الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرقيه رساله حضاريه في الزمن الصعب

وليد الحيالي

2004 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الكتابه في الاعلام من المهام الصعبه لاشخاص بعيدين عن مهنه اقل مايقال عنها مهنه المتاعب .لكن التعبير عن احاسيس المتلقي من متطلبات المتتبع المتمتع بحدود معقوله من الوعي والادراك الحسي للمشهد الاعلامي ومقدار مؤثراته على صنع وتكوين حضور معنوي في دواخل القارئ او المشاهد حسب نوعيه اداه الاعلام المستخدمه في ايصال اونقل الفكره. وعليه يمكن للمرئ ان يعرف الاعلام بانه علم اجتماعي يهتم في مجالي التعبير والايصال. بمعنى الولوج في دواخل المجتمع افراد وجماعات وايصال ما يدور في خلدهم بصوره مكتوبه او مرئيه . وكلما كان التعبير والايصال منسجم مع الواقع او الحاله يخلق معه وبه تفاعل وتبادل وتواصل وامتداد.
بناءَ على ماتقدم يرفض العراقي وبشده ما تطرحه بعض الفضائيات العربيه من مشاهد واخبار لاتمت الى الواقع المعاش الا من بعيد والتي تسئ له في اغلب الاحيان. وان كانت تلك المشاهد حادثه فعلاَ لكنها أستثناء وليست عموم. مع اغفال متعمد للوجه المشرق الاخر في الساحه العراقيه . بصرف النظر عن تلك المشاهد وحجمها واثرها. كل تلك الحقائق خلقت كراهيه حقيقيه لدى شريحه واسعه من ابناء الشعب العراقي للاعلام العربي وبخاصه قنواتها الفضائيه.والتي ارتبطت باحسيس المواطن بأعتبارها قنوات تشويه وتحريض واساءه في آن.
تأسيساَ على ما تقدم فأن مادفعني الكتابه في مثل تلك المواضيع الواقعه فعلاَ في المشهد الاعلامي هو الحرمان المعبر بصدق وواقعيه عن مايدور ويحدث ومايحسه ويلمسه العراقي في مجالاته المختلفه ، وهي مشكله ازدادت اتساعاَ توافقاَ مع تقلص في مساحه الديمقراطيه على شحتها حتى غدت معبره عن فرداَ واحداَ منسجمه معه وممجده له. وما على المواطن الا القبول والترديد والتصفيق مكرهاَ او مقتنعاَ فلا فرق بين الاثنيين لدى الراعي ما دام الاعلام في خدمه اتجاهاَ واحداَ فرداَ كان اوحزباَ . واستمرت الضاهره تصاعداَ بوتائرها لغايه سقوط الاعلام السلطوي بسقوط وانهيار سلطه الصنم. الا ان الحادث المفزع اعلامياَ هو غياب قناه فضائيه عراقيه مستقله تعبر بصدق وشفافيه عن نبض الشارع العراقي وحسه، مما ترك المجال واسعاَ امام الفضائيات الوافده من بعض دول الجوار وهي تحمل اجنده تهدف وتحت رايه عروبيه او اسلاميه الى تمزيق معنويات الفرد العراقي واشاعه روح الانهزاميه و تفتيت لحمه مجتمعه وابعاده عن عمليه النهوض والبناء والتطوير . باطلاق شعارات رنانه طنانه وناريه لزياده سفك الدماء عبر الخطابات الثوريه القوميه والعروبيه والاسلاميه التي مللنا منها لعدم جدوها في المرحله الحاليه اولاَ ، وثبوت فشلها في الحقب الزمنيه السابقه ثانياَ، والتي دفعنا من اجلها هزائم وانكسارات وانحسار وأنحلال اجتماعي واقتصادي وسياسي .
استمر الوضع السابق اكثر من عام بعد سقوط النظام حتى انبثقت قناه الشرقيه الفضائيه والتي جندت امكانات فنيه وطنيه متعدده الاتجاهات فيصلها الابداع والعطاء ونقل الامل المشرق في النفس العراقيه وتجسيد الواقع وابعاده بكل تجلياته الحلوه والمره مقرونه بموروث فني وثقافي ساهم بتكوينه مئات المبدعين العراقين عبر حقبه طويله من الزمن حاول النظام المقبور طمسه والغاءه من الوجدان العراقيه. وبفتره زمنيه قصيره اصبحت قناه الشرقيه المفضله لدى جمهور واسع من العراقين داخل وخارج الوطن. وقد استطاعت الشرقيه تحويل انظار العديد من الكتاب والمبدعين نحوها حتى غدت موضوع نقاش يختلف فيه ويلتقي معه المتحاورون حول اهداف ومستقبل الشرقيه الا ان الملاحظ ان اعداد المويدين لها بدء يتصاعد ويخبو صوت المنتقدين وتزداد القناعات بأن الشرقيه تحمل رساله عراقيه حضاريه وان كانت بزمن صعب. لكن المطلوب استمرار المواصله بعطاء متزايد شعاره العراقي والعراق اولاَ. لاننا ابناء دجله والفرات بسفوحه وسهوله وجباله نحتاج من يتحدث عنا ولنا وبنا بعد ان حولنا الاعلام العربي ماده من مواد الطعن والتشكيك والتشهير والتشويه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا