الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية العراقية ...!

امنة محمد باقر

2010 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


ان التاريخ البشري بشكل عام لم يعرف الحكومات الديمقراطية الا نادرا ، ديمقراطية مباشرة في اثنيا القديمة حيث يشارك الرجال فقط في الحكم لأن لديهم الوقت الكافي لمناقشة شؤون المدينة والنساء والعبيد يؤدون ماتبقى من واجبات ، فيلتقي رجال اثينا يوميا للـ debate

اما في العراق ... فنستطيع القول اننا قارعنا الديكتاتوريات جميعها ، وجاء حكامنا دوما بانقلاب حتى الزعيم الشريف عبد الكريم قاسم ، لكنها من الحكومات القلائل او لربما الوحيدة التي يأتي شخوصها عن طريق انقلاب عسكري ولكن الزعيم يظل معشوق الجماهير وذلك لأنه حاكم وطني حسبما يحلو للعراقيين التسمية.

اي ان العراق يبحث عن حاكم واحد ، حتى الحاكم الاوحد ان كان اتى بلا انتخاب ولكنه نشد مصلحة البلد ، فأنه على الرحب والسعة !
وبعد الحاكم الاوحد الطيب ( لا ادري عن حكم الملوك وسياساتهم لانها كانت ايضا تحت الاحتلال ، لذا اتعجب عمن ينتقد حكومة اليوم وفي ذات الوقت يمتدح النظام الملكي الذي جاء عن طريق الاحتلال البريطاني)

لكن المعاناة والكفاح لاجل الديمقراطية تعانيها الحكومات الديمقراطية انفسها ، حيث النظام الذي لكي يتكامل لابد من وجود المواطن الذي يمتلك الوعي الكافي لذلك.
والذين وضعوا الدستور الاميركي انفسهم كانوا طبقة من علية القوم ، وان كان تم تسميتهم بالفلاحين او المزارعين farmers ، الا انهم في الحقيقة كانوا من اكثرالمتمرسين في شؤون السياسة والحكم والاقتصاد ... وحين وضعوا الدستور كانت الدولة ضعيفة وذات نظام كونفدرالي اعطى للولايات قوة اكثر من الحكومة المركزية ، فجاءوا بالدستور لصنع دولة فدرالية بدلا من النظام الكونفدرالي الضعيف واخطأوا في امر واحد الا وهو مسألة العبيد ( لم تتم مناقشتها حينها في دستور 1787 ) لأنهم ارادوا صنع الدولة المسماة اليوم بالولايات المتحدة ، اما العبيد فهم من حرروا انفسهم بعد الحرب الاهلية !!

ولكي تتأسس الدولة كانت هنالك معاناة في سبيل الوصول الى الديمقراطية ، ورغم ان الدستور من النوع الصعب التغيير او غير المرن الا انه كان هنالك 27 تغيير ( عشرة منها هي قائمة الحقوق ! ) و سبعة عشر تغييرا خلال 200 سنة منذ التاسيس الى اليوم ، وتقوم المحكمة الدستورية العليا باصدار بعض القوانين لتفسير الدستور بما يتماشى وروح العصر !!

فالذين وضعوا الدستور قبل 200 سنة لم يكونوا يتوقعون نشوء دولة بهذه الدرجة من المركزية الفدرالية !! المهم ان تلك الدولة التي تحاول تصدير الديمقراطية الى الاخرين ... الى اليوم لازلت تجري التعديلات على ديمقراطيتها !!

اما ديمقراطيتنا !! ودستورنا !!

فأن الشعب العراقي قد قارع الدكتاتوريات بكل اشكالها ، وهو احوج مايكون الى الديمقراطية عن غيره من الشعوب ، لكن بعض كتاب الديمقراطية يذهبون الى ان بلدانا مثل روسيا والعراقي ينبغي ان تمتلك اولا شيئا من حكم القانون والحريات الفردية لكي تتماسك فيها الديمقراطية !! ولكن ينسى هؤلاء ان الشعب العراقي حين فهم الديمقراطية بشكل خاطئ فتصورها الفوضى ، واذا لم تستح فاصنع ماشئت !! هذا الشعب هو ذاته الذي كان يدفع الدماء الغاليات على مستوى كافة الايديولوجيات لصنع حرياته !! والديمقراطية والحرية صنوان !! وان ذهب بعض المفكرين الى ان الديمقراطية قد تقيد الحرية !!

لكن الشعب العراقي كان على وشك الاطاحة بهدام ، ودفع الكثير في سبيل الخلاص من الدكتاتورية ... ولكن التدخل الاميركي هو الذي انجى هدام عام 1991 !! من ثورة ابناء الجنوب !!

وانني وان كنت اؤمن بمقالة الشابي : اذا الشعب يوما !! لكنني اقول اننا يوما قد قمنا بما علينا !! ولكن الديمقراطية الاميركية لم تكن مسلفنة بالقدر الكافي للتصدير في ذلك الوقت الا لاكراد الشمال ، لذا عانينا الامرين في الجنوب بعد الثورة على الطاغوت ، فيما تنعم اكراد الشمال بأقليم كردستان قبلنا بعقد من الزمن ويزيد !! وصلتنا الديمقراطية متأخرة جدا !!

وان الطريق طويل للوصول الى مطامح الشعب في نظام حر ، ولا اقول ديمقراطي ، لأن البنى التحتية الغائبة عن الوجود لاتعطيك الامل في ان تصلح دولة السنوات الاربع ما افسد الدهر !! وما خرب المجرم هدام ومعه اميركا نفسها حين قصفت كافة المنشأت الحيوية بعد حرب 91 !!

وهل ان الديمقراطية هي فقط عملية الذهاب الى الانتخابات ؟ والى متى تبقى الدولة تقارع لكي تنشر الامن ؟ اذن متى يتم اعادة الحياة الى البنى التحتية ؟ واذا كان الحرامية ؟ والفساد الاداري قد اقض مضجع الدولة ؟ فمتى يبلغ البنيان يوما تمامه ؟ ان كنت تبنيه وغيرك يسرق !!!

لذا فأن فكرة البناء الديمقراطي في العراق ..... هي ايضا قامت على عناء وصراع طويلة .... اما اين تكون النهاية فلا ادري .... لكنني اقول ... وان كانت فشلت او ستفشل الديمقراطية بسبب قيام دولة متخمة بالنقود ( روابت البرلمانيين الخيالية ) على جماجم الابرياء !! من ابناء الشعب في المقابر الجماعية !! فأن الامل لاينقطع .... في ان حريتنا غير قابلة للمساومة !! ويجب ان تكفلها الحكومة بأي شكل من الاشكال ... وبذلك فقط تضمن شرعيتها ... بعد ان تفوز بالانتخابات بالطبع !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صومال جديدة
jasim ( 2010 / 2 / 2 - 07:25 )
شكرا للصديقة امنة محمد باقر الطيبة...البسيطه...الدائخة بين الحرية و الديقراطية
شكرا امنة ..لنواياك الطيبة في ان تعيشي بدولة كالاخرين..
يا امنة بنت محمد باقر..لايوجد امل في بلد تحكمه عمائم قم وافندية جامعة ييل yale
نعم يجب ان نحلم كما يقول صديقنا لينين لكن اي حلم هذا نحلمه ؟
احلمي يا امنة فليس لديك سوى الحلم و ...لا اذا اراد .. ولا هم يحزنون
صومال جديدة هي ارض السواد


2 - الاقتصاد العراقي .. والطبقة المتخمة
امنة محمد باقر ( 2010 / 2 / 3 - 04:40 )
في الحقيقة ... انا اتسائل ايضا عن هيكلية النظام الديمقراطي والاقتصاد في العراق ، مثلا : هل اننا سوق حرة وفقا لمفهوم الرأسمالية ام ماذا؟ وهل اننا فعلا تبنينا نظام رأسمالي بحيث حصلنا على تلك الطبقة المتخمة من البرلمانيين ورجال الاعمال وحواشي الحكومة ؟ وتم نسيان الشعب لهذا فهو فقير ؟ ام ان العراق لحد الان لم يقرر مصيره الاقتصادي ؟ ونحن نعرف جميعا ان الصين الشيوعية هي الاخرى تبنت اقتصاد السوق المفتوح.....


3 - انعدام المساواة الاقتصادية في ديمقراطيتنا
امنة محمد باقر ( 2010 / 2 / 3 - 04:52 )
هنالك ايضا مسألة مهمة ... اشار اليها أرسطو و روسو وهي ان انعدام المساواة في الجانب الاقتصادي يعني عدم وجود مساواة سياسية وبالتالي خلل في النظام الديمقراطي الذي يجب ان يكون قائما على المساواة السياسية التي هي شرط اساسي في سيادة الشعب ، فكيف يسود الشعب ان كان فقيرا والطبقة الحاكمة في ثراء فاحش ويأخذ البرلمانيون فيها ( او ممثلي الشعب ) رواتب خيالية تؤدي بالنتيجة الى كونهم لايمثلون الشعب ، لأنني ان كنت امثل الفقير وانا .... غني جدا جدا ، فكيف اقبل بذلك التمثيل ؟ وانا لا امثل طبقة الفقراء حقا
ولا نريد القول بأن المساواة هي توزيع الفقر بالتساوي .... اي اشتراكية الفقر ... لانريدها ايضا

اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق