تظل لاتجف وصدى اصواتهم يرن في
اذان اضدقائهم واهاليهم واهل الحي . هناك الالاف المونوميتات لاضرحة الشهداء الكورد الذين انفلوا وقتلوا وشردوا ورحلوا
وصودرت اموالهم واملاكهم ، هناك مئات المقابر الذي يشهد عنجهية اولئك الذين سرقوا من الشعب الحياة ، تلك المقابر الذي يحكي للراي العام الدولي ماقام به الجائرين امثال صدام حسين وعلي كيمياوي واتباعهم بحق الشعب العراقي بعامة والشعب الكوردي بخاصة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القصاص
ماجد محمد مصطفى ( 2010 / 1 / 29 - 20:21 )
جراء الجرائم التي ارتكبت بدم بارد حكم المحكمة العراقية على صدام وجلاوزته لم يكن كافيا.. السيناريو الافضل والاجمل والاعدل كان في تصفيتهم خلال جلسات المحكمة الاولى قصاصا عادلا امام انظار العالم ولكن لماذا لم تفكر او تخطط الاحزاب العاملة في الساحة السياسية بالموضوع سؤال يدعو الى تساؤلات اخرى وللاسف حوكم صدام وازلامه عبر المحكمة وتحية لشهداء الكورد وكوردستان وسائر شهداء حقبة الدكتاتورية.
لك مودتي
ماجد

اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر