الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ضمت القائمة العراقية أسماء 73 مجتثا ؟!

هادي الخزاعي

2010 / 1 / 30
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق



على ضوء ما فاضت به قوائم المجتثين الذين وردت اسماءهم في القوائم التي اصدرتها هيئة المسائلة والعدالة ، بغض النظر عن حسن النية من عدمها في توقيت صدور هذا القرار ، والتي فاقت الخمسمائة أسم ، ولآسباب مختلفه ، ضمت القائمة العراقية ، اسماء ثلاثة وسبعين مرشحا مجتثا ، وذلك حسب ما تفضل به السيد أياد علاوي رئيس القائمة ، في حديث لواحدة من الفضائيات العربية .

ورغم ورود أسماء مجتثة ضمتها القوائم الأنتخابية الأخرى ، بما فيها قائمة دولة القانون ، أذ احتوت على سبعة عشر أسما مجتثا ، إلآ ان هذا الرقم رغم كبره ، فهو ليس بحجم ما احتوته القائمة العراقية . فالذي احتوته العراقية يعتبر رقما كبيرا نسبتا الى عدد مرشحيها بشكل عام .

فهل من قصة وراء ان يجتمع في القائمة العراقية هذا الكم من المجتثين وغير المجتثين ؟!
وبغض النظر عى اسباب الأجتثاث المختلفه والتي تتراوح بين الأنتماء لحزب البعث والتزوير في الشهادات والوثائق التي قدمت الى المفوضية العليا للأنتخابات ومحكوميات تعتبر جنايات مخلة بالشرف ، إلا ان أكثرية المجتثين يشتركون بقاسم مشترك واحد ، هو انهم يحملون في جوانحهم الهوى البعثي ، وذلك بحسب ما سمعنا من أفواههم عبر وسائل الأعلام المختلفة ، او عبر البيانات التي اصدرها البعض منهم .

فمثلا اعلن رئيس اتحاد كرة القدم العراقي المنحل السيد حسين سعيد ، الذي كان يتسنم موقع متقدم في الجهاز الرياضي العراقي في عهد النظام السابق وبدعم من عدي صدام حسين ذاته ، أعلن نيته الأنضمام الى القائمة العراقية خصوصا بعد الأختلاف مع الوسط الرياضي الكروي من اجل أن يكون هو ، أو لا يكون ، وصولا الى قرار الأتحاد الدولي ـ الفيفا ـ القاضي بحرمان كرويِِ العراق من اي مشاركة خارجية الى جانب حكام العراق الذين حرموا ايضا ، وألى اجل غير مسمى .

وكذلك اعلان السيد النائب عن التوافق العراقي ، السيد أحمد راضي الذي يحمل ضغينة لحسين سعيد أثر فشله في منافسة السيد حسين سعيد على موقع رئاسة أتحاد الكرة العراقية في انتخابات الأتحاد السابقه ، وصولا الى المهاترات الفجه التي كان يكيلها أحدهم للآخر . فأحمد راضي الذي دخل كعضوا في البرلمان من الشباك ، بديلا عن أحد نواب قائمة التوافق الذين خرجوا من الأبواب وهم يتأبطون حصانتهم الدبلوماسية ليفروا خارج اسوار العراق المهدمة والمثلومة ، كالدايني مثلا وغيرهم ، كالسوداني وزير التجارة السابق الذي ينتمي الى قائمة دولة القانون لأتهامه بالفساد المالي الذي فاق مئات الملايين من الدولارات وليس الدنانير العراقية المسكينه . وأغلبهم يشتركون في هواهم البعثي .

ما القصة في هذا التحشد في القائمة العراقية ؟!
المطلق والعاني والنجيفي وحسين سعيد واحمد راضي وبقية الأسماء المعلنه التي لها صلة بالنظام السابق من حيث الأنتساب الى حزب البعث رغم عدم ثبوت نظافة أياديهم من دماء العراقيين ، مع نسبية هذا الأدعاء . أنه أمر يدعوا للدهشة !

فحينما دخلت القائمة العراقية الأنتخابات السابقة عام 2005 كانت تضم اغلب القوى السياسية والشخصيات الوطنية العراقية التي تؤمن بالديمقراطية وبالعلمانية كسبيل لتطور العراق عبر المشاركة في العملية السياسية ، وتجذير الأسس الديمقراطية المتفق عليها ، وبأهمية ان تصطف هذه القوى تحت راية واحدة وهي راية القائمة العراقية ، بعدما حدث ذلك الفرز الطائفي والقومي مع سعي محموم لتهميش متعمد للذين يسبحون ضد تيار هذه الموجة البريمريه سيئة الصيت , والتي جلبت للعراق الويلات ، وبذلك ضاقت ساحة العمل على اسس وطنية وديمقراطية لبناء العراق الجديد الذي حلمنا به .
غير ان مسيرة هذه القائمة الوطنية سرعان تباطأت خطواتها وأفتقدت الى روح العمل الجماعي التي اتفقت جميع مكوناتها عليه ، وراح السيد رئيس القائمة أياد علاوي يتصرف بعيدا عن التشاور مع ممثلي المكونات التي تضمها القائمة التي يرأسها ، حتى لم يترك مساحة لآراء شركائه في القائمة حسب ما جاءت بها تصريحاتهم ، سيما بعد أن راح السيد علاوي يفتح حوارات غير مفهومة مع ما قيل انهم بعثيين ، مما حدى بأغلب شخصيات ومكونات القائمة الى الأنسحاب منها أحتجاجا على السلوك الفردي للسيد أياد علاوي ، وكان آخر من انسحب من العراقية ، الحزب الشيوعي العراقي الذي وقف لعلاوي مواقف ايجابية مميزه ، أبان بداية التسعينات من حيث الدعم والمساندة وجعله صوتا مسموعا في اطار المعارضة العراقية أنذاك ، ناهيك عن الرموز الوطنية والديمقراطية الوطنية الأخرى التي كانت تضمها القائمة ، كالساده مهدي الحافظ والجادرجي وصفية السهيل وأياد جمال الدين وغيرهم من رموز العراقية .

ماهي القصة ؟ وهل من سر في الأمر ؟ أم ان هناك ألتباسات لم تتوضح بعد في التغيير الذي حصل في قوام مكونات القائمة العراقية ، فتخرج من القائمة كيانات مؤمنة بالثوابت التي رست عليها وهي الديمقراطية والعقل الجماعي والعلمانية ، من أجل ان يتجدد العراق .

من المؤكد ان الأجابة الشافية نجدها لدى السيد أياد علاوي ، ولكنه للأسف لم يسر الى المواطن العراقي في كثرة لقاءاته الأعلامية الفضائية والصحافية بأي شئ عن ذلك ، ولربما اسر لغير المواطن العراقي بالكثير من الأسرار التي جعلته في نظرهم بطلا يدافع عن شرف القيم العروبية المهدورة في العراق !

أن عدم الأكتراث الجدي ، من السيد علاوي عما قيل عن الأسماء المجتثة في قائمته ، وأدارة ظهره للأتهامات التي دعت الى اجتثاثهم ،وأكتفائه بتعليقات تستدر التعاطف معه فقط ، يعطي للمواطن العراقي المتضرر من البعث ، خصوصا بعد الأنضمام المحموم اليها من قبل ثلاثة وسبعون مجتثا ، الحق في ظنونه بأن هذه القائمة اصبحت حاضنة لمن له صلة بالبعث او المزورين لشهاداتهم او المحكومين بجنايات مخلة بالشرف . ويبقى الأمر قيد الحفظ في ذهن هذه الجمهرة الغفيرة من العراقيين ، حتى يثبت السيد علاوي العكس ، لا بالكلام الأنشائي والتبريري ، وأنما بما يقنع الشارع بأن هناك بعثيين لم تتلطخ اياديهم بدم العراقيين ، خصوصا بعد الفلم الفضيحة الذي عرضته محمكة الجنايات العليا كشاهد على عسف النظام البائد ضد العراقيين ، وذلك في جلساتها الأخيرة المكرسه لمحاكمة مرتكبي قطع رؤوس وآذان وألسنة العراقيين في عهد النظام السابق .

أنها جرائم بشعه ارتكبت بأسم البعث ضد العراقيين الذين لم يكن لهم ميل للبعث ، أو انهم فروا من حرب بلا معنى ، لينجوا بجلودهم . وهذه الأمور هي التي جعلت العراقيين المتضررين من البعث قلقين من العراقية التي صارت اشبه بدار أبي سفيان ، فالذي يدخلها يجد فيها الأمان .

وعليه يبقى التساؤول مشرعا : هل صارت القائمة العراقية مرسى للمجتثين ؟؟؟؟!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متاجرة
علي البلداوي ( 2010 / 1 / 30 - 08:24 )
كلنا نعرف فضل اياد علاوي في وصول السيدين مفيد وحميد الى البرلمان ولكن حال اختلاف السيد علاوي مع قادة الاحزاب الكردية ..ضغطت هذه الاخيرة على تابعها المعروف الحزب الشيوعي وهددته بقطع المساعدات التي يعيش عليها وهي كثيرة من ضمنها اموال تقاعد ووظائف وامتيازات ..يعني امر اختلاف الحزب الشيوعي ليس قضية مبدئية تتعلف بالانفراد أو ما شابه بل هو موقف متاجرة سياسية واضحة ..والان الحزب كما يقول المثل (لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي ...) والانتخابات على الابواب وسنرى، اما اكتشاف انه قريب من البعث فهذا امر مضحك حقا ..لكم تقديري...!


2 - اين الحقيقة
البراق ( 2010 / 1 / 30 - 10:22 )
ان الحقيقة تكمن في ماحصل للدكتور اياد علاوي على يد مخابرات صدام من محاولة اغتيال في لندن رقد على اثرها لاكثر من عام في المستشفى وهذا ما لم يتعرض له ايا من القادة السياسيين الحاليين وقد ذكر علاوي ذلك اكثر من مرة هذا من جهة ومن جهة ثانية فقد سبق ان صرح ولاكثر من مرة بان البعث انتهى واصبح من الماضي ولاعودة للايدلوجيات في عالمنا الجديد وعلى هذا الاساس طرح مبدء الاقتصاص من كل من اساء لمواطن عراقي عن طريق القضاء وهذا منطلق اساسي لاقامة دولة القانون والعدالة . انه في هذا الطرح ينفرد بالابتعاد عن اساليب النظام الدكتاتوري التي يتشبث بها المالكي ويطبقها بكل دقة حيث ان عملية الاجتثاث الجارية حاليا والتي لاتفرق بين من تلطخت ايديهم بدماء او اموال العراقيين والاخرين الذين انتموا للبعث للمحافظة على حياتهم وحياة عوائلهم وهو الاجراء الذي سار عليه صدام في متابعة خصومه كحزب الدعوة .لقد تم اجتثاث رؤساء عشائر عربية من الفرات الاوسط مرشحة مع العراقية دون ان يكونو بعثيين في يوم من الايام بل احدهم كان ماركسيا في خمسينيات القرن الماضي مما يدلل ان للاجتثاث ابعاد انتخابية مع تحياتي للاستاذ الكاتب


3 - الى البراق
ابو نور ( 2010 / 1 / 30 - 20:33 )
من هو الشيخ العشائري من الفرات الاوسط الذي تم اجنثاثه ولماذا ؟اجب و73 اسم قليل لقد نسوا المخبر حسن العلوي وشله القتل فدائيي صدام الم تشاهدوا الفلم بالمحكمه الجنائيه سوال موجه للبغثيين ما موقفكم ليتكلم صالح المطلك وظافر العاني ماهو رايه بالفلم عندما عرضوا قطع الرقاب بالسيف هل بقى شيء للبعثيين ليغطوا وجوههم اللئيمه


4 - الى ابو نور
البراق ( 2010 / 1 / 30 - 21:41 )
الشيخ هو عدنان عبد المنعم رشيد الجنابي وان رغبت ان تسأل عنه فاسأل من كان في بريطانيا خلال خمسينيات القرن الماضي فسيعطيك الاجابة الكاملة عن تاريخه السياسي هذا لو تركنا جانبا استيزاره بعد سقوط الصنم كوزير دولة مما يعني قناعته بالعملية السياسية ومشاركته فيها ولهذا السؤال لماذا الاجتثاث اذن ؟؟؟


5 - الى البراق
ابو نور ( 2010 / 1 / 31 - 04:30 )
هل تعرف السيخ عدنان الجنابي وتاريخه ام تدعي ذلك ؟من بنى له مضيفه يا استاذعدنان الجنابي لم يكن ماركسيا وكان رجل مخابرات هل تريد الوثائق


6 - اجتثاث ام محق البعث ؟
شكر البابلي ( 2010 / 1 / 31 - 11:03 )
العزيز هادي مقالة رائعة في الصميم, ولكن احببت ان اغير كلمة اجتثاث بمحق البعث فكان المفروض منذ اليوم الاول لسقوط الصنم تشكل لجنة لمحق البعث ومخلفاته من المجتمع العراقي المتعدد الثقافات والاثنيات التى هي لب نسيج المجتمع العراقي ولذا كان ولايزال الامر مهم أن نمحق ثقافة البعث الشوفيني, ولنا في التاريخ عبر مهمة وخير مدرسة لنا هو قراءة التاريخ انظر ماذا فعلت روما في قرطاجة وماذا فعل اليونانيون في حصان طروادة. الى الذين يفرقون بين من تلطخت ايديهم او لم تتلطخ ايدهم بدماء العراقيين اقول لهم انهم موهومون اذ لا فرق بين الاثنين كما لا فرق (خ وب) الحقيقة مرة لما فعله البعث في العراقيين من تخلف ودمار وحروب لا مثيل له في التاريخ.


7 - الى ابو نور
البراق ( 2010 / 1 / 31 - 13:24 )
المضيف تم بناءه في حياة والده المرحوم الشيخ عبد المنعم الرشيد هذا اولا وثانيا نعم انا اعرفه معرفة جيدة خصوصا ايام دراسته في بريطانيا كما سبق ان ذكرت اما اذا كانت لديك وثائق تدينه فلماذا لا تنشرها اليس من واجبنا ان نقوم بذلك وكشف الامور للجماهير؟؟

اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب