الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واشنطن على خط التسوية .. انخفاض منسوب التوتر بين بغداد وأربيل

روشن قاسم

2010 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


رحلة رئيس حكومة كردستان الدكتور برهم صالح الى بغداد، خطوة اولى في خفض منسوب التوتر وتفعيل الحوار في اتجاه الحلول. هذا ما تتلاقى عليه الأوساط السياسية في العاصمة كما في أربيل، مع بدء العد العكسي للانتخابات المقبلة.
رغم انشغال السياسيين والمسؤولين في بغداد بالتحضير للانتخابات المقبلة، في غمرة الاعداد للمرحلة السياسية الجديدة، فان الرسالة التي حملها الدكتور برهم صالح وصلت وبوضح كامل. هذا ما يقوله المتحدث باسم حكومة الاقليم كاوة محمود الذي يؤكد ان صالح نقل تصوراً اولياً الى حكومة المركز لحل الملفات العالقة، خصوصاً ما يتصل منها بالنفط والغاز.
ويعد ملف البشمركة والعقود النفطية التي ابرمتها حكومة الاقليم، والمادة 140، وحصة الأكراد في الموازنة، كما صلاحيات الاقليم، أبرز العناوين التي تتصدر خريطة العلاقات المتوترة بين اربيل وبغداد. وعودة العلاقات الى الحالة الطبيعية في بلد يعتمد الحل الفدرالي، مرهونة بحسم ما امكن من الملفات الخلافية مع المركز، في ظل وجود تخوف كردي مما ستفرزه الانتخابات التشريعية المقبلة، ومدى التزام الكتل الفائزة التي ستتولى تشكيل الحكومة المقبلة، الدستور كطريق وحيد لحل المشاكل مع بغداد، علما أن التركيز على جدية الاقليم في التعاطي مع سبل حلحلة العلاقات الشائكة, كان من أولويات حكومة الاقليم في التعاطي مع القضايا وفق المصالح المشتركة بين الجانبين.
ويقول جبار قادر المستشار السياسي لرئيس حكومة الاقليم لـ«الاسبوعية»: ان حكومة الاقليم ترى ان الدستور في النهاية سيكون الفيصل في حل المشاكل العالقة، ولذلك فانها تهدف من وراء خطواتها الى عدم الانشغال بالخلافات وتركيز الجهود على البناء والاعمار. ويضيف قادر: الجهود يفترض أن تنصرف الى بناء البلد والاعمار وتوفير الاجواء المناسبة للاستثمار، وكذلك الافادة من خيرات البلد، وتوفير العيش الكريم للعراقيين جميعاً.
ومبادرة الاقليم تعكس النيات الطيبة المتوافرة لدى حكومة كردستان ومفادها انها مصرة على التواصل مع الحكومة الفدرالية.
وكانت استعدادات الكتل والاحزاب السياسية للانتخابات قد لعبت دورا ايجابيا في تقريب وجهات النظر في اطار السعي الى تحالفات ما بعد الانتخابات مع اللاعب الكردي المهم في المعادلة العراقية، ما يعتبره مبادرة كردية تم توقيتها بعناية. ويرى قادر ان امكانات رئيس وزراء الاقليم وتوافر روح المبادرة والقيادة الجيدة، رغم قصر عمر الحكومة، كلها تلاقت على انجاز مهم هو توفير اجواء مناسبة لحل المشاكل العاقلة.
المساءلة والعدالة

وفي معلومات «الأسبوعية» أن صالح لم يبتعد كلاعب عن الساحة السياسية العراقية، وما زال يرتبط بعلاقات متوازنة وواسعة مع الكتل والاطراف السياسية، وموقفه من استبعاد بعض الكتل من الانتخابات المقبلة من قبل هيئة المساءلة والعدالة يدل على ديناميكية العلاقات التي نسجها طوال تجربته السياسية، وقدرته على فتح الباب امام اي مبادرة تحقق المصالح المشتركة. ورفض رئيس حكومة اقليم كردستان «تسييس» قرارات هيئة المساءلة والعدالة ومنع عدد من الكيانات من المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة يفترض قراءته ضمن هذا التوجه.
ويؤكد صالح في هذا الصدد: نحن لا نؤيد إقصاء اي طرف، كما يجب أن نعبر عن قلقنا حيال مساعي تسييس قانون وقرارات هيئة المساءلة والعدالة، وهناك قانون يجب ان يطبق بعيداً عن الاعتبارات السياسية فلا يتحول الى وسيلة لإقصاء هذا الطرف او ذاك، والأساس هو في النهاية المصالحة الوطنية. ويتابع: أما من ارتكب جرائم في حق الشعب، فهناك ضوابط وأحكام قانونية للتعامل معه. وكان صالح قال على هامش المنتدى الوطني لمجالس محافظات العراق، انه يمكن معالجة بعض المشاكل بين بغداد واربيل في الوقت الحالي، لكن المشاكل الرئيسة بين الجانبين ستنتظر مرحلة ما بعد الإنتخابات البرلمانية. في الوقت نفسه أوضح: هناك محاولات لحل المشاكل المالية بين الجانبين، وقد توصلنا إلى إتفاقات عدة بهذا الشأن.
ويمكن الاشارة الى حصول تقدم على صعيد عدد من الملفات منها ملف العقود النفطية التي ابرمتها حكومة الاقليم اذ اعلنت الحكومة استعدادها للبدء في حوار جدي في شأن هذه المسألة واستئناف عملية تصدير النفط الخام بكميات لا تقل عن مئة ألف برميل يومياً، والعمل على زيادتها الى أكثر من مئتي ألف في غضون العام الحالي. وفي ما يتصل بالمناطق المتنازع عليها، ركزت حكومة الاقليم في توجهها على ضرورة الحسم السلمي والتواصل مع القوى المعارضة. ويؤكد قادر في هذا الصدد ان صالح، خلال زيارته الاخيرة لكركوك، وجه رسالة الى كل الاطراف السياسية في المدينة والى الاهالي مفادها أن حكومة الاقليم ترغب في ان تقدم الخدمات والمساعدات الى اهالي كركوك بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والطائفية.
واضاف: رسالة الحكومة هي أننا نرغب في مساعدة اهل كركوك في أن يتعايشوا بسلام واخوة، ويعملوا على تطوير مدينتهم، فلا تكون الخلافات السياسية عائقا امام تقديم الخدمات التي يحتاجها الاهالي.
ومع بدء العد التنازلي لانسحاب القوات الاميركية من العراق، تتبلور المطالب الاميركية القائلة بضرورة حل المشاكل بين اربيل وبغداد، خصوصاً في ظل حاجة الادارة الاميركية الى التركيز على معركة ساخنة في افغانستان. نائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته السابقة الى أربيل قال بهذا الخصوص ان «واشنطن مستعدة لبذل المساعي الحميدة بين بغداد وأربيل، ويمكن حل هذه المسائل على أساس النيات الحسنة». وفي إطار تلك المساعي تأتي زيارة رئيس الاقليم الاسبوع الماضي الى واشنطن لتركز حسب المراقبين، على الضمانات الاميركية لاقليم كردستان والانتخابات المقبلة، والعلاقات العربية- الكردية واستمرار الدعم الدبلوماسي الأميركي للعراق بعد الانسحاب العسكري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية