الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو حسن بهلول سوق الشيوخ (مات مجولا)/مهدي الحسناوي/

مهدي الحسناوي

2010 / 2 / 1
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


ربما مازالوا أهالي سوق الشيوخ يستذكرون الشخصية الجميلة والرائعة (ابوحسن) هذه الشخصية التي لم يكتب عنها التأريخ إلا ماندر حكايات شعبية هنا وهناك ,والبعض من أبناء شعبنا لم يعرف (أبو حسن ) بفكاهتيه في زمن الموت والحصار على يد (القائد الضرورة) ...كان أبو حسن رغم الجوع والخوف وحالات التلصص والحكم بالخيانة
والموت غيابيا على يد الأخ (الرفيق الحزبي)المكلف بأمن المنطقة وحمايتها من (المخربين(المناضلين)), لقد كان ابوحسن ملئ بالحكمة والشجاعة رغم أطلاق بعض التسميات عليه والتهم ,البعض قال بأنه مخبول وهو فاقد العقل يتأثر بمعاناة الناس ,لكنني أقول انه (بهلول زمانه) لأنه أذل ر موز البعث الكافر بعبارات ساخرة.
ذات يوم أتى عضو القيادة القطرية ومسئول المنطقة الجنوبية آنذاك عبد الباقي عبد الكريم السعد ون إلى مدينة
سوق الشيوخ لقراءة الفاتحة لأحد أبناء هذا القضاء وكان (ابوحسن )حاضرا في الفاتحة وفجأة طوق مكان الفاتحة بالجند والحماية المدججين بالأسلحة المختلفة ,وإذا بعضو القيادة الهارب عبد الباقي (أبو وجدي ) يترجل من السيارة المضللة هنا نهض أبو حسن صارخا بالجميع من شخصيات عشائرية وحكومية (فاتحة أتنكب أسلاح)
الجميع ابتسموا لهذا الأمر العسكري الذي أهان أبو وجدي ولم يستطيع إن يقرأ سورة الفاتحة أو يسلم على الحضور لان(ابوحسن )أمر الجميع بأن ينهضوا ويستعدوا للقائد(أبو وجدي) هذه واحدة من حكايا أبو حسن
وكان بعض الأحيان يقف في فلكه سوق الشيوخ يخطب بالمارة ملوحا بيديه وكأنه يقلد (السيد الرئيس),لقد كانوا أهالي سوق الشيوخ يعشقون (ابوحسن) وينادونه في الأسواق بعبارات جميلة بل وحتى بائعات السمك والخضار
ينظرن لابو حسن نظرة إعجاب وفرح.
كان أبو حسن شاعرا فطريا وحينما نظم قصيدة طويلة أنتقد فيها شخصية عضو القيادة الهارب عبد الباقي
السعد ون بتجفيف الاهوار ,وسرعان ما انتقلت هذه القصيدة على كل الألسن يقرؤونها أبناء القضاء خلسة خوفا من الرقيب ,وكانت الحكومة تعفوا عنه تحت ذريعة انه مجنون , ولكن هذا المجنون أصبح محطة أنظار الجميع لما يتمتع به من سرعة البديهية والشجاعة في وقت كان البعض يردح والبعض الأخر يهدي (عقاله ) إلى السيد الرئيس وغيره يكتب المقال تلو المقال بمدح القائد الضرورة في أعداد صحيفة الناصرية ,وهكذا الأدباء الذين
صنفوا (ا.ب.ج) ومن هو خارج هذا التصنيف ألولائي فهو تراه(يفترش الأرصفة يبيع السجائر )كحال احد الشعراء(س) ,لانريد إن نبتعد ونقلب أوجاع الماضي ,بل لنبقى مع أبو حسن وطهارته.
وبعد سقوط النظام وهرب من هرب مع عبد الباقي, وقتها كنت من المتلهفين لرؤية ابوحسن عندما عدت من المنفى هربا
من كتاب التقارير الليلية ,بحثت عنه في شوارع المدينة ( أبو حسن) فو جدته ناصبا سيطرة في شارع لطفي في سوق الشيوخ وربما كان متأثرا بالوضع السياسي الجديد , ولكن سرعان ماقتل أبو حسن في حادث مجهول وانتهت معه الحكايا وانطوت صفحة خالدة من الفكاهة والمرح وانتقاد السلطة إلا إن أبناء سوق الشيوخ مازالوا يتسألون هل (ابوحسن )شخص مجنون أم لا أم هو أراد إن يرتدي هذا القناع لكي يعارض السلطة ومازال الجواب خافيا حتى هذه اللحظة وما أحوجنا اليوم في مدينة الناصرية وقضاء سوق الشيوخ إلى شخصيات فكاهية تنشر الابتسامة والفرح في وجوه الناس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا


.. هيئة الأمم المتحدة للمرأة: استمرار الحرب على غزة يعني مواصلة




.. LBCI News(04-05-2024)- شبكة اغتصاب الأطفال.. شبهات عدة وقضاء


.. حملة توعوية لمحاربة التحرش الجنسي في المغرب




.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام