الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ضوء زيارة الطالباني لأنقرة : صفحة جديدة بين التركمان والكرد أم مجرد وعود ؟

نصرت مردان

2004 / 7 / 2
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


قبل إعلان الجمهورية في 14 تموز 1958. لم تسمع أذن عراقية عن مشاحنات ومهاترات بين القوميتين الشقيقتين ، ولا رأت عين احتقانا بين التركمان والكرد . بل أن بدايات منظر الخصام والاحتقان وكل ما لا يمت إلى التآخي والود بصلة بدأت بينهما بعد إعلان الجمهورية .
كل المخلصين في العراق يودون طوي الصفحات السود في تاريخ العلاقات بين الجانبين ، وفتح صفحات للوئام والتفاهم بين القوميتين . ونسيان الماضي الذي لم يحمل لهم إلا المزيد من التصعيد والمشاحنات والخلافات على مدى نصف قرن .
هل سنرى على أرض الواقع قريبا ، المبادرات التي طرحها السيد جلال الطالباني خلال
زيارته الأخيرة إلى أنقرة ، والتي التقى خلالها بعدد من المسؤولين من بينهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والدكتور فاروق عبدالله رئيس الجبهة التركمانية ؟
قدم الطالباني في هذه الزيارة ، مشاريع و أفكار ومبادرات من شأنها في حالة تحويلها على ارض الواقع إلى ورقة عمل ، أن تعيد الود المفقود بين التركمان والكرد إلى المستوى الذي يتمناه ويصبو إليه كل وطني مخلص ، وان تساهم في تعزيز عهد من الثقة والتعاون والتآخي بين القوميتين التي تجمعهما علاقات الجوار والمصاهرة والمواطنة في أكثر من مدينة عراقية ( أربيل ، كركوك وديالى ) .
لقد اعترف الطالباني بما تعرض له التركمان عند لقائه برئيس الوزراء التركي ، مؤكدا أنه إلى جانب تمثيلهم على كافة المستويات قائلا:
(( .. لقد اضطهد التركمان في العراق أكثر من الأكراد .. وأن الإحصائيات السكانية التي أجريت في العراق في الوقت الذي حددت العرب ولأكراد ، فأنها تجاهلت وجود التركمان تماما ( صحيفة حريت 24/6) ..))
كما أعلن الطالباني خلال اللقاء على عدم اعتراضه على أية صيغة ترفع هذا الغبن عن التعداد السكاني الحقيقي للتركمان مستقبلا . سواء بالاعتماد على الإحصائيات العثمانية أو على ما حدده عصمت اينونو في تقريره المقدم إلى مؤتمر لوزان حول عدد سكان التركمان في العراق أو بالاعتماد على نتائج إحصائية 1957 .
لم يكتف الطالباني بهذه المبادرة بل أكد لرئيس وزراء تركيا حول ما يخص موضوع كركوك ، انه لن يعترض على تشكيل ( إدارة خاصة ) يشارك فيها العرب والتركمان والأكراد من سكنة المدينة وتتخذ قراراتها باتفاق الآراء .
في اليوم الثاني من زيارته فجر الطالباني أكبر مفاجأته عندما أعلن بعد لقائه برئيس الجبهة التركمانية الدكتور فاروق عبدالله ، عن استعداد حزبه للمشاركة مع الجبهة التركمانية ، لخوض الانتخابات في بعض المناطق بقوائم انتخابية مشتركة ( صحيفة حريت 25 /6 ) في الانتخابات التي من المؤمل إجراؤها في العام المقبل .
مما لا شك فيه أن الإعلان عن مثل هذه المبادرة الكردية في حالة تطبيقها على أرض الواقع ، ستساهم في تطبيع العلاقات الكردية ـ التركمانية التي كانت دائما ملبدة بالغيوم وبالاحتقانات نتيجة الموقف غير الودي للحزبين الكرديين الرئيسيين من الاستحقاقات الوطنية التركمانية عامة و من الجبهة التركمانية خاصة ، وأنها ستخلق بين الجانبين جوا من التآخي والمودة والثقة المتبادلة .
ولم يكتف الطالباني بما تقدم طرحه من مبادرات ، بل أكد انه سيتخذ كل السبل المتاحة أمامه لحصول التركمان في كركوك على حقوقهم كاملة . مؤكدا ضرورة إزالة حالات الاحتقان والخلاف بين الفئات العراقية قبل مرحلة الانتخابات المتنظرة .
لو ترجمت الأقوال إلى أفعال ، والمبادرات إلى واقع للعمل الواقعي البناء في هذه الظروف ، فان ذلك يعني ان القوميتين المتآخيتين ستلتقيان على أبواب التآخي والمصالح المشتركة ، وان ملف الخلافات والمشاحنات والمهاترات بينهما سيغلق إلى الأبد .
مثلما رحل الشر عن العراق مع رحيل الطاغية ، فمن الطبيعي ان تسود العلاقة الحضارية والإنسانية بين جموع شعبنا من زاخو وحتى الفاو في العهد الجديد . فلقد تحمل شعبنا الصابر بجميع فئاته وقومياته الوطنية عقودا من الظلم والتنكيل والاضطهاد في عهد الطاغية صدام ، وهو ليس بحاجة إلى المزيد من الاحتقان والخلاف والاضطهاد والأزمات بعد رحيل الطاغية .
ان تحقيق الأمن والآمان والرخاء والاستقرار للأجيال العراقية المقبل ، هو مهمة جميع الأحزاب العراقية في ظروف الخراب والدمار التي نمر بها جميعا ، فالأجيال القادمة أمانة في أعناق زعماء جميع الأحزاب والفصائل السياسية . كما ان حصول التركمان على استحقاقاتهم الوطنية لن يكون على حساب الحقوق الكردية أو حقوق القوميات العراقية بأي شكل من الأشكال .
لتكن البداية في إقامة مؤتمر مصالحة وطنية حقيقية للحزبين الكرديين الرئيسيين مع التركمان ممثلين بالجبهة ، لتأسيس علاقة أخوية قائمة على القواسم المشتركة بينهما من أجل صالح العراق واستقراره وازدهاره ومستقبل أجياله المقبلة .
أن المبادرات الطيبة التي أعلنها الطالباني تجاه التركمان خلال زيارته الأخيرة لأنقرة ( في حالة تطبيقها على أرض الواقع ) يمكن ان تكون البداية الحقيقية لعودة الود بين التركمان والكرد ، وأن تحقق في المرحلة المقبلة انعطافة تاريخية هامة ، تنهي عهد الاحتقان والخلافات التي سادت بين القوميتين ، وتساهم في تمتين الصلات التاريخية القائمة بينهما على الجوار والتآخي والمصاهرة والمواطنة في أكثر من مدينة عراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط