الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظمة انصار الحزب الشيوعي العراقي الباسلة‎ ‎‏/ 2‏

ناصر موزان

2004 / 7 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وفي الوقت الذي عاد الأنصار (رفاق الحزب واصدقائه) من الخارج وهم مستعدين ‏لممارسة العمل المسلّح، بعد ان تهيّأوا سياسياً ومعنوياً وتدربوا على انواع ‏الأسلحة وكيفية استخدامها، بل ان عدداً كبيراً ايضاً مارس العمل المسلح فعلاً، ‏سواء في المقاومة الفلسطينية او اللبنانية و غيرها، واكمل قسم منهم دورات ‏نظرية في ذلك ايضاً. والأهم من كلّ ذلك انهم قرروا العودة والنضال بالسلاح، بدون ‏اوامر او احراج او فرض قرارات حزبية في تلك الفترة.‏
لم يكن المناضلين ( من حزبيين وغير حزبيين) القادمين من الداخل، موحدي ‏الوجهة، وكانوا خليطاً ان صح التعبير من رفيقات ورفاق‏‎ ‎مصممين على مواجهة ‏عنف الدكتاتورية الوحشي بالعنف، ومن آخرين كانوا يريدون مكاناً آمناً بعيداً عن يد ‏السلطة المجرمة ولكن بدون التزام بواجبات تتطلبها المنظمة لكي تعيش وتناضل، ‏وكان آخرون يريدون الخروج من العراق والهروب من جحيمه لاأكثر ، وليس كما ‏ادعى اكثرهم وزايد ب (ان الحزب غير جاد في الكفاح المسلح؟)وكان من الصعوبة ‏اعتبارهم (من وجهة نظر الأنصار المقاتلين) انهم لازالوا متمسكين بعضوية الحزب ‏او الأنصار، ضمن مقاييس وظروف تلك الفترة القاسية الصعبة، وبالرغم من ذلك ‏جرت المناقشات معهم ومحاولة اقناعهم، وجرى احتضانهم وتامين الطعام والأمان ‏لهم (في الوقت الذي كان طموحهم الخروج الى الخارج، كما نجحت الأعداد ‏الهائلة في الخروج من العراق الى الدول المجاورة ومن هناك الى بلدان اوربا ‏الشرقية التي استقبلت البعض عملاً بمبدأ التضامن الأممي الذي حصل لمن ‏استطاع الوصول اليها بداية، و لم تعد تستطيع ان تتحمل قبول المزيد بعدئذ، بعد ‏اختناق امكانياتها كما قيل، الاّ ان الوقائع اثبتت بعد ذلك، ان ذلك كان بسبب انها ‏كانت تتجنب كل ما من شأنه الأساءة لعلاقاتها مع نظام صدام المجرم؟) ‏
كان بعض الحزبيين والأصدقاء من النوعين الأخيرين قد وجدوا طريقهم الى قواعد ‏الأنصار الأولى، بطرق واساليب متنوعة فردية، بسبب تعاطف الجماهير مع الحزب ‏في محنته من جهة، الاّ ان الأمور تعقّدت بعد ان التحقت اكثر من مجموعة عبر ‏محطات كانت ملغومة برجال المخابرات من امثال ممو/ اربيل ، أ.هـ / سليمانية، ‏الأمر الذي اوقع قاعدة نوزنك في صعوبات هائلة لفرز العناصر الأمينة من المرسلة ‏والمخرّبة، لأن عدد منهم كان قد اعتقلته السلطة ثم اطلق سراحه ومن كان ‏يزكيه قبل الأعتقال لم يستطع ان يزكيّه بعد اطلاق سراحه .‏
وكان واضحاً من البداية ان هناك ارتباكاً واختلافاً بين الوجهة التي ارادت مقاومة ‏الدكتاتورية والتهيؤ لمواجهتها بالسلاح، ووجهة اخرى لاتريد ذلك بسبب عدم ‏قدرتها البدنية والمعنوية، عدم قناعتها، او عدم الثقة بقيادة الحزب، وهي امور ‏تحصل في الحياة. ولكن لم يعرف احد لماذا التحقوا اذن بالأنصار؟ لقد كان البعض ‏صريحاً وطرح عدم قدرته على العمل المسلّح اوكونه يريد الألتحاق باقاربه في ‏الدول المجاورة، وساعدته المنظمة في ذلك، واستمروا من مواقعهم الجديدة ‏بعدئذ في تقديم دعم ومعونة لاتنسى للمنظمة. الاّ ان بعض آخر في قاعدة نوزنك ‏آنذاك غلّفوا طموحاتهم المتنوعة بالمزايدات السياسية والسخرية والأستهزاء ‏بالأنصار الجاديّن الذين انخرطوا مبكراً بالعمل العسكري، واخذوا بالتجمع حول عدد ‏من الكوادر المتقدمة غير المجهولة، التي كانت تهاجم قيادة الحزب وتحرّض ضدّها ‏لمراراتها الشخصية منها، وكانت لاتنفّذ مايتفق عليه بل لها وجهتها هي ( في ‏منظمة مسلّحة في حالة قتالية؟) بل ووصلت الى محاولة تشكيل قاعدة ومنظمة ‏لها وطلبت عام 1981 من احدى الجهات السياسية الكردستانية اسلحة و خيمات ‏لذلك، الأمر الذي اثار استغراب تلك الجهة واخبرت قيادة القاعدة بذلك التي بدورها ‏اكتفت بالأستفسار منها، في محاولة لعدم تعميق الشق والتمزق . ‏
وما زاد تلك التعقيدات حدة، ان قياديي الحزب الذين كانوا في نوزنك (من عرب ‏وكرد) في سنوات 1978 / 1981 كانوا نموذجاً غير مقبولاً امام الأنصار وخاصة ‏الحزبيين منهم الذين تربواّ على طاعة واحترام وحتى تقديس القيادة! الأمر الذي ‏تسبب بردود افعال معاكسة شديدة، اضافة الى ان عدد من القياديين لعب ادواراً ‏انانية في توظيف الأختلافات بين الأنصار لصالحهم ومناصبهم بدلاً من المساهمة ‏على حلّها واججوا الخلافات وافتعلوا الأخرى، مستفيدين بشكل غير مشروع من ‏حصانة مواقعهم الحزبية واسرارهم.‏
من ناحية أخرى فأن حجم وبشاعة ارهاب الدكتاتورية وضربة 78 / 1979 الدموية ‏التي طالت ودمّرت حياة مئات الألوف من اعضاء واصدقاء الحزب، والتي لم تمس ‏القيادة التي خرج غالبيتها الساحقة الى الخارج، تركت هوة سحيقة بين القيادة ‏تلك ومنظمات الحزب وخاصة من استمرّ في الحياة ودفع ثمناً غالياً لذلك، او اجبر ‏على امور لم يستطع الأفلات منها، كما تكشّف بعد ذلك .‏
لقد ادّت الآلام والأحباطات وغيرها بسبب الضربة، الى ظهور حالات حادة متنوعة ‏من السخط، صبّه البعض على التنظيم وعلى من حاول رأب الصدوع، بل وتجاوز ‏ذلك البعض على من حاول فعلاً شدّ الحيل والعمل على مواجهة الدكتاتورية، دون ‏تقديم مشروع لحل او بديل، ساخراً من كلّ شئ . . وتكوّن من ذلك البعض ‏تجمعاً من حزبيين سابقين استغلوا عناية المنظمة بهم وارسالهم الى طهران ‏للعلاج، الى البقاء هناك والتعرّض للأنصار الجرحى والمرضى الذاهبين بطرق ‏حذرة، بالأستهزاء والتهديد ثم بالضرب، كما تم على سبيل المثال ضرب وطعن ‏النصير جاسم بالسكاكين حين ذهابه للعلاج في طهران الأمر الذي كاد يؤدي ‏بحياته عام 1981 لولا عناية المارة الذين نقلوه الى المستشفى هناك حيث ‏انقذت حياته، لأنه رفض سبّ الحزب والأنصار، والسؤال هنا من اين كان لتلك ‏المجاميع ان تعيش وتحاول قتل الأنصار في طهران الجمهورية الأسلامية، وهل ‏كانوا يحملون وجهات نظر فقط؟ ام الأمر اكبر كما نقل الحريصون، الذين لقّبوهم ‏‏(شرطة) ؟
ورغم كل الصعوبات والتعقيدات المذكورة، كان هناك عمل متفاني لعديد من اعضاء ‏وكادر المنظمة لبناء منظمة انصار جديرة بما يكنّ الناس للحزب من حب واحترام ‏ولأجل ايقاع الضربات الموجعة بنظام العفالقة الدموي. فبعد ان كان سلاح ‏المنظمة يتكون من الأسلحة الشخصية للرفاق الأوائل في مناطق سوران، ‏استطاع عدد من الأنصار الحصول على السلاح بطرق متنوعة، اثر سقوط عدد من ‏المعسكرات في كردستان ايران بيد الجماهير الثائرة حين اندلاع الثورة في شباط ‏‏1979 ، حيث استطاعوا الحصول اضافة لعدد من الأسلحة الخفيفة، اخرى ساندة ‏وكميات كبيرة من العتاد اضافة لأجهزة اتصال لعبت دوراً هاماً في البدايات رغم ‏موديلها القديم وثقل وزنها وصعوبات نقلها الى سلاسل الجبال، حين عملوا ‏مواصلين الليل بالنهار وسط انواع الكمائن والنيران والقصف المدفعي والصاروخي ‏العراقي والأيراني، كلّ من جهته لحماية الحدود من جانبه وذلك قبل اندلاع الحرب ‏العراقية الأيرانية . ومن ناحية أخرى حصل عدد من الأنصار على اسلحة على ‏سبيل الأعارة من الأحزاب الكردستانية وخاصة الأتحاد الوطني الكردستاني ‏والسوسيالست في سوران، والحزب الدمقراطي الكردستاني في بهدنان، ‏بواسطة اقاربهم واصدقائهم، واعادوها لهم بعد الحصول على اسلحة واعتدة ‏جديدة كغنائم من المعارك الأولى مع مرتزقة السلطة الدكتاتورية. لقد كانت شحة ‏السلاح والعتاد احدى اكبر المشاكل في البداية وكان مكتب القوة المعينة يجمع ‏الأسلحة اينما توفرت لدى انصاره لتسليح اية مفرزة كان يقرر نزولها، وتعاد ‏الأسلحة لحامليها، بعد عودة المفرزة من واجباتها. ثم توفّر السلاح والعتاد بطرق ‏متعددة بعدئذ منها المصادرة، الشراء باسعار رخيصة من الأهالي الذين كانوا ‏يحيطون بميادين معارك الحرب العراقية الأيرانية ليجمعوا الأسلحة المتساقطة ‏وليبيعوها بسرعة احيانا بأي ثمن، اضافة الى طرق اخرى متعددة ببلد امتلأ ‏بانواع الأسلحة‎ ‎‏. / للمقالة بقية ‏


ناصر موزان/‏
العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة