الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورقة الضغط الخارجي

عمران العبيدي

2010 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرة هي افرازات العملية السياسية العراقية كونها لم تستكمل شروطها بشكل متكامل بعد، وبعض هذه الافرازات هي نتاج الخلافات بين القوى السياسية وعدم القدرة على ايجاد اليات للتقارب في وجهات النظر، مما يصل بالحالة في احيان كثيرة ونتيجة للارث المتراكم من عدم الثقة بين تلك القوى الى حالة الاصطدام الاعلامي وتبادل التهم الجاهزة في ابسط الحالات.
كل ذلك يعطي الفرصة لبروز حالة التدخل الخارجي لحلحلة تلك الاشكالات، وفي هذه الحال ايضا تختلف الرؤى في تقبل ذلك التدخل، فالذي يستفيد من عملية التدخل يستحسنه بل ويدعو اليه ويستخدم كل الياته من اجل انجاحه، متناسيا ان ذلك التدخل يشكل انتقاصا من الحالة السياسية العراقية، خصوصا عندما يكون التدخل على شكل املاءات تعطي طابع التبعية السياسية وفي هذه الحالة لن تكون سوى وسيلة لاتاحة الفرصة للطعن بالعملية السياسية واضعافها.
بعض التدخلات التي تعتمد التقريب في وجهات النظر قد تكون مستحسنة، اوهي تدخلات لتقديم المشورة في جانب معين، ولكن التدخل الذي يراد له ان يجري على عمل هيئة المساءلة والعدالة هو عملية تعطيل للاليات الدستورية بل هو تدخلا في شأن داخلي ويفتح الابواب لتدخلات اخرى من اطراف اخرى.
في الازمة الاخيرة حول استبعاد من لهم ارتباطات بالنظام السابق وحزبه من الانتخابات حاول البعض الاتكاء على عامل التدخل الخارجي لايقاف عمل هيئة المساءلة والعدالة، وهذا ليس بغريب في مثل هذه الحالات، وحاول البعض ايضا بالدفع او الايحاء للطرف الامريكي بخراب العملية السياسية ان استمر الحال على ذلك وحاول تمهيد الطريق امام هذا التدخل متناسيا انه كان اول من يجاهر بعدم قبوله بتدخلات الاخرين الخارجية، بل يصيح بأعلى صوته منددا بذلك، بل لايتوان بنقد الجانب الحكومي لعدم وقوفه بحزم امام التدخلات الخارجية، فما الذي تغير لتشجيع التدخل الامريكي والتعويل عليه في هذه القضية علما انها قضية دستورية قبل بها الجميع؟
البعض ولغاية اللحظة لايستطيع اجادة اللعبة السياسية ولايستطيع استخدام الياتها بشكل صحيح مما يوقعه بمحنة التناقض الواضح الذي يأكل من جرفه السياسي، بل ويعتمد على ورقة الضغط الخارجي معتقدا انها الورقة الرابحة دائما، مبتعدا عن قراءة متغيرات السياسة الامريكية بين عهدي بوش واوباما مضافا اليها متغيرات العملية السياسية واقترابها من استكمال الياتها.
ان افضل السبل هي الاحتكام الى الاليات الدستورية كونها الوحيدة القادرة على ايجاد المخارج لاي اختلاف، اما عهد التلويحات باستخدام آليات اخرى سواء كانت عنفية داخلية او محاولات لي الاذرع بعوامل خارجية فنعتقد انها فقدت قدرتها الى حد ما، بل ليس من مصلحة الملوحين بها لانها بداية الانتحار السياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24