الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار هويدا صالح في السياسة الكويتية

هويدا صالح

2010 / 2 / 1
الادب والفن


هويدا صالح : الحياة الزوجية قاتلة إن لم يتفهم الرجل طبيعة المرأة المبدعة
ـ الإسلاميون قاموا بتهديدي ولكنني لم أهتم
ـ النساء رومانسيات والرجال يختزلون المرأة في جسد
، في مجال النقد هناك ناقدات تفوقن على النقاد الرجال
ـ لم يعد أحد بقادر على إسكات صوت المرأة

هويدا صالح ناقدة وروائية مصرية ، حصلت مؤخرا على ماجستير في النقد الأدبي عن الرواية الجديدة ، أصدرت عددا من الكتب منها مجموعة سكر نبات ، ورواية عمرة الدار ، وأخيرا رواية عشق البنات التي سيدور الحوار حولها ، كما أن لها عددا من الكتب الثقافية منها قراءة ثقافية في الأدب الفرعوني هي ومجوعة من المؤلفين ، كذلك كتاب قراءة ثقافية في أدب مصر الحديثة منذ محمد على ، بمشاركة محموعة من الباحثين أيضا ، وكذلك عرفت هويدا صالح باهتمامها بالكتابات النسائية ، فلها عدة أبحاث ودراسات منشورة عن صورة المرأة في الحضارات القديمة ، وصورة المرة في السرديات العربية . بعد صدور روايتها " عشق البنات " التي أثارت ردود فعل مختلفة في الوسط الثقافي مت بين نقاد أعجبوا بها وكتبوا عنها وبين من انتقد جرأتها في كسر التابو ونادى بمصادرتها ، كان لنا معها هذا الحوار :
لماذا اخترت اسم (عشق البنات )كعنوان للرواية ؟
بداية اختياري لاسم الرواية عشق البنات جاء لأن جميع حالات النساء اللاتي طرحت صورهن في الرواية تواقات لمن يتواصلن معه بمحبة ،عاشقات بصورة ما ،عشق للروح قبل أن يكون عشقا للجسد، معظم بطلات الرواية بحاجة لمن يروي عطش أرواحهن ،فجاءت عشق البنات .


"لماذ تم إهمال وجود الرجل رغم أن الرواية تناقش ظاهرة اجتماعية وهى العلاقة بن الأزواج ؟
قصدت طبعا أن أغيب الرجل في الرواية كموقف نسوي يتمرد على القهر الذي مورس على هؤلاء النساء ، قصدت أن يظل طوال الوقت مرويا عنه لا راويا ،لأن المرأة عانت كثيرا حين ظلت قرونا مفعولا به لا فاعلا ، واليوم صارت المرأة ذاتا فاعلة ،فوجب أن يغيب صوت الرجل ، ويظل صوته مسموع عبر أصوات النساء الكثيرات .
"لماذا تم إظهار الحياة الجنسية بصورة كبيرة فى الرواية؟
الجنس جزء من حياة المرأة والرجل ،بل قد يكون أحد أسباب الشقاء في حياة النساء،فلا يمكن أن تتناول حياة نساء دون أن تتعرض لهذا الجانب، المهم هل تمت كتابة تلك الحياة بشكل فني وموظف ؟ أم جاء الجنس لمجرد الإثارة والشهرة ، وكسر التابو بشكل فج . أعتقد أنني لم أكتب مشهدا فجا واحدا ، لم اقدم إثارة مقصودة لذاتها أبدا ، بل كانت الكتابة لتقديم حالات إنسانية يتعاطف معها القارئ .
الحياة الزوجية قد تكون تعيسة وقاتلة إن لم يفهم الرجل المرأة ما تحب وما تريد ، وإن لم تفهمه ، النساء بطبعهن رومانسيات ، يتعاملن بوجدانهن قبل ، أجسادهن ، والرجال يختزلون كل العواطف في لغة الجسد ، وهذا ما يسبب التعاسة ، لأن المرأة دوما تبحث عن الرومانسية وما يروي وجدانها ، وحين يختزلها الرجل في جسد ، تشعر بالخيبة ، وتبدأ المشاكل النفسية التي تسبب تعاسة الأسرة .

"هل هذة المساحة من الحديث بصورة صريحة عن الحياة الجنسية أدت الى اعتراض جهات معينة على الرواية ؟
ـ في الحقيقة جاء أول اعتراض حين اتصل أحد رجال الأمن بمجدي الدقاق رئيس تحرير السلسة ساعتها وأخبره أن الإسلاميين سوف يتقدمون باستجواب لمجلس الشعب ويطالبون بمصادرة الرواية ،لكن مجدي الدقاق رد بحزم وحسم أن هذا إبداعا ولن يخوفه أحد ، ودافع عن الرواية التي نشرها في سلسلة هو رئيس تحريرها .
ثم جاء الموقف الثاني حينما وصلتني رسائل تهديد عبر الإيميل لأنني أقدم كلاما يغضب الله في الرواية ،فلم ألتفت ، ولم أخف ، لكنني أيضا لم إثر الأمر ،لأن الشهرة التي تأتي عبر التشهير والتلسين ليست شهرة ،بل هي فرقعة ،وأنا كاتبة ،ولست طالبة شهرة ،لذا زوجي نصحني بتجاهل الأمر ، وأن لا أحد يقدر على فعل شيئ ، وأن هذا الأمر مجرد تخويف وإرهاب .
ثم اكتمل الأمر حين قرأ أحد الصحفيين الرواية ، وبالمصادفة كان هذا الصحفي زميل لي في الجرنال الذي أعمل به ،قال لي مازحا سأخدمك خدمة العمر ،فقلت له كيف ،قال لي سأكتب تقريرا للأزهر أطالب فيه بمصادرة الرواية لأن فيها كسر تابو الجنس بشكل كبير ، فقلت له لا أريد خدمتك ، الشهرة التي تأتيني فقط عبر فرقعة إعلامية ليست شهرة ، فأصر على الأمر ، واخبرني أنه هو الذي تسبب في مصادرة كتاب إقبال بركة الذي تحدثت فيه عن الحجاب وعدم شرعيته ، وأنه كتب كتابا ليرد عليها وارسله للمفتي ، وقد أجاز المفتي نشره ، وصادر كتاب إقبال بركة ، وقلت له بحزم ،بل أنت تبحث عن شهرة على حسابي وحساب روايتي إن فعلتها سيكون من أجلك أنت .
وانتهى الأمر وقُرأت الرواية بشكل جيد ، ونالت استحسان النقاد .
"هل تحاولين كسر الموروث المتعارف علية بين الرجل والمراة فى الحياة الزوجية؟
أعتقد أنني أجبت عن هذا السؤال في كلامي السابق ، ومع ذلك أعود لأؤكد لك أن ليس في الأمر محاولة لكسر التابو ، بل هو صرخة في وجه كل من يختزل المرأة في علاقة جسدية ، فالمرأة كائن مساوٍ للرجل ،له فكر وعقل ووعي ، وثقافة ووجدان وفي النهاية جسد ، ليست مجرد جسد محض
"قدمت أبحاث كثيرة عن صورة المرأة فى الحضارات القديمة وصورة المراة فى السرديات العربية .هل اختلفت الآن صورة المرأة أم مازالت تنتمى إلى العصر القديم؟
عزيزي ، نحن في بلادنا ، وأقصد المجتمعات العربية بكافة مازلنا ننظر للمرأة من نفس ذات الرؤية ، المرأة التي كل دورها في راحة الرجل وخدمته ، وإنجاب الصغار ، ربما الحضارة المصرية القديمة هي من أكثر الحضارات إنصافا للمرأة ، وقيمتها الإنسانية ودورها في تكوين بنيات المجتمع ، وحين جاء الإسلام أنصف المرأة في فترة محدودة برأي ، واقصد بها فترة وجود النبي الكريم محمد ، الذي لم يتحيز ضد المرأة ،بل على العكس النساء كن يصلين في المسجد بجانب الجال ، ويشاركن في المجتمع بشكل طبيعي ، في حين أن التحيز حدث في الثقافة الإسلامية ضد المرأة بداية من عصر الخلفاء والفقهاء .
وللأسف لا يدرك الكثيرون أن مصلحة أي مجتمع يريد أن ينهض ألا يغيب نصفه الأهم الذي يؤثر في استقرار الأسرة وأقصد المرأة ، والتغييب يأتي بتغييب الوعي ، وتغييب الإحساس بالذات ، أنا لا أدخل في صراعات المرأة أفضل من الرجل ، ولا أن المرأة مساوية للرجل ، نحن لسنا طرفي صراع، من مصلحة المجتمع السوي ألا ندخل في صراعات لا معنى لها .
فقط أؤكد أن المرأة القوية الواعية المثقفة أكثر قدرة على تكوين مجتمع صحي ، سوي نفسيا وجسديا ، أليست المرأة هي صانعة الرجال ؟
"هل أفادك دراسة الارشاد النفسى والصحة النفسية فى العمل الإبداعى ؟
ـ بالطبع ، الإبداع إن لم يكن وراءه ثقافة ومعرفة ووعي ، يظل مجرد بوح وثرثرة ، ودراسة علم النفسي والإرشاد النفسي يجعلني أغوص بوعي في نفسية شخوصي .

"كناقدة لماذا تندر الأصوات النسائية فى مجال النقد الأدبى ؟
إن القهر الاجتماعي الذي مورس على المرأة طوال عمرها شكل تقييدا لعدم نمو الوعي بالذات لدى المرأة ، وحوّل إبداعها إلى صراخ أيدلوجي مطالب ومدافع عن حقوق أهدرت ،إلا أنه رغم كل هذه المعوقات لا يمنع أن نشير إلى أن المرأة العربية قد حققت طفرة في الإنتاج الأدبي و النقدي ، طفرة نوعية واضحة على مستوى كتابتها، وأيضا على مستوى إنتاجها لخطاب نقدي وتحليلي سيرـ ذاتي مواز، سواء اشتغل هذا الخطاب على السير الذاتية العربية التي كتبتها المرأة أو التي كتبها الرجل.
ونذكر في هذا المجال باحثات وكاتبات عربيات حققن طفرات حقيقية إبداعا ونقدا منهن : نوال السعداوي ويمنى العيد و رشيدة مهران و ليانة بدر وجليلة الطريطر و ريم العيساوي و ماري تريز عبد المسيح أحلام دياب، هدى الصدة، سعاد عبد الوهاب، زهرة جلاصي، شيرين أبو النجا،وهو ما يظهر أنهن يشكلن اليوم تراكما مهما في الأسماء والكتابات.

"كيف تنظرين إلى مشهد الأدب النسائى الآن ؟
ـ إن فعل الكتابة لدي المرأة ، سواء كانت معنية بقضايا وجودية نضالية ، أو منغمسة في كتابة ذاتها ، هذا الفعل هو تحقيق لرؤية إداورد سعيد لحال المثقف، فالمثقف ملتزم ومخاطر في نفس الوقت ، وهكذا فعلت الكاتبة العربية ، فهي التزمت بقضايا جنسها ووضعيتها الاجتماعية والتاريخية ، وخاطرت بتوصيل ما يدور داخلها من أصوات تطالبها بالخروج والثورة ضد أشكال القهر الإنساني والاجتماعي ، وضد ما يمارس علي جسدها من طقوس وعادات وتقاليد ، ضد كونها أنثي .

وتظهر خصوصية الكتابة الأنثوية في الاحتفاء بخصوصية الذات ،هذه الكتابة التي تتساوق مع سياق ما بعد الحداثة الذي يكرس للتفاصيل .. يكرس لما هو إنساني .. لا ينشغل بالإجابة عن الأسئلة الكبري .. أسئلة الوجود و العدم .. لقد انتهت القضايا الكبري .. ولم يبق أمامنا إلا أن نكتب أنفسنا ، وأظن أن تجربة الأدب النسائي السعودي الأخيرة تثبت ذلك . لم يعد أحد بقادر على أن يخرس صوت المرأة . لقد انفتحت على العالم ، وكتبت ذاتها بحرية .
"هل يعانى النقد الأدبي من أزمة تواجد؟ولماذا لاتظهر أصوات جديدة؟
ـ لا أظن أن النقد يعاني من أي أزمات ، اظن أن المشهد انفتح ، وتعددت وسائل إيصال الصوات النقدية ، فلم يعد النقد سجين الأكاديميات ،بل صار هناك مبدعون يتعاملون مع النقد مثلما يتعاملون مع الإبداع ، وصار هناك شباب يكتب النقد بلغة نقدية لا تقل إبداعا عن لغة الإبداع ، من يقول أن النقد في أزمة لا يقرأ المشهد جيدا ، النقد يحاول جاهدا أن يلاحق خطوات الإبداع السريعة ، وووسائل النشر التي تعددت ، من يدعي أن هناك أزمة في النقد ، لا يرى إلا الأكاديميين المحبوسين داخل أسوار الجامعات ولا يهتمون بالمشهد الأدبي جيدا .
"ما رأيك فى اتهام البعض لعالم النقد الأدبى بأنه قائم على المجاملات والمصالح الشخصية ؟
والله من يقول ذلك عليه أن يفضح المسكوت عنه ، أقصد عليه أن يفضح المجاملين وذوي المصالح ، أما عن نفسي فلا أكتب إلا عن عمل اشتبكت معه ، وتفاعلت به سلبا أو إيجابا ، بغض النظر عن صاحبه .
"ما هى آخر أعمالك "
ـ آخر أعمالي متتالية قصصية بعنوان : " الحجرة رقم 13 " وستصدر عن دار نشر شابة والقائمين عليها من الشباب واسمها : " دوّن " ، ستكون بين أيدي القراء في معرض القاهرة للكتاب القادم إن شاء الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس