الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة العلم والمتعلمين في العراق

عصام البغدادي

2004 / 7 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ابداً لم يكن هذا الذى حصل للحركة العلمية والمتعلمين في العراق بمستغرباً عن كل لبيب وصاحب نظر بعيد ، ففي اعوام الجمهورية الاولى غادر القطر مجموعة لايستهان بها من الفئة العلمية المثقفة بعد ان شاهدوا الصراعات الحزبية بدات تنحر ابناء الوطن ، فما سمي بالمقاومة الشعبية طارت فصائلها خيرة الرجال من ذوى العلم واستاذة الجامعات لاتجاههم القومي ، وفلول الحرس القومي طاردت المتعلمين من الشيوعيين من بيت الى بيت ، وفصل نظامي الاخوين عارف كل المتعلمين من شيوعيين وبعثيين.

ومنذ هيمن البعث وصدام على السلطة حتى بدات موجات جديدة من الارهاب المنظم ضد هذه الفئة المتعلمة ، حتى تدفق نزيف الهجرة لكي تدور العجلة للوراء ، كل هذا كان مخطط له منذ زمن بعيد ، حينما كنا نائمين والعدو يرسم مشاريعه بخطوات متصاعدة نحو الهدف المرسوم لها .

وتحت وطأة اللعبة الاميركية مع نظام الطاغية صدام بفرض الحصار وشل العجلة العلمية الهزيلة التى قادها النظام ، تم فرض الهجرة على اعداد كبيرة من المتعلمين لافراغ الوطن منهم وفتح المجال امام اشباه المتعلمين من الوصوليين والانتهازيين وكتبة التقارير ، او الذين حصلوا على الشهادات العليا لكي يكونوا اساتذة الجيل في كليات ومعاهد النظام بسبب تحزبهم وليس كفاءتهم .

وفي العشرة سنوات الممتدة من 1990-2000 ساهمت دول الجوار والخليج بامتصاص المتعلمين ، وهذه المسألة لاتختلف عن مشروع توطين الفلسطيين في دول عربية اخرى ، وقامت الولايات المتحدة والاحزاب والحركات التى عملت في خدمتها على المساهمة في تهريب العلماء والكوادر الوسطية العلمية تحت مظلة جمع المعلومات عن برامج النظام السابق وقدم الاميركيين مشروع قانون مكافاة من يدلون بالمعلومات عن اماكن الاسلحة بمنحهم الاقامة مع عوائلهم وطالبت باستجوابهم من مفتشى الامم المتحدة خارج العراق.

وخلال السنة الماضية جرت حملة " تقتيل " و " تصفية " لعمداء الكليلت والاستاذة وصار استهدافهم وقتلهم لعبة سرية يومية يقف وراءها اكثر من جهة ، وجاء إغتيال الدكتورة ليلى عبداللة سعيد عميدة كلية الحقوق فى جامعة الموصل وزوجها يوم 21 حزيران الحالي فى منزلهما وسط الموصل (شمال العراق ) ، دارها ملاذها الامن الوحيد في وطن تعصف في شوارعه حمى الموت فتصيب كل ذى علم وعليم حيث قام مسلحون مجهولون بإقتحام المنزل ما بين الساعة السادسة والعاشرة مساء وأطلقوا النار من أسلحة خفيفية على الدكتورة وزوجها ثم ذبحوا الدكتورة وفقا لما ذكره أحد أقربائها . وقيل انها تلقت تهديدات بالقتل قبل ثلاثة أيام يسبقها تهديدات منذ شهور ، ويقال أن منفذى الحادث محترفين لأنهمة دخلوا المنزل ، وقاموا بغلق الأبواب وقطعوا خطوط الهاتف ثم نفذوا جريمتهم وخرجوا دون ان يدرى بهم أحد ،ويقول اقرباء القتيلة ان الإغتيال يستهدف العقول العلمية فى البلاد ولا يستهدف شخصيتها نفسها ذها الوحيد. وقيل أن المحققين المكلفين بالتحقيق في قضية اغتيال وكيل وزارة الخارجية بسام كبة وقعت بأيديهم معلومات مثيرة وخطيرة عن الجهة التي نفذت عمليتي اغتيال بسام كبة وكيل وزارة الخارجية العراقية وكمال الجراح مدير عام العلاقات الثقافية في وزارة التربية! وأشار المصدر إلى أن التحقيقات الأولية كشفت أن ميليشيا أحد الأحزاب العراقية التي كانت ممثلة بتأثير فاعل في مجلس الحكم كانت ضالعة في اغتيال بسام كبة وكمال الجراح وعدد من العلماء العراقيين والأساتذة الذين اغتيلوا خلال الأشهر التي أعقبت احتلال العراق وسجلت جرائم اغتيالهم ضد مجهول حتى هذه اللحظة!

يذكر أن العراق يعاني من بطالة كبيرة، بلغت نسبتها أكثر من 70% في آخر الإحصائيات الرسمية، مما شجع الكثير من العراقيين، وخاصة من حملة الشهادات العليا على التفكير في السفر إلى خارج العراق، بحثا عن فرص عمل لهم. كما ان تدهور الوضع الأمني دفع بالعديد من أساتذة وعلماء العراق إلى الخروج من البلد في هجرة كبيرة، يخشى أن تؤدي إلى إفراغ البلد من ثروته العلمية وقدراته البشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حادث مفاجئ جعله رئيساً مؤقتاً لإيران.. من هو محمد مخبر؟ | ال


.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني في تبريز| الأخبار




.. نتانياهو -يرفض باشمئزاز- طلب مدعي الجنائية الدولية إصدار مذك


.. مقتل الرئيس الإيراني: هل تتغيّر علاقات طهران بدول الخليج وال




.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس -إبادة جماعية- نحن نرفض ذلك