الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون الفلسطينيون في الحركة الوطنية تحت الاحتلال

جورج حزبون

2010 / 1 / 28
القضية الفلسطينية


الجزء الثاني

مرحلة الثمانيات

رفعت نتائج انتخابات عام 1976 وتيرة العمل الوطني وأحدثت مناخا نضاليا، رغم زيارة السادات إلى القدس والتي ردت عليها بالدعوة الوطنية إلى لقاء لكافة أعضاء المجالس الوطنية المنتخبين في مجمع النقابات المهنية في يوم الأحد التالي للزيارة حيث تمخض عن تشكيل لجنة التوجيه الوطني وانتخاب نقيب المهندسين إبراهيم الدقاق سكرتيرا لها.
وقد أدت هذه اللجنة دورا مميزا في التصدي لاتفاقات كامب ديفيد ومشروع (بيغن) المتمخض عنها والقاضي بإقامة الحكم الإداري، والتي واجهته إسرائيل بتشكيل روابط القرى بقيادة مصطفى دوديين كجسر لإقامة الحكم الإداري وقد بنيت الفكرة على قاعدة أن الأغلبية السكانية فلاحين أو قرويين وبالتالي فإقامة المشروع يبدأ من هنا وعليه يمكن تخطي مركز الحركة الوطنية بالمدن الرئيسية، وبهذه العقيدة بدأت الحركة عملها كحركة فاشية....
انتبهت حركة فتح للدور الشعبي فقامت ببناء (حركة الشبيبة الفتحاوية) بعد أن كان دور هذه الحركة مقتصرا على حضور بعض الشخصيات , ومرتكزين إلى دور الحركة في العمل العسكري ،إلا إن وجود زخم مقرر للشيوعيين في الساحة الرئيسية ( الأرض المحتلة ) أشعل فتبل التوتر، فكانت مواجهة الشيوعيون إحدى أبرز أنشطة الشبيبة، تجلى ذلك في الحركة النقابية العمالية والطلابية والمرأة، وأغدقت( فتح) الأموال لدعم تشكيلها الجديد وبذلك تكوَن نهج تناقض وصراع بين أطراف الحركة الوطنية، فقامت باقي التنظيمات بتشكيل أطر مماثلة فظهرت مسميات مختلفة، لكنها لم تتنافس على الجماهير بل ذاتيا مما دفع إلى تراجع في العضوية كما كشف تقرير اتحاد عام النقابات عشية الانتخابات عام85.
وظهرت مراكز قوى وروح عدائية بين التنظيمات، وشجارات وجرحى خاصة بين الطلاب والعمال، وقام عدد من أعضاء فتح بمداهمة بيت أمين عام الحزب الشيوعي والاعتداء عليه جسديا، مما خلق مناخا سمح للحركات الإسلامية إن تحقق حضورا وطرح ذاتها كبديل، في هذا المناخ انفجرت الانتفاضة الاولىبتاريخ9/12/1987 برد شعبي تواصل وامتد لكافة أنحاء الضفة والقطاع فالتحقت به الحركة الوطنية ولم تكن هي من أطلقه وهنا يجب أن نسجل أن الجبهة الديمقراطية هي التي أطلقت البيان الأول ومسمى القيادة الموحدة كذلك فقد كانت هناك لجنة رباعية تلتقي للتنسيق بين الأطراف المكونة لاتحاد نقابات العمال، فتحملت مسؤولية بيانات وتوجيه الانتفاضة وحملت اسم ( القيادة الموحدة ) التي لاحقا تم الاستيلاء عليها وتحولت تلك الحركة إلى إطار تابع للمنظمة في تونس أغدقت عليها الأموال ومع المدة أفرغت من مضمونها.ِ
وفي مطلع الثمانينات وتحديدا عام 1982 أعلن الحزب الشيوعي الفلسطيني، بعد مسيرة طويلة وعدد من التسميات عبر عصبة التحرر، والأردني ،والتنظيم،واعتبرت قيادة التنظيم الشيوعي نفسها لجنة مركزية للحزب وجرى التحضير لعقد المؤتمر الأول الذي تم ترتيب عقده في إحدى البيوت في القدس حي شعفاط،لإقرار وثائق الحزب وانتخاب قيادته، وخلال الانعقاد فوجئ الحضور بمن يقف على مدخل مكان الاجتماع وهو أحد أفراد المخابرات الإسرائيلية وكان البيت محاطا بالجنود!!! لم يعتقل أحد فقط فض الاجتماع، وصودرت الوثائق وقرر الحزب اعتبار الوثائق معتمدة، وأعلن الحزب إن المؤتمر الذي تمت مداهمته هواجتماع لمنطقة القدس الحزبية (خوفا من الشانئين) ولم تجري أية عملية جدية للتحقيق فيما حدث، ووصل هذا الاستخفاف إلى إن وصلة المخابرات إلى مطبعة الحزب السَرية في (الرَام) ؟!
بالتأكيد عكس هذا على مسلك القيادة سِواء يلك المداهمات واحتمالات وجود خرق إلى جانب المتغيرات الاجتماعية للقيادة، ولا ننسى تأثير عودة كثيرا من الطلبة المبعوثين إلى الدول الاشتراكية وتأثيرهم على الحزب وبناءه بحيث بدأ التحول إلى البيروقراطية بدل الثورية، فأنشئت المنظمات الغير حكومية بمقرات وحسابات مالية كبيرة، وموظفين وللحزب صحيفة علنية وقيادات ذات مراكز اجتماعية، مهم المحافظة عليها، مما يذكر مع الفارق الهائل بكيفية التغيير الذي جرى للحزب الشيوعي السوفيتي حين أصبح حزب سلطة وعلاقات بيروقراطية قد تكون فرضتها طبيعة الدولة أو طبيعة التطور السياسي والاجتماعي والمالي، تراجع مكان ودور العمال والبسطاء والفلاحين الكادحين والذين ثبتوا في السجون وتحت التعذيب، لمن يعتبر ذلك مرحلة بالتاريخ انتهت ويجب إفساح المجال لأشكال جديدة بالعمل ولا أقول بالنضال، وهكذا تهيأت الأرضية لحزب من نوع جديد، ليست البيروسترويكا المسئولة،ولكنها جاءت مناسبة، فقد كانت قيادة الحزب معجبة للمتغير بالحزب الشيوعي الايطالي وعقدت لقاء بالقدس مع أمين عام الحزب الايطالي الذي أصبح اسمه ( حزب اليسار) والذي حسب ما حصل فيما بعد فقد فشل وعاد إلى أصله، علما أن وفدا عن الحزب الشيوعي الفلسطيني كان قد عقد لقاءا في موسكو بالكرملين، وبعد الاجتماع تم اقتراح تغيير الاسم وطبيعته وبوجود هذا المناخ كان التغيير في الحزب حتميا، ومع الأسف غلب الاتجاه ( المعتدل ) على الثوري فكان ما حصل، ونعيش اليوم أجواء مخاض قد تحدث نقلة على غرار المؤتمر الرابع لتأخذ مكانها فكرا وعقيدة وممارسة في مرحلة هي الأكثر حاجة الشيوعيون الذين عرفتهم ساحات الوطن من العشرينات، وليس صحيحا أن التخلي عن (دكتاتورية البروليتاريا) يعني إخلاء دور الطبقة العاملة الأكثر ثورية، فرغم أهمية الأكاديميين إلا أنهم ليسوا الأكثر ثقافة بالضرورة واستعدادا للتضحية وهذا معيار أساسي.وان مكانهم وعددهم بالحزب يحدد طبيعة هذا الحزب ومدى ثوريته.
(في القال التالي مرحلة التسعينات وأوسلو)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله