الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سؤال موجه للجميع

فاطمه قاسم

2010 / 1 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تتويجاً لانتصار نتنياهو في تل أبيب على أوباما في واشنطن، وإقرار الأخير بهزيمته، وعودة موفده جورج ميتشل من جولته الأخيرة دون الإدلاء بأي تصريح بعد لقائه مع الرئيس أبو مازن، لأن جورج ميتشل لم يكن عنده ما يقوله، فإن الإسرائيليين قاموا بإعلان بطريقة تعمدت إثارة ضجيج وصخب أثناء إعلانه،وهدا له معاني واضحة لا تحتمل أي التباس، وهو إعلان تحويل كلية صغيرة في مستوطنة أرئيل بالقرب من رام الله إلى جامعة،فإن هدا يؤكد صحة الموقف الذي اتخذه أبو مازن، بأن المفاوضات بدون وقف الاستيطان لن تكون سوى سلوك عبثي لا معنى له ومضيعة للوقت.



غير انه ،في السياسة، فإن المنطق والأخلاق لا قيمة لها، وللدلالة على دلك، أن الإدارة الأمريكية التي سبق وان فشلت أن تمرر سياستها عبر نتنياهو وائتلافه الحاكم، فإنها ستمارس ضغطاً كبيرا على الجانب الفلسطيني وليس على الجانب الإسرائيلي المسئول بالكامل عن هدا الفشل، وأن الانسحاب الأمريكي بهده الطريقة التي لا تتناسب مع الدولة الأكبر في العالم سوف يترك فراغاً خطيراً، وأن إسرائيل ستكون صاحبة الحق في ممارسة العنف بالطريفة التي تراها وبأقصى الحدود، و سنكون نحن الطرف الأضعف، فنحن تحت الاحتلال، وانقسامنا الذي خطط له الإسرائيليون بشكل محكم يزيدنا ضعفاً، فمن الذي سيملأ الفراغ، ومن الذي سيحول دون تطور الأحداث إلى ما هو أسوأ، ومن الذي سينهي الإحباط القائم حالياً؟



هده الأسئلة لا تواجه فقط القيادة الفلسطينية، رغم أن الانعكاسات ستكون أكثر صعوبة وقسوة علينا بصفة خاصة، ولكنها أسئلة تواجه النظام الإقليمي العربي، وتواجه القوى الدولية، وخاصة أطراف الرباعية، بما فيهم الإدارة الأمريكية نفسها، فإذا كانت الإدارة الأمريكية قبلت هدا الفشل على يد إسرائيل في القضية المركزية، فكيف يمكن لها أن تنجح في بقية الملفات المعقدة في المنطقة، في أفغانستان وباكستان واليمن، وفي الملف النووي الإيراني، وفي بقية الملفات الأخرى؟



فلسطينياً وعربياً:أمامنا حقيقة لا يجوز تجاهلها، وهي أن الرئيس في الولايات المتحدة ليس هو الرأس الوحيد في صنع القرار في الولايات المتحدة، فهناك رؤوس متعددة تصنع القرار في الولايات، وليس دائماً يستطيع الرئيس أن يفعل ما يقول، أوباما لم يستطع أن يغلق معتقل غوانتاناو حتى الآن، وخسر أحد الأصوات المهمة المؤيدة له في الكونغرس بموت "تيد كينيدي" وصعود أحد الجمهوريين بدلاً منه، فما بالكم في الانتخابات النصفية التي ستجري قبل نهاية هده السنة، والرئيس أوباما لم يستطع أن يحدث التغيير المطلوب على السياسة الأمريكية في العراق وأفغانستان، أو في المنطقة بوجه عام، وهدا معناه أن لنا شركاء كثيرين في المنطقة وفي العالم يجب أن نبحث عنهم، ونتواصل معهم، ويجب أن ننهي أجواء الإحباط بشكل سريع ومحسوب جيدا، وأعتقد أن العالم له مصالحه، وله خصوصياته تجاه الأوضاع في المنطقة، وهدا العالم لن يقف مكتوف الأيدي لمجرد أن الرئيس أوباما لم يستطع أن يحشد الضغط الكافي على إسرائيل داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وداخل الإدارة الأمريكية التي يرأسها.



الفشل التراجيدي للإدارة الأمريكية بعد سنة كاملة من الجولات، واللقاءات، والتصريحات التي وصفت بالتاريخية للرئيس أوباما، هدا الفشل سيكون له انعكاسات كثيرة، وسوف يمس بأطراف عديدة، ولكن علينا أن نثق بأننا قادرين على تجاوز المعضلة، وانه أن الأوان الخروج من حالة الخوف والضعف، فنحن جزءا من الحقيقة الموجودة في الميدان، ونحن أهل القضية وشعب القضية، وعلينا أن نرفض دفع الثمن نيابة عن فشل الآخرين، فالفاشل هو ائتلاف إسرائيل الحاكم بقيادة نتنياهو، ومن يرفض السلام ويقتله بهده الطريقة لن يكون قادراً على إيجاد الأمن المطلوب، هده معادلة موضوعية يعرفها الجميع ويجب أن يقر بها الجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهل للعرب موقف مقابل ذلك؟
عبدالله مشختي ( 2010 / 1 / 29 - 20:42 )
صحيح ذلك ما تفضلت به سيدتي
ولكن هل ترين مقابل الصلف الاسرائيلي والدوائر الامريكية المساندة لسياساتها موقفا عربيا مشرفا لتحدي الجبروت والاستهتار الاسرائيلي .انت ترين اغلب فادة العرب يخفون انفسهم من شعوبهم تحت عباءة الموساد فماذا يمكن لعباس او غيره من القادة الفلسطينيين ان يعملوا.

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي