الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائية التقدم والتخلف في الانتخابات المقبلة

باسم عبد العباس الجنابي

2010 / 1 / 31
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


البشرية كلها محكومة بالتقدم مع جريان الزمن باتجاه المستقبل، ويعد الليبراليون المؤمنون بالازمنة الثلاثة نبراسا يضيء عوالم النشاط الاجتماعي، وهم في خضم معترك الحياة، الذي يعد الانسان الحر هدفا لها لرفاهيته ونمو معارفه، كي يتساوق والاسس النبيلة لفحوى وجوده ككائن حيي ،والتطور الموجود في الانظمة التي يصنعها خلال مسيرته النضالية. وهناك صراع يحتدم بين القديم والجديد، بين العقل والاسطورة، بين الفكر المنفتح على القيم الجمالية وتلك الراكسة في قبح الظلام الماضوي القاتل والجارح المستند الى التعسف والخضوع، وبين عصر التنوير وعقارب الاحكام والحكام المستبدين، وبين الترييف وما اندرس من محطات الرق والعبودية في مرحلة جاهلية العلوم وبين روح العصر العلمية القائمة على المشاهدة والتجربة، وتلك الثلة الخائبة التي سجنت الانسان كقن (عبيد الارض) زمن الاقطاع الاقتصادي والسياسي وبين عصر الآلة والصناعة التي من دونها لن نستطيع خلق عوامل رقي شعبنا وامتنا العراقية، التي تتعرض لاقسى انواع الابتذال ابتداء من انعدام السيادة الى تطاول دول الجوار، الا ان المحزن والمشين، ان كتلاً وتيارات واحزاباً كانت تحمل صفة معارضة الدكتاتورية، تعمل الان وفق اهواء المحاصصة، وترسخ الفساد والعنف بل هي منتجة لكليهما، والاصح انها تعيش جاهلية القرون المندرسة، وبمعنى اوضح، عصر القبيلة اي ما قبل نشوء الدولة اثر عصر النهضة الفكرية والاقتصادية (العصر الصناعي)، الذي انتصر على صكوك (الرهبان والقساوسة- الكهنوتية واللاهوتية) تلك المخدرة او الاصح المضادة لحراك وحرية الشعوب.
وبالرغم من هزيمة الكنيسة ودك سلطانها، وتحجيم سيطرتها كعقل فقهي (ديني) وهمي وعزل نشاطها المخدر عن المجتمع، فهي ما تزال تحن لعتمتها ونشاطها الفقهي الذي دكته الشعوب بالقنابل واحرقت اغلبية شعوذتها. اما ثنائية العقل العربي والاسلامي، التي تعيش غيبوبة في مجالي العلم والصناعة، او بالاحرى تقوقعت في حقل راكد، حتى اضحت تنتج ما ابدعه الماضويون، الذين حاولوا باجتهاداتهم (الايجابية ام السلبية) حل مشكلات عصرهم فالانسان في اي زمن يعيش فكره،وهو ليس مقدسا، بل يخضع لقانون الخطأ والصواب وتداوله ايضاً يخضع لمبدأ عدم دقة المعلومات، كما ان الثنائية تستمد اصولها من تضاد المعلومات، لكن الحقيقة الثابتة، التي لا اختلاف عليها، ان النتاج الفكري الذي يتلاءم ومتطلبات وقائع الحياة اليومية، لا يحتاج لاجتهادات غيبية او اساطير التي لم تعد تتواءم ومكتشفات عصرنا المدني وثورة المعلومات، أماتت خرافات الاولين. فقد اثبت العلم انه يحيق تهافتا بالمجاهيل، وانه اقرب من برهنة الغيبات، التي حاول اصحاب الميتافيزيقيا ان يثبتوا انه لا مجال لمعرفتها، ونحن نؤكد ان علوم المستقبل ستقهر علوم حاضرنا، مثلما صرعت هذه اباطيل الماضي.
هنا ثنائية حاضرنا ومستقبلنا، ثنائية تنحصر بالطائفية، المحاصصة، اللا دولة، عدم السيادة، الفساد المالي والاداري، البرلمان المشوه نتيجة الاشكال الدستوري، الحكومة الخائبة، التي لما تزل تحيا في عقلية الحاكم المستبد او تتبع انظمة الدكتاتور وربما الدكتاتور العادل، فهي منغمسة في عسكرة الحياة، وتعزو تلكؤها الى كثرة الارهاب، مع انها تحارب وتجتث الخوارج من بعثيين وابن لادن، لكنها تتعايش مع القرضاويين (حزب اخوان المسلمين في العراق- الحزب الاسلامي والمقلقين على شاكلة جند السماء، وكل من اجتهد في الترويج للحركات التجيشية للعنف والكراهية وغيرها ) والذي نستلهمه ان العراق يمر برحلة خصبة، تفرز الطالح والباطل بما فيهم الاشتراكيون، فحركة العولمة ليست بناء رخواً، ولا هي بالارض البوار، انها فكرة اقتصادية لا تعترف بالضعيف، والعراق على عكس ما يشاع عنه بانه (اعظم او بلد غني) هو في حقيقة الامر، بلد فقير يفتقر الى مقومات المدنية والحكام اليوم مع الاسف مازالوا يخدعوننا فلم يكشفوا للشعب مديونية العراق، صحيح في باطن ارضنا خيرات، لكن عملية استكشافها يحتاج ملاكا متدربا وأموالا بالمليارات، في حين عراقنا يفتقد تلك اللمسات والاحرى بنا ان نركز على ثنائية التقدم بالشراكة مع الشركات العملاقة في الدول المتقدمة، وعلى كافة الصعد، فالقاعدة المادية تدحض توجهات المفسدين وكذلك ذوي النزعات الطائفية وكل جهلة الفكر والاقتصاد.
فثنائية التقدم والتخلف في الانتخابات المقبلة ستفرز لنا جيلاً حداثوياً، يؤمن باحقيتنا ان نلج العالم المتحضر وننتصر لشعبنا ونظامنا الديمقراطي المستنير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24