الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكثير من الضحك القليل من الكهرباء(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)

سما حسن

2010 / 2 / 1
الادب والفن


كتبتها سما حسن ، في 1 شباط 2010 الساعة: 10:20 ص

بالأمس كان يوما عاديا ينقطع فيه التيار الكهربي لفترة طويلة، واعود في المساء مرهقة إلى البيت، محملة بأكياس سوداء بلاستيكية بها الكثير من المنظفات للبيت، وذلك خوفا من شحها بعد أن بدأت مصر في بناء الجدار الفولاذي، ومعنى ذلك أن تنقطع البضائع عن الوصول لغزة عبر الأنفاق الممتدة كأفاع تحت الأرض بين غزة ومصر…..

مرهقة أضع الكثير من أصناف الطعام أمام الصغار على المائدة وأقضم تفاحة كبيرة، وأهرع لسريري لأرتاح وأعلن أمامهم: اللي بيحب ماما بيشغل كاتم الصوت……….

وأقصد بكاتم الصوت أن يصمت الأطفال تماما من أجل أن أنام، هكذا دائماأقول لهم" تخيلواأنفسكم عبارة عن أجهزة ريموت كونترول خاصة بالتلفاز…..

تخيلوا ان يكون لدي أربعة اجهزة ريموت كونترول

والصغار يفعلون ويتخيلون ولذا حين أنشد الهدوء أصرخ بهم:كلو يشغل كاتم الصوت……..

وهكذا قاضمة على التفاحة الحمراء وكأنني أقضم الحياة الجميلة التي احلم بها، أهرع لسريري لأرتاح وأترك الصغار على المائدة يستمتعون بالطعام الذي جلبته لهم بآخر ورقة نقدية أملكها ……. فالأمس كان اليوم الأخير من الشهر……

وحين أصبحت في السرير وتكورت وأنا ممسكة بتفاحتي الشهية، تناهي لمسمعي صوت الصغار……

أنصت كملك ينصت إلى حاشيته كما كان يفعل الملوك في الأيام الغابرة، وحين لم يكونوا يهوون الكراسي ولا يعرفون كيف يتركونها، كان صغاري يتحدثون بحديث أثلج صدري……

ابني الأكبر كان يقول: بكرة بس أكبر ويصير لي بيت راح اخد ماما تعيش عندي.

صاح الصغير:لا ماما راح تعيش في بيتي……..

صاحت ابنتي الكبرى:لا ماما لا يمكن تعيش عند " كنتها" ماما راح تعيش في بيتي.

زمجر الكبير قائلا: لا ماما راح تعيش في بيتي أنا ابنها الكبير هيك العادات عنا في غزة………

صاح الصغير:لا ماما حبيبتي وراح تعيش عندي، هي بتحبني وما بتستغني عني……..

رد الكبير وردت الصغيرة: لا أنت مزعج وكتير الحركة وماما تحب الهدوء

زمجر الصغير وضغط على أسنانه حتى شعرت بها سوف تتكسر عن بعد:لا أنا راح اشتري لها قطتين

واحدة راح اسميها " أس أس" على اسم القطة اللي ماتت والتانية بس بس …….عشان تتسلى ماما فيهم لما تصير عجوز

رد ابني الكبير: لا أنا راح اعمل لماما اشي احسن من القطط

التفت له جميع الأبناء واستحثوه أن يتكلم فصاح وهو يضرب صدره بقبضتيه: انا راح اجوزها………

اه راح اجيب عريس لماما تتسلى هي وهو ؟

ضحكت

وشرقت بالتفاحة

ونهضت من السرير واحتضنتهم جميعا

على احساسهم وعلى حبهم

ولم انس أن أسأل ابني الكبير: ياماما على ماتكبر راح كون انا في الخمسين من عمري

ياترى كم حيكون عمر العريس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى سيدة رائعة
ياسر هاشم ( 2010 / 2 / 1 - 22:02 )
تعلثمت العبارة فوق شفتي كيف اسمعك تعليقي الذي صار نشيجا تبلله الدموع لكني تذكرت بانه اينما توجهت فهناك احضان تستقبلك وبيوت تفتح ابوابها على مصراعيك لانك حواء الانتفاضة فسلاما لاطفالك واتمنى لهم ولنا الامن والامان


2 - دمتِ لهم
فيصل البيطار ( 2010 / 2 / 3 - 15:01 )
هذه القطعه على قدر كبير من الجمال ، سيما وأني أعشق أمي العجوز حد العباده ، وهي التي كادت أن تفلت مني لولا قدري معها الذي دفعني الساعة الرابعه صباحا لأن أتوجه للمطبع لأعد شيئا حارا أشربه ، سمعت من غرفتها صوت توجع وأنين ... كانت ساقطه على أرض غرفتها غائبه عن الوعي ، وهي الآن في مرحلة النقاهه وأملي أن تنهض سريعا .
تتهنوا مع بعض وخلص ما رح أسألك عن الديك .. مليت .
سلام .

اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا